رام الله / شدد سياسيون وممثلو الفصائل على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات العامة كأحد أهم متطلبات المرحلة المقبلة من أجل مجابهة التحديات التي تلم بالقضية الفلسطينية، سيما ورد العدوان الأخير عن قطاع غزة.
وأجمعوا على أن حصول فلسطين على عضوية دولة بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر انتصار كبيرا للقضية الفلسطينية، وانه لابد من تضافر الجهود الفلسطينية من أجل زيادة الزخم العربي والدولي من أجل البناء على هذا الانجاز.
وأكدوا خلال طاولة مستديرة نظمها معهد العالم العربي للبحوث والتنمية ‘أوراد’ في مقره برام الله، اليوم الثلاثاء، أنه ولولا روح التحدي الذي أظهرته القيادة الفلسطينية لكافة الضغوطات والتهديدات الأميركية والإسرائيلية لما تحقق هذا الانجاز.
وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية الخانقة، أجمع المشاركون على أنه من الخطأ تحميل شخص سلام فياض المسؤولية عن الأزمة الحالية، واعتبروا أن الأزمة متوقعة بعد الإصرار الفلسطيني على التوجه للأمم المتحدة، وعلى جميع الأطراف الفلسطينية أن تتحمل مسؤولياتها إزاء تبعات هذا الانجاز.
وفي بداية النقاش، استعرض مدير عام أوراد نادر سعيد أبرز ما جاء في نتائج الاستطلاع الأخير للمركز، وأوضح أن 85% من المستطلعين يعتقدون بأن التصويت في الأمم المتحدة لصالح دولة فلسطين كمراقب يعتبر انتصارا للقضية الفلسطينية، وأن 79% يعتقدون بأن التصويت في الأمم المتحدة يعتبر انتصارا لمنهج الرئيس محمود عباس.
وفيما يتعلق بتأثر القيادات الفلسطينية من جراء التصويت في الأمم المتحدة ورد العدوان عن غزة، أكد سعيد ارتفاع التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس من 52% في الاستطلاع الماضي إلى 64% في هذا الاستطلاع.
وأوضح أن الفلسطينيين يؤيدون إجراء الانتخابات العامة وذلك ما صرح به 76% أكدوا بأنهم مع إجراء الانتخابات الرئاسية، و78% مع إجراء الانتخابات التشريعية.
وأكد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي رزق النمورة أهمية نتائج الاستطلاع لما تعكسه من مؤشرات مهمة وواقعية هامة للفصائل والقياديين في إطار تطوير العمل الفصائلي وتحقيق الانجازات الوطنية بحسب ما يرده المواطن الفلسطيني.
من ناحيته، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم أن نتائج الاستطلاع على درجة عالية من الدقة ولكن يجب قراءتها وفهمها من قبل الفصائل، مشيرا إلى أنه لا يمكن قراءة النتائج دون ربطها مع غيرها من المتغيرات حيث أنها مرتبطة بالفعل السياسي فمنها ما هو متغير ثابت ومنها ما هو مستقل.
وأشار أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول إلى أن هذه النتائج مرتبطة بالواقع السياسي والظرف القائم، سيما ما بعد العدوان على قطاع غزة وإبرام اتفاق التهدئة مع إسرائيل وظرف التصويت في الأمم المتحدة لدولة فلسطين.
وبيّن أن المصالحة هامة جدا في هذا الظرف ويجب البناء عليها من أجل وحدة النظام السياسي وتحدي المخاطر التي تحدق بمستقبل القضية الفلسطينية. وأكد حيوية الاستمرار في الإصلاح الداخلي في حركة فتح لمواجهة التحديات التي تستهدف تقويض المشروع الوطني.
من ناحيته، قال مدير مركز الدفاع عن الحريات حلمي الأعرج إن تقدم وضع حماس في الضفة مشهود وهو تطور نوعي، فقد خرجوا بالآلاف في احتفالات الحركة مؤخرا، وفي نفس الوقت لا يمكننا التقليل من الانتصار الدبلوماسي الذي حققه الرئيس محمود عباس فقد تحدى أميركا وإسرائيل وحقق مراد الفلسطينيين بالدولة المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح القيادي في المبادرة الوطنية صلاح الخواجا أن أولويات شعبنا الفلسطيني لا تزال القضايا الوطنية بشقيها الدبلوماسي والمقاوم وذلك أوضحته نتائج استطلاع أوراد حول الدعم الكبير لخطوة التصويت في الأمم المتحدة وصد العدوان الأخير على غزة. مشددا على ضرورة إعادة اللحمة للبيت الفلسطيني بتحقيق مصالحة حقيقية وشاملة.
وكالة وفا