طولكرم : نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم لقاءا تأبينياَ بمناسبة ذكرى الأربعين لفقيد فلسطين ، القائد القومي الوطني الكبير واحد مؤسسي وقادة جبهة النضال الشعبي ” شيخ المجاهدين ” الأستاذ بهجت أبو غربية ، حيث شارك في اللقاء عدد من قيادات الفصائل والشخصيات الوطنية والتوجيه السياسي والوطني والمثقفين وممثلين وممثلات عن المؤسسات الرسمية والشعبية في محافظة طولكرم .
ونظم اللقاء في قاعة ( النضال ) وتحدث فيه كل من حكم طالب ، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، ود. حسن خريشة ، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ، والباحث والمؤرخ الأستاذ نعمان شحروري ، وأدار اللقاء محمد علوش ، عضو اللجنة المركزية ، سكرتير الجبهة في محافظة طولكرم .
كما قدمت العديد من المداخلات التي أكدت على أهمية الاهتمام بتاريخ ونضالات المناضلين وإبراز محطاتهم وتضحياتهم النضالية والتي أشارت لنضالات ومواقف وسيرة ومسيرة الراحل الكبير أبو غربية .
وتحدث المتحدثون باللقاء عن المناضل بهجت أبو غربية ، الإنسان والمناضل والمفكر وصاحب السيرة الحافة بالنضال ، حيث شارك في كل معارك الشعب الفلسطيني ، قرن من النضال والتضحية والحفاظ على الحقوق والثوابت ، ولد في بلدة خان يونس عام 1916، وينتمي إلى عائلة عريقة من مدينة الخليل ، أمضى معظم حياته في القدس ، واشترك في جميع مراحل النضال الفلسطيني المسلح ، خصوصا ثورة 1936 ومعارك 1948 ونضالات 1967 وقبلها وبعدها ، حيث كان أحد قادة جيش الجهاد المقدس وخاض معارك كثيرة منها معركة القسطل التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني ، كما جرح عدة مرات ، ودخل السجون والمعتقلات ، وشارك بدور أساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية مع الرئيس أحمد الشقيري ، كما شارك بدور أساسي أيضا في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية ، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة وكان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني ، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 وحتى عام 1991 وبعد نكسة حزيران عام 1967 كان احد مؤسسي وقادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعين ناطقا إعلاميا باسمها بين أعوام 1969 وحتى عام 1972 ، وتكريما لتاريخه ونضالاته حافظت الجبهة على عضويته بلجنتها المركزية كعضوية فخرية .
وأكدت مداخلات المتحدثين في اللقاء التأبيني ، أن فلسطين وشعب فلسطين فقدت رجلا من المناضلين الأوائل الذين شاركوا في معارك الدفاع عن قضية شعبنا وحقه في تقرير مصيره ، مناضلا عنيدا وشجاعا مخلصا ومحبا لشعبه ، صاحب المواقف الرجولية ، بفقدانه ورحيله يفقد الشعب الفلسطيني رمزا من رموزه الوطنية ، والأمة العربية علما من أعلامها ، ورمزا من رموزها المناضلة ، الذي أمضى كل لحظات حياته من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها بعاصمتها القدس التي نذر نفسه لها ، صلبا، على امتداد تاريخه النضالي الطويل في مناهضة أعداء الشعب الفلسطيني ، وفي مواجهة قوى الظلم والقهر والطغيان ، والعمل على وحدة الصف الفلسطيني ، وحماية القدس والدفاع عن عروبتها ، لتبقى القضية الوطنية الفلسطينية خالدة في قلوب أبناء شعبنا جيلاً بعد جيل.
وأشادت المداخلات بمناقب المناضل الكبير واستذكر المتحدثون العديد من مواقف ومحطات نضاله وآراءه وكتاباته وحرصه الدائم على الوحدة الوطنية وعلى الثوابت الوطنية التي ظل متمسكا بها ووفيا لها طيلة حياته ، غلب دائما المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة وكان وفيا لمشروع الوحدة العربية من خلال تمسكه بالقومية العربية فكرا وممارسة واعتبارها الأساس للوطنية الفلسطينية والطريق نحو تحرير فلسطين وخلالها من الاحتلال والاستعمار وإفرازاته ، حيث مزج بين خطي النضال القومي العربي والوطني الفلسطيني ونسج علاقات وطيدة مع قوى التحرر العربية ووظف هذه العلاقة بخدمة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية .
وأكد المتحدثون على أهمية جمع كتابات ومذكرات الراحل الكبير ونشرها وأهمية التثقيف لتعريف الأجيال الفلسطينية بنضالات الشعب الفلسطيني العظيمة ونضالات مناضليه الكبار أمثال بهجت أبو غربية ود. سمير غوشة وصلاح خلف د. جورج حبش وكل المناضلين من كافة القوى والاتجاهات والمشارب السياسية والفكرية ، الذين رسموا معالم الطريق والإرهاصات الأولى لإطلاق الثورة الفلسطينية وحركتها الوطنية التحررية .
وأكد كافة المتحدثين على أهمية الحفاظ على ارث ونضالات وسجايا هؤلاء المناضلين وتكريس هذه النماذج والاستفادة من هذه التجارب المضحية والمضيئة في تاريخ الشعب الفلسطيني وتاريخ الأمة العربية ، معاهدين الشهداء والقادة المؤسسون بان تستمر مسيرة النضال والمقاومة حتى تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا وانجاز مشروعه الوطني بالعودة والحرية والاستقلال الناجز في ظل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .