طولكرم : نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم بالتعاون مع مكتب وزارة الثقافة ورشة عمل سياسية وثقافية موسعة تحت عنوان : ( القضية الفلسطينية بين واقع الاحتلال ومهام التحرر لتجسيد المشروع الوطني ) وذلك في قاعة الشهيد نبيل قبلاني بمقر جبهة النضال الشعبي بطولكرم وتم تنظيم الورشة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للنكسة والذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، وشارك في الورشة عضو المكتب السياسي للجبهة حكم طالب ، وعضو المجلس التشريعي د. سهام ثابت ، ومدير وزارة الثقافة منتصر الكم ، وقيادات وممثلي القوى والأحزاب السياسية والمؤسسات والتوجيه السياسي والوطني والشخصيات الوطنية والثقافية في المحافظة ، وأدار الندوة محمد علوش ، عضو اللجنة المركزية للجبهة .
وأكد علوش بأن ذكرى النكسة لن تثني الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية عن مهام التحرر واجتراح طرق وأساليب النضال المتعددة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وسياساته وإجراءاته العدوانية والعنصرية ، معتبرا انطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها المناضلة شكلت انبعاثا جديدا للفعل الفلسطيني وتكريس الهوية والثوابت الوطنية الفلسطينية ، داعيا الى تكريس ذكرى نكسة حزيران المؤلمة لإنهاء التبعات الكارثية التي خلّفتها.
ودعت د. ثابت لأهمية نبذ الفرقة والخصام والانقسام وتعميق الوحدة الوطنية وتطبيقها على أرض الواقع للوقوف جميعا في وجه الاحتلال الغاشم ومخططاته التدميرية الرامية إلى نهب الأرض والمقدرات والمقدسات وإنهاء الوجود الفلسطيني وتضخيم المستوطنات. ، مؤكدة على ضرورة التوجه الى الامم المتحدة مجددا لانتزاع عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة استنادا لقرارات الشرعية الدولية والقرار 181 اساسا .
ودعا طالب لضرورة العمل بكل قوة على كنس الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، مشيرا بأن الذكرى الـ 45 للنكسة هذا العام في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة يمر بها شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ، فمن جهة مازال الاحتلال يصعد من عدوانه ويواصل حربه الشاملة على كل ما هو فلسطيني ، وقد توج الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بمواصلة الاستيطان وعزل القدس عن محيطها وتهويدها وفرض الوقائع الاحتلالية فيها ، إلى جانب العربدة والتبجح العدواني لحكومة ائتلاف اليمين المتطرف والمستوطنين العنصريين .
من جانبه عبر منتصر الكم ، مدير ثقافة طولكرم اهمية الجانب الثقافي الذي شكل رافدا اساسيا للحركة الوطنية ولمسيرة النضال الفلسطيني ، حيث شكلت الثقافة عنونا بارزا في حماية الحقوق والثوابت والذاكرة الجماعية ورفض سياسات وإجراءات الاحتلال ، وكان للكلمة وللإبداع الدور المباشر في بلورة الخطاب الوطني الفلسطيني التحرر والمضي بالمسيرة الوطنية عبر تضحيات جسيمة قدم خلالها شعبنا الشهداء والأسرى بمن فيهم الشعراء والمثقفين والمبدعين الاحرار .
بدوره أكد صائل خليل ، ممثل فصائل العمل الوطني بأن المعركة مستمرة ، معركة الحقوق والثوابت ودحر الاحتلال ومشاريعه التصفوية ، مجددا التأكيد بان منظمة التحرير الفلسطيني الممثل الشرعي والوحيد ، حيث شكلت العنوان والضمانة للمشروع الوطني ، مطالبا القيادة الفلسطينية بالرد على سياسات ومشاريع الاحتلال بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة والاتجاه نحو تفعيل وتطوير ودمقرطة مؤسسات البيت الفلسطيني وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية .
وأشارت مداخلات المتحدثين في الورشة ان حالة الصمت الدولي والانحياز الأمريكي الفاضح لدولة الاحتلال وممارساتها العدوانية ما زالت مستمرة في محاولة مكشوفة للقفز على الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة لشعبنا الفلسطيني وتجاوز قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ، وفرض الحلول السياسية وفقاَ للاملاءات الأمريكية التي رفضتها وترفضها منظمة التحرير الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، مؤكدة أنه لا بديل عن الحقوق والثوابت الوطنية .
ودعت المداخلات لأهمية مضي القيادة الفلسطينية نحو الأمم المتحدة لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الخامس من حزيران 1967 وعاصمتها القدس ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف بها والاعتراف بكافة الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين على أساس القرار 194 ، وطالبت بانجاز كافة التحضيرات المطلوبة لاستكمال الخطوة القادمة للتوجه للأمم المتحدة باعتبارها محطة هامة نحو الاعتراف بفلسطين عضواَ كامل العضوية في الأمم المتحدة وبدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس ، والاستمرار بالحراك السياسي والدبلوماسي لاكتساب المزيد من الاعترافات والدعم والتأييد للدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة .
.وأكدت المداخلات بأن وحدة شعبنا داخل الوطن وخارجه هي ضمانة نجاح مهام التحرر الوطني وانتزاع حقوق شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الخامس من حزيران وعاصمتها القدس ، داعية إلى إعتبار ذكرى عدوان حزيران مناسبة لاستعادة الوحدة الوطنية وتحقيقها بين كافة قوى ومكونات شعبنا ، والعمل على تحقيقها بما يلبي مصالح شعبنا ومشروعنا الوطني بعيداَ عن صيغ الفئوية الضيقة والمصالح الانانية ، وتعزيز الشراكة الوطنية الكاملة .
وتخلل الورشة قصائد شعرية للشاعر الفلسطيني د. نصوح بدران والتي عبر خلالها عن واقع النكسة والهزيمة الحزيرانية ، وانبعاث المارد الفلسطيني من تحت الرماد في اشارة لتأسيس منظمة التحرير ، وحلقت قصائده في سماء الشهداء وعناد الاسرى وعنفوان المناضلين الاحرار ، حيث لاقت قصائده تصفيقا حارا من قبل المشاركين في الندوة .