كتبت الباحثة الأمريكية ميشيل ستاينبرج مقالا نشرته “الوطن”السعودية جاء فيه: هذا الأسبوع مهم لفلسطين. فيما كان وزير الخارجية الأميركي يزور الرياض ويلتقي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، عقد أيضا اجتماعا خاصا غير مبرمج سابقا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كان هذا أول اجتماع لمسؤول أميركي كبير مع الرئيس الفلسطيني منذ سنوات.
يأمل المرء أن أحد الأمور الأساسية على جدول الأعمال في الاجتماع الفلسطيني – الأميركي في الرياض كان خطة الملك عبدالله للسلام، والتي تبنتها الجامعة العربية منذ أكثر من عشر سنوات، ورفضتها إسرائيل. إنها خطة كان يفترض على الولايات المتحدة أن تتبناها وتضغط لتنفيذها في 2002، وهي الآن ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
فيما كان الرئيس عباس يجتمع مع كيري، كان هناك شيء مهم أيضا يحدث في فلسطين – نشر منتدى شارك للشباب تقريرا مثيرا للاهتمام اسمه “المستقبل يدق الباب” حول وضع الشباب في فلسطين. يظهر التقرير ضرورة الوصول إلى تلك التسوية السلمية. يقول تقرير منتدى شارك للشباب “بيانات الربع الأول لعام 2012 تشير إلى أن 36.6% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 29 عاما فاعلون اقتصاديا في فلسطين، 38.7% في الضفة الغربية و33.2% في قطاع غزة. نسبة البطالة في فلسطين بين الشباب في نفس الفترة كانت 35.7%. أعلى نسب البطالة كانت بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20-24 سنة ووصلت إلى 41.2% مقارنة مع 38.6% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-19 سنة، و29.3% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25-29 سنة. البطالة كانت منتشرة بين الشباب الذين أكملوا 13 سنة تعليمية أو أكثر، حيث كانت البطالة بينهم 43.7%. معدل البطالة بين الخريجين الشباب 50.5% خلال الربع الأول من 2012. بشكل عام، ثلث الفلسطينيين الشباب عاطلين عن العمل، حوالي نصف الخريجين الشباب هم عاطلون أيضا.
فلسطين ليست الوحيدة التي تواجه كارثة للشباب. الوضع بشكل عام أسوأ بكثير مما كان عليه في 2002 عندما صادقت الجامعة العربية على خطة الملك عبدالله للسلام. هناك حروب أكثر، ثورات غير منتهية، إرهاب، حروب طائفية، وفوق كل شيء، المزيد من الانهيار الاقتصادي. في منطقة اليورو، البلاد التي مثل إيطاليا وبلغاريا تتحدث عن “الربيع العربي” في بلدانهم، في الوقت الذي لا يزال عشرات الآلاف يملؤون الشوارع في اليونان والبرتغال احتجاجا على إجراءات التقشف. في إسبانيا، إذا حسبنا عدد الشباب الذين غادروا البلد للعثور على بلد، فإن نسبة العاطلين عن العمل للشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة هي حوالي 50%. في الولايات المتحدة، آثار التقليص الآلي للميزانية التي ستلغي مبدئيا حوالي 750 ألف وظيفة خلال الأشهر القليلة المقبلة من المستحيل حسابها.
لكن المشاكل الكبيرة تحتاج إلى قيادة كبيرة. منذ 80 سنة، في 4 مارس 1933، تم تنصيب الرئيس روزفلت رئيسا للولايات المتحدة للفترة الرئاسية الأولى. خطاب القسم الذي ألقاه أصبح الآن رسالة تقليدية من الأمل حيث قال “الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه هو الخوف نفسه.” بدأ ببناء مشاريع مياه عظيمة، سدود، طرق، مدارس، مستشفيات، إيصال الكهرباء للمناطق الريفية، مما أعاد الشعب الأميركي إلى العمل.
أحد المشاريع الأوروبية المشابهة جاء في 1 مارس 2013 في اليونان. اليونان دشنت خطا حديديا بين ميناء بيرايوس على الشاطئ الغربي لليونان، والخط الحديدي الرئيسي بين الشمال والجنوب، مما سمح لقطارات الشحن بالسفر مباشرة من بيرايوس إلى شبكة خطوط قطارات يوروآسيا. خط الشحن المخصص حديثا يربط بين الميناء وسهل ترياسيو، الذي يعتبر مركزا صناعيا رئيسيا غرب أثينا، والذي يؤدي وظيفة المركز اللوجستي للمنطقة. ومع أن طوله لا يتجاوز 17 كيلو مترا، إلا أنه يمر عبر بعض أكثر المناطق صعوبة الأمر الذي تطلب حفر 10 أنفاق وبناء 10 جسور بكلفة 147 مليون يورو. إكمال الخط تأخر مدة سنتين بسبب سياسة الإنقاذ الأوروبية لليونان التي أدت إلى توقيف كل مشاريع البنى التحتية تقريبا. لكن اتفاقية تجارية مع شركة كوسكو الصينية العملاقة تطلبت بناء رابط سكة الحديد، وهكذا تحقق ذلك هذا الأسبوع.
رؤية تقارير كيري والرئيس عباس في الرياض في نفس اليوم الذي يفتتح فيه مشروع ميناء بيرايوس في اليونان تذكر المرء بالإمكانات الكبيرة لمشروع الخط الحديدي بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيمتد لمسافة 2217 كيلو مترا من الكويت إلى مسقط. بحسب التقارير، ستنفق دول مجلس التعاون 97 مليارا على هذا المشروع خلال عقد من الزمن بدءا من 2011. اللجنة الفنية المسؤولة عن هذا المشروع سوف تجتمع في 2013. السعودية تمتلك أحدث نظام للسكك الحديدية في المنطقة، وهي رائدة في هذا المجال، وسوف تعقد اجتماعها السنوي حول الجسور حيث ستعرض شركات بناء الجسور وخبراء آخرون مهاراتهم على دول مجلس التعاون الخليجي.
إن وضع التنمية الاقتصادية على الطاولة وسط أزمات 2013 ليس مهمة سهلة. التنمية الاقتصادية مهمة أصحاب الرؤى، ولكن بوجود مثل هذا المستقبل المظلم على الأبواب، فإن التفاؤل والأمل المتمثل في المشاريع العملاقة هو الطريق الوحيد إلى الأمام.
الوطن السعودية.