النباتات (مسرحية شعرية قصيرة) شعر : د. براء زهير سيف
الشخصيات : الرواي ، الفلاح ، البذرة ، النبتة ، الملاك ، الشيطان.
الفصل الأول
الرواي
لتفتح الستورْ
عن هذه البذور
بذورٌ للمنونْ
تعيش في جنون
الفلاح
من بينها بذرةْ
رمقتها بنظرةْ
أخوف أم حياءْ
أكره أم رجاءْ
قالت على استحياءْ
البذرة
ابعدوا الحشيش
أتوق للضياءْ
أريد ان أعيشْ
كسائر الأحياءْ
الفلاح
يا مرحبا يا مرحبا
بنبتتي الصغيرة
يرونك قبيحةْ
وأراكي كالأميرة
جميلة نضيرة
بقطرة من ماءْ
وبركة السماءْ
يحلو لك المكان
ويَصلحُ البستانْ
ويذهب الجفاءْ
ببعض الصبرِ
ظهرت من الخفاءْ
الرواي
وجاء المَلَك الأخضر
بقارورة ماء معطّرْ
له رائحة أزهرْ
وقال في أمر
الملاك مخاطباً الفلاح
استعمل ماء الحُبِ
لسقيا هذا الحَبِ
واحرسها واحميها
بماء العين ترويها
***
الفلاح
أضحتْ ليّ رؤيا
امتلأتْ بها الدنيا
بالحب والعطرِ
بالعشق والسحرِ
صارتْ بها أحلى
كالطفل أرعاها
فرحاً بُسقياها
طرباً لشكواها
صرتُ لها أحيا
الفصل الثاني
الراوي
قد شبت البذرة
وأختها الأخرى
الكل قد كبرا
وانفتحت الزهرة
تناثر العطرُ
وغرد الطيرُ
الفلاح
ابتدأت النبتة تزهرْ
والسائل عليها ينهمرْ
يا نبتتي الصغيرة
حذار من شريرة
يا زهرة الزمان
وزينة المكان
فرغم الدمار
خلقت للعمارْ
الخير في العطاء
والحب في الوفاء
لتعمر الأكون
ويسعد الانسان
والطير والحيوان
فكلكم اخوان
نعطي ولا نِكِل
نحيا ولا نَمل
البؤس للاشرار
والسعد للأخيار
فلينزل الستار
الراوي
كان على الفلاح
أن يرحل كي يرتاح
سيترك المفتاح
لشمسها الصباحْ
***
الفصل الثالث
النبتة وحيدة يوسوس لها الشيطان
يا ايها الانسان
ليس لك الأمان
قد رحت تنساني
ما عدت ترعاني
رائحتي منفرة
وعيشتي مكدرة
شرابي الدم
سأرزع النقم
لتعرف الندم
حياتي مرة
فالعطر في الزهرة
يتصارع مع السمْ
النبتة تتلوى لأن في داخلها صراع بين العطر والسّمْ
**
يقول الملاك
سطورٌ على الماء أنتم ونحنُ
وإن لم تحركْ تلكْ المياهْ
فإنك يا صاحبي تأسنُ
ومن مثل هذي المياهِ
سيولد زهر البنفسج والسوسنُ
وما لم تعجل بِسُقيا النباتِ
ينفذ من جذرها المخزنُ
فافخر بدمعك لا تزدريهِ
“مشاعر عشقك هل تدفنُ؟!
(النهاية)