دمشق / الإسهامات الأكاديمية الجامعية في التأريخ للقدس. عنوان المؤتمر الذي عقدته جامعة دمشق ضمن احتفاليتها بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب واتحاد المؤرخين العرب ومؤسسة القدس الدولية (سورية) في ندوة أدار محاورها الدكتور خلف المفتاح؛ -مدير عام مؤسسة القدس بحضور عائدة عم علي مسؤولة الاعلام في الساحة السورية وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية وطلبة الجامعات والهيئات التدريسية والنقابية.
وشارك فيها الدكتور بهجت قبيسي؛ -المؤرخ والباحث في اللغات القديمة-، والدكتور عمار النهار؛ -الأستاذ في كلية التاريخ جامعة دمشق، وعضو اتحاد المؤرخين-والدكتور إبراهيم خلايلي؛ -الباحث المختص في تاريخ الشرق القديم ولغاته-
وقدم د. خلف المفتاح في مستهل الندوة قراءة سياسية في طبيعة التحديات التي تواجه أمتنا العربية اليوم وفي مقدمتها زرع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، مشيراً إلى أن المشروع الصهيوني بُني على النص الديني واستمد شرعيته من الرواية السردية اليهودية ما نجم عنه الكثير من صراعات في المنطقة والحروب التي دفع أبناء فلسطين أثماناً باهظة فيها ذوداً عن الأرض والحقوق المشروعة لشعب عصي على النسيان مؤكداً على أهمية إنشاء مراكز أبحاث ودراسات في مواجهة محاولات التهويد والمزاعم الصهيونية الهادفة إلى طمس الهوية العربية عن أرض فلسطين ومحو الوجود والفلسطيني عبر حروب الإبادة والمجازر الوحشية وهذا ما تشهد عليه وقائع معركة طوفان الأقصى التي تخوضها المقاومة ببسالة وإقدام دفاعاً عن التاريخ والحاضر والمستقبل.
تلا ذلك مداخلة د. بهجت قبيسي في مقدمة ورقته التي جاءت تحت عنوان: (القدس في الآثار والكتابات المصرية والعمورية والكنعانية والآرامية وتفنيد المزاعم الصهيونية)؛ دحض فيها ادعاءات العدو الصهيوني التي تقوم على تزوير الحقائق وحرفها عن مسارها الطبيعي، مقدماً الأدلة والبراهين وداعياً إلى تصحيح التاريخ من خلال الدراسة والبحث القائم على نقوش الأرض وآثارها.
بدوره قدم د.عمار النهار في ورقته قراءة في مؤلفه: (هكذا سلم هؤلاء بيت المقدس للفرنج الصليبيين) بما ينطوي عليه من إسقاطات سياسية على الواقع الراهن، مشيراً إلى أهمية الوقوف عند السلبيات والهزائم التي مرت في تاريخنا المعاصر كونه مستودعاً للتجارب يجب قراءته قراءة متأنية لاستيعاب إسقاطاته والاستفادة من دروسه، مؤكداً على مكانة القدس كبؤرة للصراع والنزاعات والمؤامرات وما آلت إليه من تقسيم واحتلال جرّاء الاستقواء بقوى خارجية وفق ما أورده في كتابه.
بينما أشار د.إبراهيم خلايلي إلى أن معظم البحوث الغربية حول القدس ذات طابع سياسي أيدولوجي؛ ما يستدعي إعادة قراءة التاريخ وتوثيق القرائن والدلائل التي تؤكد على المرجعية التاريخية للقدس بناء على قراءة دقيقة للنقوش والمراجع المرتبطة بتاريخ المدينة المقدسة لتعزيز صمودها وتأصيل هويتها.
ثم تلا ذلك العديد من المداخلات التي أشارت إلى طبيعة المخاطر التي تحدق بأمتنا ومستقبلنا؛ لأن المشروع الصهيوني لا يقف عند حدود فلسطين فقط بل كامل المنطقة.