طولكرم : نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالتعاون مع المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية ورشة عمل تحت عنوان : ” أسباب تراجع دور ومشاركة النساء في الأحزاب الديمقراطية ” ، حيث نظمت الورشة في مقر الجبهة بمدينة طولكرم .
وفي بداية الورشة رحبت إكرام زبيدي ، منسقة المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية بالمشاركات والمشاركين في الورشة ، مؤكدة أننا نشهد تراجعا كبيرا لدور ومشاركة ومكانة النساء في الأحزاب السياسية الفلسطينية ، على الرغم من الدور الطليعي والبارز المتقدم الذي لعبته المرأة الفلسطينية في السابق ، حيث تميز دورها الوطني والاجتماعي والنضالي فكانت جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف مراحل النضال وعلى كافة الأصعدة .
من جانبه ، استعرض محمد علوش ، عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أسباب التراجع ، مؤكدا إن هناك أسبابا عديدة سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية ، ومن ابرز هذه الأسباب غياب العمل التطوعي وعدم إعطاء هذه الأحزاب المكانة والدور المناسب للنساء حيث تم تهميش وإقصاء المرأة عن مراكز صنع القرار داخل هيئات الأحزاب ومراتبها التنظيمية المختلفة وكذلك غياب تمثيل نساء من الأحزاب السياسية في المؤسسات والهيئات العامة وحتى غياب تمثيلها في الاتحادات الشعبية وفي المجالس الطلابية واقتصار التمثيل لدى اتحاد المرأة وكأن المرأة لا تتقن إلا دور المرأة .
وأضاف علوش خلال مداخلته في الورشة بأن المشكلة ليست في البرامج السياسية وفي الرؤى والأطروحات الاجتماعية للأحزاب ، فكافة الأحزاب تضمن حقوقا متساوية للمرأة في الأنظمة والبرامج الداخلية ، ولكن تكمن المشكلة في التطبيق وعدم استيعاب إن تكون هناك قياديات في أحزاب سياسية وهناك اصطفاف ذكوري يحد من دور المرأة ، فالمرأة مشاركتها محدودة وموسمية ونخبوية ، والى جانب ذلك أيضا هناك هيمنة داخل بعض الأحزاب واستفراد في اتخاذ القرارات والتوجهات العامة أدت إلى توتير العلاقات الداخلية في هذه الأحزاب وانعكس ذلك سلبا على دورها ومكانتها على المستوى العام .
وأكد علوش بأن هناك تقصير أيضا من قبل المرأة نفسها والتي لا تعلي صوتها للمطالبة بحقوقها السياسية وحقوقها في رسم سياسات ومواقف ورؤى الأحزاب السياسية، وكذلك هناك مشكلة في أن معظم الأحزاب قد أفرغت من النساء القياديات واللواتي توجهن للعمل ضمن مؤسسات خاصة أو في الوظيفة العمومية أو في مؤسسات المجتمع المدني وأصبحت مشاركة المرأة بنسب متفاوتة بين حزب وآخر لمجرد التمثيل فقط ، وقد برزت العديد من الحالات التي انسلخت عن الأحزاب وباتت عناوين لمؤسسات مجتمعية وبحثية وكل ذلك بسبب الأقطاب والشلل