غزة ـ «القدس العربي»: جددت جهات دبلوماسية فرنسية وفلسطينية نفي ما تردد من إشاعات إسرائيلية خلال الأيام الماضية، حول نية فرنسا تأجيل عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي من المقرر حال عقده أن يضع حلا للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأعلنت أن الجهود لا تزال متواصلة لعقد هذا المؤتمر الذي تعارضه حكومة تل أبيب، قبل نهاية العام الحالي.
وأكد القنصل الفرنسي في القدس بيير كوتشارد، أن الأنباء التي تحدثت عن قرار فرنسي بوقف جهود باريس لعقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة نهاية العام الحالي غير صحيحة. وقال إن بلاده تعمل بشكل وثيق مع شركائها ومع الأطراف الأخرى «بهدف إعادة إحياء عملية التسوية في المنطقة من خلال زيارات لإسرائيل والأراضي الفلسطينية». كما تواصل بلاده أيضا زيارات المبعوث الخاص لوزير الشؤون الخارجية بيير فيمونت. وأكد مواصلة بلده في العمل على زيارة البلدان الشريكة لإحياء عملية التسوية.
كذلك نفت القنصلية في تصريح لها ما نشرته مواقع إعلامية إسرائيلية على لسان الرئيس فرانسوا هولاند، بخصوص عدم تفاؤله من عقد المؤتمر. وأكدت أن اولاند، لم يدل بهذا التصريح ولم يجر أي مقابلات مع أي جهة من الإعلام الإسرائيلي أثناء زيارته الأخيرة للمغرب.
وأشارت إلى أن الرئيس اولاند أكد مجددا في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في العشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي أن الهدف الرئيسي لانعقاد مؤتمر دولي هو للمساعدة في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة قد ذكرت أن اولاند قال إنه يعتقد بأن الفرصة قد تضاءلت لعقد مؤتمر السلام الدولي، على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، معتبرا أن الإدارة الحالية في واشنطن لن تشارك في المؤتمر في ظل الظروف الحالية. ورأى أن تنفيذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ما صرح به خلال حملته الانتخابية «سيؤدي إلى فشل الجهود الدولية لدفع العملية السلمية قدما بين إسرائيل والفلسطينيين».
وتعهد ترامب بدعم لامحدود لإسرائيل، وقال إنه لا يرى أي مشكلة في وجود المستوطنات، وتعهد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس.
وفي السياق جدد سلمان الهرفي سفير فلسطين في فرنسا التأكيد على أن مؤتمر السلام الفرنسي المنوي عقده في باريس، لم يؤجل وسيعقد في النصف الثاني من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وقال لوكالة «معا» المحلية إن ما تشيعه إسرائيل حول تأجيل عقد المؤتمر «عار عن الصحة»، مؤكدا أن «المؤتمر لم يؤجل وسيعقد في موعده». وأشار إلى أن المبعوث الفرنسي الخاص عاد من واشنطن، ولم يبلغ بأي تغيير في الموقف الأمريكي، بعد انتخاب ترامب، وأنه في طريقه إلى روسيا حاليا للتأكيد على عقد المؤتمر. وقال إن «ما تشيعه إسرائيل إفلاس سياسي لا غير».
وكانت تقارير إسرائيلية قد ادعت عقب عودة المبعوث الفرنسي من واشنطن، نقلا عن دبلوماسيين أمريكيين أن فرنسا قررت سحب المبادرة، بسبب عدم وجود اهتمام بهذه المبادرة من قبل الإدارة الأمريكية الحالية والموقف الإسرائيلي الرافض للمشاركة في هذا المؤتمر.
وأضافت أن مسؤولين في الخارجية الأمريكية أبلغوا المبعوث الفرنسي بيير فيمونت، في لقاء جمعه بهم الأسبوع الماضي في واشنطن بأنهم غير متحمسين للمؤتمر، وأنهم يعتقدون أنه لن ينتج عنه أي شيء بسبب طبيعة المؤتمر العامة وبسبب رفض الجانب الإسرائيلي المشاركة فيه.
يشار إلى أن ملف المفاوضات بين الجانين الفلسطيني والإسرائيلي توقف البحث فيه منذ أكثر من عامين ونصف، بعد انتهاء آخر رعاية للمفاوضات بإشراف الإدارة الأمريكية، ووقتها دامت تسعة شهور، دون أن تحقق أي نتائج، بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، حيث توقفت المفاوضات في شهر نيسان/ أبريل من عام 2014.
وكانت فرنسا قد أعلنت رغم اعتراض إسرائيل، عن نيتها عقد مؤتمر دولي لوضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال مشاركة دولية، خاصة في ظل عدم قيام الوسيط الأمريكي بعقد أو رعاية أي حوار مفاوضات جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أكثر من عامين ونصف.
وعقب ذلك رفضت إسرائيل المبادرة الفرنسية مرارا، وقبل أيام أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن أية محاولات لفرض حل في الشرق الأوسط ستبوء بالفشل. ورأى أن السلام يتحقق فقط من خلال «المفاوضات المباشرة» بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني دون شروط مسبقة.
وكان نتنياهو بذلك يشير إلى مخططات فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام، يضع حدا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وسبق هذا الموقف أن أعلن في تل أبيب أن مساعدي نتنياهو الذين التقوا المبعوث الفرنسي في القدس أخيرا، أبلغوه من جديد برفض إسرائيل المشاركة في مؤتمر باريس للسلام.
وطالب مساعدو نتنياهو المبعوث الفرنسي بأن توقف بلاده الترويج للمبادرة أو لعقد مؤتمر دولي أو أي عملية تتعارض مع مصالح إسرائيل ومواقفها.
يشار إلى أن فرنسا عقدت في شهر يوليو/ تموز الماضي مؤتمرا تمهيدا للدول المشاركة في المؤتمر الذي تنوي عقده قبل نهاية العام، حسب ترتيباتها السابقة.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن أكثر من 20 دولة بينهم عدد من وزراء الخارجية العرب.
ويرى الفلسطينيون أن عقد المؤتمر بالشكل الذي تدعو له فرنسا، سيكون فرصة قوية للحصول على حقوقهم من خلال التوصل إلى حل بإشراف ومتابعة دولية، يقضي لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وإيجاد حل للصراع مع إسرائيل.
ومرارا رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالجهود الفرنسية المبذولة لعقد المؤتمر لتحريك العملية السياسية، ويؤكد على الدعم الفلسطيني الكامل للمبادرة الفرنسية.
يشار إلى أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قال عقب زيارة المبعوث الفرنسي للمنطقة الأسبوع الماضي، إنه جرى خلال لقائه بالقيادة الفلسطينية مناقشة مساعدة فرنسا في تحديد تلك الدول التي ترغب في توجيه الدعوة لها للمشاركة في المؤتمر، بالإضافة للعمل على صياغة الأوراق التي ستتم مناقشتها وإقرارها من قبل المؤتمر الدولي.
باريس ورام الله تجددان نفي إشاعات تأجيل مؤتمر السلام… والمبعوث الفرنسي الخاص يصل موسكو بعد واشنطن

Leave a comment