رام الله / تتواصل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وإرهاب الدولة المنظم من قبل الحكومة الفاشية والعنصرية الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل، وتتجلى فصول المأساة الحرب العدوانية الهمجية المدعومة من قبل التحالف الغربي الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
اننا نتعرض لعدوان غير مسبوق في تاريخ البشرية، حيث ارتكب جيش الاحتلال مئات المذابح والمجازر المروعة بحق الأبرياء المدنيين من أبناء شعبنا ومن طبقتنا العاملة الفلسطينية، وهناك قرابة 20000 شهيداً، وأكثر من 90000 جريح وقرابة مليون وسبعمائة ألف نازح في قطاع غزة، وغالبية ضحايا هذه الحرب الاجرامية هم من النساء والأطفال، حيث تجاوزت نسبة 70% من أعداد الشهداء، عدا عن الأضرار المادية الكبيرة التي طالت كل المدن والقرى والمخيمات والأحياء والمباني السكنية في اطار الحرب التي تقودها حكومة العدو كعقاب جماعي على شعبنا .
تتجلى العنصرية العدوانية من قبل الاحتلال في تعامله الاجرامي مع عاملات وعمال فلسطين على الحواجز وفي مواقع العمل التي طردهم الاحتلال منها دون أية حقوق، في مخالفة لكافة اتفاقيات العمل الدولية، حيث قتل بدم بارد عدداً من عمالنا منذ السابع من أكتوبر، واعتقل الالاف من العمال من أبناء قطاع غزة الذين تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي ووضعهم في زنازينه ومعتقلاته بشكل غير انساني، وقام بإبعاد عدد منهم الى قطاع غزة في ظل استمرار الحرب، حيث تعرضوا لكافة شكال الاذلال والتنكيل من قبل شرطة وجنود جيش الاحتلال، وهذا ما ترافق أيضاً مع الملاحقات والاعتقالات المستمرة لعمالنا في الضفة الغربية، فقد أقدم الاحتلال على تنفيذ ما يسميه سياسة العقاب الجماعي وتدفيع الثمن بحق عمالنا، مما أدى الى ظروف اجتماعية واقتصادية مفزعة نتيجة الفقر والبطالة، حيث وصل عدد العاطلين عن العمل قرابة 45000 عامل فلسطيني، والاعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار الحرب الظالمة على شعبنا، حيث توقعت منظمة العمل الدولية والجهات الأخرى ذات العلاقة بما في ذلك الاتحادات العمالية ومن بينها اتحادنا – اتحاد نضال العمال الفلسطيني، بأن تصل نسبة الفقر الى معدلات مرتفعة، قد تصل الى 40% وكذلك ارتفاع نسبة البطالة في صفوف العمال الى قرابة 600000 عامل من القوى العمالية الفلسطينية.
اننا أمام ظرف مصيري وصعب يتطلب مواقف دولية وعربية رافضة لحرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي، ونحن نطالب برفض ازدواجية المعايير، ونطالب المؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالضغط الحقيقي على (إسرائيل) لوقف اطلاق النار، والسماح بفتح الممرات الآمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية، وبشكل خاص الأدوية والمياه والغذاء والوقود، وتقديم الدعم العاجل لإعادة تشغيل المستشفيات التي لم تسلم من جرائم الاحتلال ومن قصف طائراته وصواريخه التي طالت 36 مستشفى ودمرتها بشكل كامل على من فيها من مرضى وجرحى وطواقم طبية، حيث قتل الاحتلال أكثر من 280 طبيباً وعاملاً في القطاع الصحي ودمر سيارات الإسعاف وقصف دور العبادة ومدارس الوكالة التي لجأ اليها النازحون في مناطق مختلفة في قطاع غزة.
لا نريد الشجب والاستنكار فحسب، نريد مواقف جدية، ونريد أن تقترن الأقوال بالأفعال، ولقد آن الأوان للجم هذه الحرب الشريرة ومحاسبة الاحتلال وقادته وجنرالاته على بشاعة ما اقترفوه من جرائم بحق الإنسانية، فالمكان الوحيد لهؤلاء هو المحاكم الدولية ومحكمة الجنايات التي يجب أن تقوم بواجبها وبدورها بعيداً عن محاولة اغماض عيونها عن هذه المذابح الوحشية المستمرة في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
اننا في اتحاد نضال العمال الفلسطيني نحيي كافة القوى والاتحادات والمنظمات العمالية والنقابية وجهودها ومساعيها المتواصلة على المستويين العربي والدولي في دعم واسناد القضية الفلسطينية، ونثمن كل هذه المواقف المبدئية الراسخة من قبل الحركات العمالية العربية والدولية، وندعو الى المزيد من الفعل العمالي والتضامن الأممي انتصاراً لعدالة القضية الفلسطينية.
اتحاد نضال العمال الفلسطيني
المكتب التنفيذي
21-12-2023