غزة -الحياة الجديدة -هاني أبو رزق- لم تتخيل صفاء فتحي اللولو أن ذلك اليوم الذي فكرت فيه بأن تهدي ابنها هدية باسمه، بشرط أن تكون الهدية غير تقليدية في عيد ميلاده الأول، كانت تلك الهدية نقطة تحول في أن تعمل على صناعة المنتجات اليدوية بواسطة الخيوط والمسامير.
خطرت في بالها فكرة أن تقوم بجلب المسامير وبعض الخيوط وأن تكتب اسمه بطريقة مميزة وبالفعل كان المنتج النهائي جميلا ونال إعجاب الكثير من أفراد عائلتها وأصدقائها.
تبلغ اللولو والتي تسكن في مخيم البريج للاجئين، من العمر٣٠ عاما، تخرجت من الجامعةً الإسلامية بتخصص لغة إنجليزية، لكنها كحال الكثير من الخريجين لم تجد فرصة عمل في مجال تخصصها
تتخذ صفاء من منزلها مكانا لصنع لوحات فنية من الخيوط والمسامير، تجلس على طاولة صغيرة بجانب مجموعة كبير من المسامير المتناثرة, تقول:”مشروعي هو الرسم بالخيطان والمسامير وعمل معلقات ولوحات تتناسب مع كل المناسبات مثل الخطوبة والزواج والأعياد وحاليا يقتصر عملي على اللوحات المتعلقة بشهر رمضان.
وتضيف اللولو وهي تتشبث بالمطرقة لتوجهها صوب المسمار:” الفكرة هي أني أمتلك حبا وشغفا للمشغولات اليدوية بشكل عام وأنا أحب أن أقوم بتجريب أي فكرة جديدة وأقوم بتطبيقها، بدأت شرارة الفكرةعندما قمت بإنشاء صفحة على منصة إنستغرام وأعرض فيها اللوحات التي أصنعها، هدفي كان من ذلك هو أن أستغل وقت فراغي وأعمل شيئا مفيدا أعبر من خلاله عن حبي للمشغولات اليدوية ويكون أيضا مصدر رزق لي”.
وتتابع اللولو قائلة للحياة الجديدة:” اللوحات والمعلقات كانت تأخد مني وقتا كبيرا كون أن الرسم بالمسامير والخيوط يحتاج إلى لمسات وإضافات، في البداية كنت أرسم الفكرة وأعمل أكثر من نموذج وأختار الأنسب، من ثم أقوم بتحضير حجم الخشب المناسب للتصميم ودهنه وبعدها أقوم بالطرق بالمسامير وعند الانتهاء أختار ألوان خيطان الرسمة وأبدأ ألف بالخيطان حول المسامير بشكل يبرز الاسم أو الصورة وآخر مرحلة تكون إضافة إطار بحبل الخيش أو اللولو مع الورد وممكن الإضاءة وغيرهم حسب كل لوحة وفكرتها واحتياجها.
وتشير اللولو إلى أن السعر مناسب للزبون وتعتبر أسعارا مقبولة والربح منه يعتبر بسيطا جدا مقارنة بالجهد والوقت والتكلفة، مشيرة إلى أنها بدأت بصفحة صغيرة على الإنستغرام وما كان عليها سوى عدد قليل من المتابعين والأصدقاء وزاد العدد عن طريق نشر بعض الداعمين والمحبين لفكرتي.
وتؤكد اللولو أنها تقوم بصناعة معلقات لباب البيت لاستقبال رمضان ولوحات رمضانية مضيئة والتي هي من الزينة الرمضانية للبيوت، هذه فكرة جديدة وليست موجودة داخل الأسواق كون أن هناك كثيرا من الناس يحبون الزينة غيرالتقليدية.
وعن العوائق التي تواجهها، قالت:” العوائق في بداية مشروعي كانت غلاء المواد الخام المستخدمة بالمشروع، كالخشب مثلا كنت أشتري بالقطعة على حسب الطلب وكان سعر القطعة يتجاوز الـ ١٥ شيقلا في بعض المرات.
من المواقف الطريفة اللي تعرضت لها خلال عملي أنني كنت أطرق يدي عند استخدامي الشاكوش فقررت ألا أعمل شيئا إلا عندما أكون متفرغة تماما ولا يوجد حولي أي مصدر للإزعاج والتشتيت، فهذا العمل يحتاج إلى تركيز.
في النهاية تتمنى أن يكبر مشروعها حتى يصبح مصدر دخل حقيقيا لها ولأشخاص آخرين وأن يتم عرض لوحاتها في محلات متخصصة لبيع الهدايا أو أن تقوم بإنشاء متجر خاص بها.