مر علينا ذكرى الثلاثين من آذار ، يوم الأرض الخالد من هذا العام ، والاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته الإرهابية ضد شعبنا من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، واستفحال الاستيطان وتسارع وتيرة البناء في الجدار، وتهويد القدس عبر سياسة ممنهجة في هدم المنازل وعزل وتهويد القدس ، لفرض هجرة قسرية على أبناء شعبنا الفلسطيني في المدينة المقدسة ، وتتعرض الأرض الفلسطينية كل يوم وعلى مدى الأعوام الماضية لعدوان صهيوني غادر ، ولهجمة استعمارية واحلالية شرسة، ولا يزال شعبنا الفلسطيني يدافع عن أرضه ومقدساته بإرادته الوطنية الحرة وعزيمته النضالية التي لا تنكسر.
اليوم نحيي ذكرى يوم الأرض وشعبنا مازال صامدا على أرضه ، متمسكًا بأهدافه وحقوقه الوطنية ، ومصّممًا على مواصلة الكفاح والتصدي لكافة عمليات مصادرة الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس ، مجددا العهد على المضي بمسيرة النضال وتطوير أشكال وأساليب المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال وإجراءاته وممارساته العدوانية .
يا جماهيرنا المناضلة :
ما زالت معركة الأرض تتوالى جولاتها ، و قد أصبحت كل أيامنا هي يوم للأرض ، كيف لا وجماهير شعبنا تتصدى للاستيطان وجدار الفصل العنصري وكل أشكال مصادرة الأرض ونهبها من قبل الإحتلال الإسرائيلي ، وإن المقاومة الشعبية والبؤر النضالية المتتالية في كافة المحافظات تقدم صورة مشرقة للعمل الجماهيري والنضال الشعبي الذي أثبت جدواه عبر ما حققه من إنتصارات و ما جلبه من دعم وتأييد عالمي للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا .
تأتي هذه الذكرى وشعبنا يواجه تحديات جسام ، فحكومة الاحتلال الإسرائيلية ما زالت ماضية في سياستها الإرهابية وتحديها للمجتمع الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ، ونيتها مواصلة نهب الأراضي وتهجير السكان .
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وبمناسبة الذكرى الخالدة لشهداء يوم الأرض ندعو إلى توحيد الجهود ورص الصفوف والشروع الفوري في طي صفحة الإنقسام لإستعادة الوحدة الوطنية وتسخير كل طاقات وإمكانات شعبنا في المعركة الحقيقية لدحر الاحتلال الإسرائيلي الذي يمثل التناقض الرئيس مع شعبنا وندعو كافة قطاعات شعبنا وقواه السياسية إلى المشاركة الفاعلة في الفعاليات الشعبية ضد تهويد القدس وضد الجدار والاستيطان والحصار وكل الممارسات الإحتلالية التي تستهدف الأرض والشعب والقضية .
ونؤكد على أن وحدتنا هي البوصلة الحقيقية للدفاع عن الأرض الفلسطينية ، وأن الانتماء الحقيقي لهذه الأرض تتطلب القرار الجريء بإنهاء الانقسام وتوحيد طاقات وجهود شعبنا للتفرغ للتصدي لمخططات الاحتلال، بوضع إستراتيجية وطنية فلسطينية موحدة للتصدي للاحتلال والوقوف أمام كافة التحديات .
وانطلاقا من إيماننا بأن جوهر الصراع مع الاحتلال هو الأرض ، فإننا ندعو إلى المضي قدما نحو الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، وحشد التأييد الدولي لهذا المشروع الوطني ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف به ، ونطالب القيادة الفلسطينية بمواصلة جهودها وحراكها السياسي والدبلوماسي لتجسيد استحقاقات وحقوق شعبنا على الأرض وتعرية وفضح الاحتلال في المحافل الدولية .
إن تفعيل النضال الشعبي والعمل الجماهيري ضد قوات الاحتلال في كافة المناطق ، يشكل تحديا شعبيا ، ونضالا سياسيا ، يعطي قضيتنا زخمها ، ويكشف للعالم إرهاب حكومة الاحتلال المنظم ، وعنصريتها وإرهابها ، ومن هنا فلنجعل بلعين ونعلين والمعصرة وكفر قدوم والنبي صالح نماذج للنضال الجماهيري .
يا جماهير شعبنا العظيم :
في هذا اليوم الكفاحي تتوجه جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالتحية إلى أهلنا الصامدين في مناطق الـ 48 ، ونحيي كفاحهم ونضالهم في عرّابة وسخنين ودير حنّا وفي سائر مدن وقرى الجليل والمثلث والنقب ، صانعي يوم الأرض ، يوما وطنيا خالدا في تاريخ وذاكرة الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية ، وتحيي جماهير شعبنا في شتى أماكن تواجده بشهدائه وأسراه ومناضليه وتعاهد شهداء يوم الأرض وكل شهداء شعبنا أن تواصل النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة و الاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
عاشت ذكرى يوم الأرض الخالد
المجد و الخلود لشهداء يوم الأرض و كل شهداء شعبنا
الحرية للأسرى و النصر لنضال شعبنا
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
رام الله – فلسطين
29-3-2012