الاحتلال أحرق من 300 – 400 دونم زراعي قرب الجدار العنصري
طولكرم- الحياة الجديدة- مراد ياسين- أقدمت سلطات الاحتلال في خطوة استفزازية جديدة على نصب بوابة حديدية اسفل جسر جبارة لتقييد حركة المركبات القادمة من قرى الكفريات باتجاه مدينة طولكرم واحيانا تمنعها من الدخول ما تسبب بعزل نحو 10 آلاف مواطن من منطقة الكفريات عن مدينة طولكرم.
وقال رئيس مجلس قروي جبارة رائد محمود لـ”الحياة الجديدة”: ان نصب هذه البوابة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم يعني التحكم بحياة 10 آلاف مواطن في منطقة الكفريات ويفاقم من معاناتهم كونه الطريق الوحيد الرابط بين منطقة الكفريات ومدينة طولكرم وباقي محافظات الوطن بالإضافة الى إعاقة عمل طواقم الإسعاف الفلسطينية.
واشار محمود الى ان قرية جبارة وكل قرى الكفريات السبعة تعاني اصلا من انعدام الخدمات الصحية في تلك المنطقة حيث تخلو من المستشفيات ومراكز الدفاع المدني والمركز الصحية باستثناء بعض العيادات الصحية التي تداوم مرة واحدة في الاسبوع، مضيفا ان قوات الاحتلال اغلقت البوابة منذ الاحد الماضي ومنعت المئات من المركبات الفلسطينية التي كانت قادمة من خارج المحافظة باتجاه مدينة طولكرم،وتسببت في اصطفاف طابور طويل من المركيات وحدوث ازمة مرورية خانقة، ما دفع المجلس القروى وكافة قرى وبلدات منطقة الكفريات الى اعلان حالة الطوارئ وفتح المساجد والقاعات الكبيرة لاستضافة العالقين عند البوابة، وتم تزويد العائلات الفلسطينية العالقة بالمأكولات والمشروبات اللازمة، مضيفا ان الكثير من العائلات الفلسطينية نامت في مركباتها حتى ساعات الصباح الباكر.
واضاف محمود ان بعض المواطنين لجأوا لطرق ترابية تمتد من قرية بيت ليد باتجاه مفرق قرية دير شرف، باتجاه بلدة عنبتا “اذا كان حاجز عناب متاحا”وصولا الى مدينة طولكرم، لكن هذه الطريق بحاجة الى ساعتين على الاقل للوصول الى المدينة بدلا من ربع ساعة فقط عبر بوابة جبارة باتجاه طولكرم.
وقال محمود: ان قرية جبارة تقع الى الجنوب من مدينة طولكرم ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 نسمة، تعاني من انعدام كلي للخدمات الصحية باستثناء عيادة طبية تداوم يوم واحد في الاسبوع، والطبية المناوبة من سكان مدينة طولكرم وفي حال اغلق الاحتلال بوابة جبارة لا تتمكن الطبيبة من الوصول الى القرية وتقديم الخدمات الطبية للسكان.
واضاف محمود ان قرية جبارة مصنفة ضمن مناطق “ج” وهي محاذية لجدار الفصل العنصري مؤكدا ان الاحتلال سبق ان احرق قرابة “400” دونم زراعي محاذية لجدار الفصل العنصري في القرية، وسبق ان اخطرت سلطات الاحتلال خمسة منازل قريبة من جدار الفصل العنصري بالهدم، وكان قوات الاحتلال هدمت خمسة منازل بالاضافة الى قاعة كبيرة للأفراح كلفت صاحبها خمسة ملايين شيقل، وصادرت قرابة 900 دونم من اراضي جبارة والراس وشوفة لصالح اقامة مجمع استيطاني صناعي اسرائيلي في المنطقة، وتمنع سلطات الاحتلال المواطنين من البناء فيها كما تمنع المزارعين من تشييد السلاسل الحجرية على اراضيهم الزراعية المصادرة بأمر عسكري اسرائيلي.
وتطرق محمود الى تعبيد المجلس القروي الشارع الرئيسي للقرية، وحصل المجلس القروي حديثا على مشروع من المؤسسة الايطالية لتوسيع شبكة المياه في القرية، مؤكدا ان القرية بحاجة الى اعادة تعبيد طرق داخلية جديدة، نظرا للتوسع الهيكلي والعمراني داخل القرية، والقرية بحاجة ماسة الى خط ناقل جديد للمياه حيث إن القرية تعتمد على ماتور نبع مياه يضخ 90 كوب فقط في الساعة فقط وتستفيد منه قريتي جبارة والراس، وهذا غير كافي لسد احتياجات البلدتين من المياه حسب حد قوله.
واشار محمود الى أن سكان القرية يعتمدون بشكل اساسي على الزراعة وهنالك “1000” دونم في القرية مزروعة بالافوجادو والجوافا والتوت الارضي والملوخية، وقد يؤدي اغلاق بوابة جبارة الى إلحاق خسائر مالية فادحة بالمزارعين الذين يعتمدون في تسويق منتجاتهم على اسواق مدينة طولكرم فقط.