بقلم: أمنون لورد /مذبحة 7 أكتوبر لبلدات النقب الغربي بثت أمام إسرائيل صورة الفزع، كيف تبدو إبادة الدولة.
لقد فهم المواطنون هذا. وعلى ما يبدو ليس فقط اليهود بل أيضاً المسلمون في معظمهم والدروز فهموا هذا واستوعبوا حجم التهديد الذي يحدق من حماس وإيران وحزب الله وباقي المنظمات التي تنتظم في دائرة نار حول الدولة اليهودية.
فهم هذا أيضاً كارهو دولة إسرائيل. فقد كشفت حماس على العالم الاستمتاعي الحديث أنه وجد السبيل لإبادة دولة اليهود.
مذبحة 7 أكتوبر أصبحت وود ستوك جيل الطلاب الشباب في أميركا.
هذا هو انفجار الفرحة في شوارع المدن في الغرب. هذا هو سبب الصدمة التي حلت بيهود الولايات المتحدة.
كانت ذات مرة أغنية قوية لفرقة رولينغ ستونز، «لون هذا بالأسود». أحد ما ونحن نعرف من، لون لنا صورة حياتنا بالأسود.
فهم هذا أيضاً أصدقاؤنا. هؤلاء قبل كل الآخرين كانوا الأميركيين.
الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن. كل التحليلات عن الحرب النفسية التي يديرها السنوار ليست جدية لأن كل لعبة السنوار تقوم على أساس التشجيع المزدوج الذي تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل لكن من الجهة الأخرى لإيران ومجروراتها أيضاً.
في الماضي لم توقف الإدارة إسرائيل حين كانت تقاتل في جبهتين. فأي دولة أخرى خاضت حرباً مفاجئة في جبهتين؟ لكن بايدن وبلينكن يكبحاننا ويقيداننا ويجعلان موضوع الردع نكتة.
أمامنا الحركة الأكثر بربرية التي أقامتها الإنسانية منذ النازية والستالينية. في إسرائيل فهموا هذا، لكن لسبب ما نسوه في غضون وقت قصير. ربما لأنهم في وسائل الإعلام شموا خطر الانتصار.
يافطات التأييد والتشجيع للجنود مزقت قرب السوبرماركتات في شارع عجنون في القدس وبدلاً منها رفعت «أعيدوا المخطوفين الآن!».
ليس هكذا تتصرف أمة تفكر بجدية بواجب إبادة حماس وضرب حزب الله وإيران بشدة. واجب الإنصات لما قاله حاييم يلين من بيري: وقف حرب الإبادة معناه نهاية الاستيطان في غرب النقب.
وعليه، فإن الاختبار الأكبر للزعامة سيكون مع نهاية أيام الهدنة. ليس للجيش الإسرائيلي مفر غير العودة إلى القتال رغم أن الرغبة في رؤية بعض المخطوفين يعودون تمس بالمبادئ الأساس للحرب: لا يوقف جيش في زخمه وهو يوشك على كسر العدو. نحن إنسانيون وهذا جزء من المناعة الوطنية.
إن هدنة تحرير المخطوفين مفهومة. وثمنها سنحصل عليه إذا ما عدنا إلى القتال.
فالعودة إلى القتال يجب أن تكون مفاجئة وما هو أكثر مفاجأة إذا أعادت إسرائيل الجيش إلى الهجوم فور انتهاء خمسة أيام الهدنة.
دون السماح للتمديدات والانجرارات والإرهاب النفسي. لن يكون لإسرائيل وجود إذا ما بقي خلف الحدود جيش إرهاب أبدى إبداعيته الإبادية.
في اليمين يوجد من ينضم إلى الحركة لتنحية نتنياهو ويفعل هذا بطريقة غبية: نتنياهو هو تشمبرلين. لا. في هذه اللحظة بايدن بالذات أقرب إلى هذا اللقب، وإسرائيل مطالبة بأن تعد نفسها للصدام.
هذا لا يعني أنه ليس مجدياً الإنصات لأقوال تشرتشل حين كان مع تسلمه لرئاسة الوزراء خيار مفاوضات السلام مع هتلر: «في اللحظة التي نجلس فيها إلى طاولة المفاوضات سنكتشف أننا غير قادرين على أن ننهض عنها».
لما كان لا يوجد إغراء «السلام»، فإن نتنياهو، غالانت وغانتس سيضطرون إلى أن يرفعوا أنفسهم عن طاولة المفاوضات الشريرة وأن يعودوا إلى غرفة الحرب.
عن «إسرائيل اليوم»