عمان – يمثل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق اليوم، مناسبة لتذكير العالم بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني.
ويوفَّر هذا اليوم فرصة لأن يركز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة للامم المتحدة، وهي الحق في تقرير المصير، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها.
جلالة الملك عبدالله الثاني يولي القضية الفلسطينية أعلى درجات العناية والرعاية، وظلت فلسطين وقضيتها الالم والجرح والمعاناة التي حملها جلالته الى جميع المنابر الدولية والاقليمية، وكان صوته مدوياً لمداواة هذا الجرح والالم والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني عبر السنين الماضية.
وكانت منظمة الامم المتحدة اختارت العام 1977 يوم 29 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني، ففي ذلك اليوم من العام 1947، اتخذت الجمعية العامة القرار 181 الذي يعرف باسم قرار التقسيم.
ويقول مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية محمود العقرباوي ان فلسطين كانت وما تزال حاضرةً دائماً في لقاءات واجتماعات جلالة الملك مع زعماء وقادة العالم ، وتصدرت دوماً سلم الرعاية والاهتمام في خطابات جلالته في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
ويوضح ان قضية اللاجئين الفلسطينيين حازت على اهتمام كبير من قبل جلالته من خلال العمل على ازالة الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني.
ويقول ان الأردن يؤكد باستمرار أن أي جهد سياسي ودبلوماسي يُبذل من أجل إيجاد تسوية سلمية لهذا الصراع يجب أن يركز على التوصل إلى حل عادل وشامل لقضية اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وبشكل خاص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ويضيف كما يؤكد الخطاب السياسي الأردني الذي يقوده جلالة الملك أهمية قضية اللاجئين الفلسطينيين وأولويتها في السياسة الأردنية والتمسك بحقوقهم الإنسانية والقانونية.
ويشدد العقرباوي على أهمية عمل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في رعاية وخدمة اللاجئين في مناطق عملياتها الخمس وضرورة دعمها واستمرارها إلى حين التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وتنفيذ ذلك الحل.
ويقول ان جلالة الملك اولى الجوانب الانسانية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات الرعاية والاهتمام من خلال المبادرات الملكية التي شملت جميع جوانب الحياة، ومن ضمنها مشروع تأهيل الوحدات السكنية للأسر الفقيرة ومشروع ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيم حطين وصيانة اربع مدارس حكومية في مخيم البقعة.
ويضيف ان معالجة الاطفال دون سن السادسة من أبناء قطاع غزة المقيمين في الأردن تتم بالمجان اسوة بالأطفال الأردنيين، اضافة الى إعفاء كلي أو جزئي لمرضى (السرطان، الفشل الكلوي) حسب دراسة كل حالة على حدة من قبل وزارة الصحة.
ويوضح ان دائرة الشؤون الفلسطينية تنفذ العديد من المشروعات التنموية في جميع ارجاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وابرزها مشروعات لجان خدمات المخيمات وبرنامج حزمة الأمان الاجتماعي وإعادة تأهيل مساكن الأسر الفقيرة.
وفي اطار دعم الشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة وغزة، تقدم الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية المساعدات ومواد الاغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق للتخفيف من معاناته في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وهو ما تعتبره قيادتنا الهاشمية الحكيمة واجبا انسانيا تحتمه العلاقات التاريخية القائمة بين الشعبين الاردني والفلسطيني.
وبحسب امين عام الهيئة ايمن المفلح، بلغ عدد القوافل الانسانية التي ارسلتها الهيئة منذ بداية الحصار على غزة العام 2008 ولغاية الآن حوالي مئة قافلة ضمت 1464 شاحنة حملت نحو 18034 طنا من المواد والمساعدات المتنوعة.
ويقول ان مجموع القوافل المرسلة الى فلسطين منذ بداية الانتفاضة العام 2000 وحتى شهر أيلول (سبتمبر) الماضي بلغ 365 قافلة محملة بآلاف الاطنان من المساعدات الانسانية. إلى ذلك، قالت الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان، في بيان أمس، جديرٌ بهذا اليوم أن يصبح محطة سنوية يتم فيها تقييم المدى الذي وصل إليه الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة التي أقرتها عشرات القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة وكذلك عن هيئات دولية واقليمية عديدة. -(بترا – فيروز مبيضين)
Top of Form