رام الله/ يرى محللون ان تصاعد وتيرة الاوضاع في الضفة وغزة، واتساع دائرة الاعتداءات الاسرائيلية العسكرية والاستيطانية ينذر بانفجار شعبي وشيك، في ظل انسداد الافق السياسي وتردي الاوضاع الاقتصادية.
ويعيد البيان رقم (1) الذي صدر وحمل توقيع “القوى الوطنية والاسلامية بالقدس” بعد استشهاد الطفل محمد ابوخضير، قبل نحو اسبوع، التذكير باحداث الانتفاضة الاولى، حيث كانت البيانات التي تصدرها القيادة الوطنية الموحدة انذاك تمثل برنامج عمل وتوجيه للجماهير نحو الفعاليات الميدانية المختلفة.
وخلال الايام الماضية (بعد استشهاد الفتى ابو خضير)، اندلعت في القدس وضواحيها، وفي مناطق متفرقة من الضفة مواجهات وصفت بانها الاعنف منذ سنوات، وذلك ردا على جريمة اختطاف وحرق الفتى ابو خضير التي نددت بها اوساط دولية واسعة.
وامتدت المواجهات الى الداخل الفلسطيني الذي لم يشهد هبة مماثلة منذ سنوات.
وقال المحلل السياسي احمد رفيق عوض ، ان “الانفجار الشعبي ضد المحتل قادم والمسألة فقط تتعلق بالوقت، والظروف الحالية من انتهاكات للمسجد الاقصى، وعمليات القتل والعمليات العسكرية الواسعة، وما يقوم به المستوطنون المتطرفون اضافة لانسداد الافق السياسي، كل ذلك أدى الى تراكمات تسرع عجلة الانفجار الشعبي الشامل”.
واضاف: “الحكومة الاسرائيلية والمستوطنون اعطوا انفسهم الضوء الاخضر- مستغلين حادثة اختطاف المستوطنين- للعربدة والاعتداء على المواطنين، اضافة لمحاولة ضرب المصالحة واعادة اعتقال من تبقى من المحررين ضمن صفقة “شاليط”، وايهام العالم بان اسرائيل الاولى “في مكافحة الارهاب” اضافة لمحاولة التحرر من العزلة السياسية التي وضعت اسرائيل نفسها بها.
واوضح الباحث بالشؤون الاسرائيلية خلدون البرغوثي ان “الظروف مواتية لانتفاضة ثالثة، ويمكن ان نلحظ خصوبة الارض للانتفاضة من خلال الاحاديث التي يتبادلها المواطنون على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث توصلوا لقناعة بأن ما يحصل حاليا من ركود هو اضاعة للارض والوقت بظل استمرار الاعتداءات والانتهاكات”.
وقال البرغوثي: “الجماهير جاهزة لانتفاضة لكن القلق يأتي من المستويين السياسيين الفلسطيني والاسرائيلي، الذين يريدون ان يبقى الحال على ما هو عليه، فالجانب الفلسطيني قلق من انفلات امني اخر كما حصل قبل 2005، واسرائيل قلقة ايضا من انعكاس تحرك الشارع الفلسطيني على امنها، وصورتها امام العالم من حيث ردات الفعل التي يمكن ان تقوم بها للرد على هذا التحرك”.
وفيما يتعلق بالصورة التي تحاول “فرضها” على العالم اوضح البرغوثي ان اسرائيل “حاولت نشر قضية المستوطنين على انها قضية انسانية بحتة، الا ان مقتل الطفل ابو خضير والتنكيل فيه على يد المستوطنين قلب السحر على الساحر” فجاءت الادانات الدولية على اعلى المستويات مناهضة للجريمة، وفشل الدبلوماسيون الاسرائيليون بتسويق روايتهم.
القدس دوت كوم – محمد ابو الريش