بدأ صباح اليوم الأحد، التصويت في فرنسا، في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، مع يسار متجدد وموحد حديثاً، يسعى لإحباط خطط الرئيس إيمانويل ماكرون بحرمانه من الأغلبية في البرلمان.
بعد أن أدلى الناخبون في الأقاليم الخارجية بأصواتهم في وقت سابق من نهاية الأسبوع.
وتتوقع مصادر حكومية أداء ضعيفاً في الجولة الأولى لائتلاف ماكرون، اليوم الأحد، حيث أعلنت أعداد قياسية من الناخبين الغاضبين نيتها الامتناع عن التصويت، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. وتأمل كتلة جان لوك ميلانشون اليسارية المتشددة الاستفادة منهم.
وتتعرض للخطر قدرة ماكرون على تمرير أجندته الإصلاحية، بما في ذلك إصلاح نظام التقاعد، الذي يعوّل عليه. وبدلاً من ذلك، يدفع خصومه من اليسار لخفض سن التقاعد وإطلاق حملة إنفاق كبيرة.
وأظهرت التوقعات الأولية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة أن ماكرون كان في طريقه للحصول على أغلبية في البرلمان، كما هو معتاد منذ تقصير الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات.
لكن الرئيس ظل بعيداً عن الأضواء منذ التصويت، فاستغرق أسبوعين لتشكيل حكومة ونادراً ما يخرج للعلن. في غضون ذلك، نجح ميلانشون في تشكيل تحالف بين حزب “فرنسا الأبية” والاشتراكيين والخضر.
وتظهر التوقعات أن ماكرون وحلفاءه، بما في ذلك الحزب الجديد لرئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب، قد لا يصلون إلى الأغلبية المطلوبة. وهي 289 مقعداً، لتشكيل الغالبية المطلقة، وتكريس نفوذ ماكرون في الإليزيه، ورئاسة الحكومة.
ويتنافس نحو 14 وزيراً من وزراء ماكرون في الانتخابات، وقد يفقدون مناصبهم إذا فشلوا في الفوز بمقعد.
أحد أعضاء مجلس الوزراء الأكثر عرضة للخطر هو كليمنت بيون، وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية في حكومة ماكرون، والذي يخوض حملة انتخابية في دائرة انتخابية بشرق باريس، حيث كان أداء اليسار جيداً في الانتخابات الرئاسية، ويعد بيون أحد مساعدي ماكرون القلائل الذين اكتسبوا شهرة وطنية ودولية. وفي حال خسر فإن خسارته ستكون “مؤلمة” بحسب مصدر حكومي
.وسيختار الفرنسيون كل أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 577 نائبا في هذا الاقتراع الذي يجري في دورتين. وستنظم الدورة الثانية بعد أسبوع الأحد القادم أي في 19 حزيران/يونيو. وصوتت أراضٍ فرنسية عدة مثل غوادلوب أو المارتينيك منذ يوم امس السبت وستعلن النتائج مساء اليوم الأحد أيضا.
على الجانب الآخر من الطيف السياسي، تظهر استطلاعات الرأي أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان يمكن أن تفوز بمقعد في دائرتها الشمالية مباشرة من الجولة الأولى، من خلال الحصول على أكثر من 50% من الأصوات.
ويتطلع ماكرون إلى الحصول على الأكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية المقبلة، مثلما كانت عليه الحال في ولايته الأولى. ووفق استطلاعات الرأي، سينال حزبه “النهضة” وحلفاؤه ضمن لائحة “معاً” ما بين 27 و28% من الأصوات في الجولة الأولى.