بيت لحم : صوتت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لصالح ادراج مدينة بيت لحم كموقع ضمن التراث الانساني والعالمي.
فقد فازت مدينة بيت لحم “المدينة القديمة وكنيسة المهد وطريق الحجاج” بالوصول بغالبية الاصوات.
فقد صوتت 13 دولة مع بيت لحم، و 2 محايد، و 6 دول ضد لتحظى بيت لحم بالغالبية، 13 صوت من 21 دولة عضو.
واكد د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية في حديث لـ”معا”، ان مدينة بيت لحم محمية الآن من اي طرف وخصوصا وبالدرجة الاولى الاحتلال الاسرائيلي، فمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ملزمة من اليوم بحماية مدينة بيت لحم بعد ان تم ادراجها على لائحة التراث العالمي باليونسكو.
واعتبر د.المالكي ان فوز بيت لحم وحصولها على غالبية الاصوات هو انجاز فلسطيني كبير، وكان عملا جاهدا لاقناع الدول بالتصويت لمدينة بيت لحم حتى حصلنا على 13 صوتا من اصل 21 عضوا، مؤكدا انهم سيستمرون بعد هذا الانجاز بالتفكير والعمل على كيفية الانتقال الى المواقع الاثرية الدينية والحضارية الفلسطينية التي تستحق وحسب الاولوية ان تكون على لائحة التراث العالمي باليونسكو.
واضاف د.المالكي انه وبحسب مقترح وزارة السياحة الفلسطينية فقد تم اقتراح 20 موقعا فلسطينيا للعمل على ادراجها ضمن الاجراءات المطلوبة، الا انه سيتم العمل على اضافة المزيد من المواقع، وسيتم تشكيل لجنة وطنية لاقتراح المواقع بناء على الاولوية وهي مهمة اساسية ستضاف لمهمات وزارة الخارجية.
واوضح المالكي لـ”معا” انه حسب اجراءات اليونسكو، فانه كل عام يتم التقدم بموقع اثري ليتم ادراجه على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، ضمن اجراءات طويلة ومعقدة، الا انه في حالة مدينة بيت لحم تم التقدم بطلب ضمن “لائحة الطوارئ” باجراءات طويلة وانظمة معينة ومعقدة ودقيقة، حيث تم الاستعانة بخبراء في اليونسكو لاعداد الاوراق والوثائق والمعلومات والاحصائيات اللازمة والضرورية والمطلوية حتى تم التقدم بالطلب والفوز بالعضوية، مؤكدا انه سيتم الاستعانة بهؤلاء الخبراء لاستمرار التقدم بطلبات للمواقع الاثرية الفلسطينية في اليونسكو.
وخلال كلمته أمام لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، شكر وزير الشؤون الخارجية د.رياض المالكي الدول الصديقة التي صوتت لصالح القرار الفلسطيني في إضافة مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج في بيت لحم على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر.
واكد المالكي، خلال كلمته أمام اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو المنعقد في مدينة سانت بيترسبورغ في روسيا الاتحادية، أن التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني مهددان بخطر التدمير من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، ومن سياسة الاحتلال المتبعة في بناء المستوطنات، وجدار الضم والفصل العنصري، بالإضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة لطمس الهوية الثقافية والتاريخية، والوجود الفلسطيني على ارض فلسطين التاريخية، وممارسات المستوطنين الإرهابية، التي تضع التراث والإنسان الفلسطيني تحت خطر الموت والاندثار.
ودعا وزير الخارجية الدول الاطراف في اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي للعام 1972 الى حماية فلسطين من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ضد الاماكن التراثية والمقدسات الفلسطينية وقال ” أدعوكم لحماية فلسطين أرض الحضارات والثقافات والديانات “، وأضاف ” كل فلسطين هي ارض تراث تستحق أولوية خاصة، وحماية جماعية فعالة ” وتابع ” في كل شبر من فلسطين التاريخية هناك أثار وتراث، مادي، وغير مادي، طبيعي وثقافي، ومنه ما هو مغمور بالمياه، أثار تقف شاهدة على أصالة الشعب الفلسطيني ذو الجذور الكنعانية التي تمتد إلى الاف السنين
وطالب المالكي الدول الاعضاء في لجنة التراث العالمي الأخذ بعين الاعتبار قرى جنوب القدس، ومنطقة “بتير” المهددة بخطر مصادرة أراضيها لبناء الجدار العنصري، وما سيخلفه ذلك من تدمير للقيمة الطبيعية والتاريخية لهذه المنطقة التي تمتد إلى 4 آلاف سنة.
وشدد وزير الخارجية على أن تسجيل مدينة بيت لحم مهد سيدنا المسيح على قائمة التراث العالمي تقدم اضافة نوعية للتواجد الفلسطيني في المحافل الدولية وإثراء التراث العالمي، وتجسيداً للسيادة الفلسطينية على هذه الارض وصولا الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وانجاز استقلال دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية عملاً بقرارات الأمم المتحدة، والبند السادس من اتفاقية حماية التراث العالمي للعام 1972.
وعارضت الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل قرار اليونسكو ادراج مدينة بيت لحم على لائحة التراث العالمي، واتهم مندوب الولايات في اليونسكو الجانب الفلسطيني وكذلك اليونسكو باستخدام كنيسة المهد في السياسة.
وبحسب مصادر اسرائيلية، فقد عبر مندوب الولايات المتحدة في اليونسكو دافيد كيليون بعد ظهر اليوم الجمعة عن خذلانه لهذا القرار، مشيرا أن كنيسة المهد المكان الاكثر أهمية بالنسبة للمسيحيين في كافة انحاء العالم، متهما الجانب الفلسطيني بأنه استغل هذه المكانة الدينية المهمة لاهداف سياسية.
اسرائيل بدورها عارضت هذا القرار وصوتت ضده مع الولايات المتحدة معتبرة هذا القرار سياسي، وان صدور هذا القرار من قبل اليونسكو خطأ، وأنه جاء لخدمة اهداف سياسية للجانب الفلسطيني.
وكالة معا .