أمد/ نيويورك: اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أول محادثات مباشرة بينهما منذ تولي نتنياهو للمنصب في ديسمبر الماضي، وتعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
قبل بدء اجتماعهما الثنائي، تحدث الاثنان أمام الصحافيين بحضور والوفدين الإسرائيلي والأميركي، وقال بايدن مخاطبا نتنياهو إنهما سيناقشان “قضايا صعبة” بما فيها “القيم الديمقراطية المشتركة بين البلدين” و”التوازن بين السلطات”، و”ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي”، و”حل الدولتين”.
فيما قال نتنياهو إنه يعتقد أنه “تحت قيادة بايدن، يمكن التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي وغير مسبوق بين إسرائيل والسعودية”، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى قطع “شوط طويل” نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وشدد نتنياهو على أن “التزام إسرائيل بالديمقراطية أمر مؤكد”، في حين أشار بايدن إلى أنه “يأمل” في الاجتماع مع نتنياهو في واشنطن “بحلول نهاية العام”، ولم يستبعد مسؤولون في إدارة بايدن، إمكانية عقد اجتماع في البيت الأبيض بين الاثنين، قبل نهاية العام الجاري.
وفي حين قال بايدن إن “الالتزام الأميركي تجاه إسرائيل صلب لا يلين”، تابع مخاطبا نتنياهو “آمل أن نتمكن من تسوية بعض الأمور اليوم”، وانتقل الاثنان إلى اجتماعي ثنائي بين الجانبين، وسط تقديرات بأن تتركز المحادثات حول المساعي للتوصل إلى اتفاق مع السعودية يشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل,
وانتهى الاجتماع الثنائي بين بايدن ونتنياهو بعد نحو ساعة على انطلاقه.
رسائل دعم
وقبل بدء الاجتماع بين نتنياهو وبايدن، وجه 11 عضو كنيست عن حزب الليكود، رسالة دعم إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي يجتمع مع بايدن على وقع المظاهرات التي تلاحقه خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، احتجاجا على مخطط حكومته لإضعاف جهاز القضاء.
وركّزت الرسالة على الاتفاق المحتمل لتطبيع العلاقات بين السعودية الذي من المتوقع أن يتم طرحه في الاجتماع بين نتنياهو وبايدن، وطالب أعضاء الليكود نتنياهو بعدم تقديم التزامات قد تعبر عن موافقة إسرائيل على الانسحاب من أي أراض في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات مع الرياض.
ومن بين الموقعين على الرسالة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين وعضو الكنيست، داني دانون.
ودعا الموقعون نتنياهو إلى “إظهار موقف حازم للرئيس الأميركي، والإصرار على “حقوق إسرائيل بغض النظر عن جهود السلام مع الدول العربية”.
وطالب أعضاء الكنيست نتنياهو بعدم تقديم تنازلات تتعلق بالقضية الفلسطينية في إطار الاتفاق المحتمل مع السعودية، وقالوا إن “دولة إسرائيل تصر على حقوقها بغض النظر عن جهود السلام مع الدول العربية، بما في ذلك في سياق الحرب على الإرهاب وفي سياق منع وإنفاذ البناء الفلسطيني غير القانوني”.
وشدد أعضاب الكنيست عن اللكود الموقعين على الرسالة على أن حل الدولتين الذي تدعمه الإدارة الأميركية، غير وارد بالنسبة لهم: “السلام من أجل السلام والسلام من موقع القوة. بموجب هذا المبدأ، لا يُطلب من إسرائيل الانسحاب من أي منطقة، ويجني البلدان معًا ثمار السلام الكامل والمعلن والمفتوح”.
وأرجأ بايدن توجيه دعوة، طال انتظارها، لنتنياهو، في ظل المخاوف الأميركية بشأن خطة إضعاف القضاء التي تقودها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وكذلك التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة؛ وبدلا من الاجتماع في البيت الأبيض، حيث يفضل نتنياهو، انتهى الأمر بترتيب عقد المحادثات بين الزعيمين على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
ويتوقع مسؤولون أميركيون أن تُثار مسألة التشريعات القضائية خلال المحادثات إضافة إلى جهود التصدي لبرنامج إيران النووي وإمكانية التوصل إلى اتفاق مع السعودية، يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب والرياض وإبرام اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض، فيما سيمثل تطورا كبيرا في المنطقة.
وترى إدارة بايدن أن الولايات المتحدة قد تجني عائدات كبيرة من مثل هذا الاتفاق الضخم إذا استطاعت التغلب على العقبات الصعبة.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد صرّح لشبكة “إيه بي سي نيوز”، “لدينا صراع مستمر منذ عقود في الشرق الأوسط. الجمع بين هذين البلدين سيكون له تأثير قوي على استقرار المنطقة”.
وأشار بلينكن إلى استمرار وجود تحديات تحول دون التوصل إلى اتفاق. وكان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، قد قال للصحافيين في السابع من سبتمبر الجاري، إن “كثيرا من العناصر التي تمهد لتطبيع العلاقات مطروحة على الطاولة الآن. ليس لدينا إطار عمل، ليست لدينا شروط معدة للتوقيع. هناك عمل يتعين القيام به”