رم الله/ لوحتان، لا تخلوان من سخرية ماكرة ووجع، صممهما ثلاثة شبان فلسطينين. عزيزي رئيس الولايات الاميركية باراك اوباما، لا تنس ان تقدم موعد اجتماعك بالرئيس محمود عباس في رام الله بساعتين، فالازمة على حاجز قلنديا العسكري الذي ستعبره، تحتاج منك لهذا الوقت، ولا داعي ان تحضر معك هاتفك الذكي، رغم انك لا تستطيع الابتعاد عنه، فخدمة 3G محظورة في فلسطين من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
هكذا تحول شارع القدس، الممتد من حاجز قلنديا العسكري المقام جنوب رام الله وحتى وسط المدينة، الى ما يشبه غابة اعلانات لنقل رسالة عن حصار، متواصل منذ نحو 13 عاما، يسدد الفلسطينيون يوميا فاتورته من وقتهم واعصابهم وصحتهم، وكل ما يتصل بحياتهم المادية والروحية تحت يافطة “الامن” التي ترفعها اسرائيل بعيدا عن اي منطق.
نغم ياسين (19 عاما)، طالبة من القدس تدرس في جامعة بيرزيت برام الله، تقول بان الوصول من بيتها الى جامعتها في الوضع الطبيعي يحتاج نحو ساعة و 15 الساعة دقيقة، لكن اجراءات الجيش الاسرائيلي على حاجز قلنديا المقام على دخل رام الله، يضاعف الوقت ويجعل يتجاوز الساعتين، نصفها ينفق تفتيشا لا يخلو عادة من اهانات واستفزاز للمارة.
وتضيف:احيانا يغلق جنود الاحتلال ابواب المعبر، دون سبب واضح، فيضطر مئات الطلبة والمارة باتجاه رام الله، للانتظار وقوفا، تحت الشمس او المطر كي تصل “رحمتهم”.
وليست نغم ياسين، غير واحدة من عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعانون ما بات يعرف ” كابوس قلنديا” الذي يعتبر منفذا وحلقة وصل وحيدة بين رام الله والقدس، وبين وسط الضفة وجنوبها، وبوابة يملك مفتاحها جندي اسرائيلي، يتحكم كيف يشاء، علما ان الرئيس الاميركي باراك اوباما، سيمر من ذات المكان ما اتاح للفلسطينين فرصة لنقل رسالة عن بعض معاناتهم للرئيس الاميركي الذي سيزور رام الله بعد اسبوع ( يوم 21-3–2013).
ويوضح ماهر علاونة (احد المصممين الثلاثة لمجموعة الاعلانات الموجهة للرئيس اوباما) أن ” دعوة اوباما لعدم احضار هاتفه الذكي، جاءت بناء على تصريح سابق له، حين فاز في الانتخابات، حيث كان قال بأنه من الممكن ان يتخلى عن اي شيء في حياته، باستثناء هاتفه، نظرا للخدمات المتاحة فيه.. هذه أمور بسيطة لدى اوباما، لا يمتلكها الشعب الفلسطيني، بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي”.
ويشير علاونة إلى أن “الفكرة نالت استحسان العديد من الشخصيات الفلسطينية، ومن بينهم وزيرة الاتصالات الدكتورة صفاء ناصر الدين، وان عددا من الشركات الخاصة تبنت الفكرة ومولتها”.
ومن المتوقع أن تأتي زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة، سعيا لإعادة اطلاق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، في حين يأمل الجانب الفلسطيني أن تحمل الزيارة بعض منفعة للشعب الفلسطيني، لا سيما فيما يتعلق باجبار اسرائيل على اطلاق سراح عدد من الاسرى القدامى والمرضى، ووضع حد لممارسات الحكومة الاسرائيلية الاستيطانية، ومنح المواطنين بعضا من ضروريات حياتهم.
يذكر أن المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية برعاية امريكية انطلقت منذ نحو عقدين، ولم تحقق شيئا مما يتوخاه الفلسطينيون، كما اخفقت في تمكينهم حتى من نيل حقهم بحرية التنقل بين مدنهم وبلداتهم او القدرة على الحصول على الترددات المطلوبة للاتصالات وغيرها الكثير من المسائل التي البسيطة ناهيك عن قضايا المصير والدولة وغيرها من الحقوق الوطنية المعترف بها دوليا!!
القدس دوت كوم – حنان زيود.