يا جماهير شعبنا العظيم:
في الخامس عشر من كل عام يستذكر الشعب الفلسطيني ومعه كل الأحرار في العالم ذكرى النكبة وما رافقها من مجازر ومذابح وحرب إبادة وتطهر عرقي ارتكبتها الحركة الصهيونية وعصاباتها الفاشية عبر المجازر الجماعية واقتلاع وطرد و وتشريد شعبا بأكمله من أرضه ووطنه في أبشع جريمة تطهير عرقي عرفها التاريخ الحديث والمعاصر، والتي ما زال شعبنا يعيش آثارها ويتجرع مرارتها حتى اليوم.
ورغم من مرور 67 عاماً على نكبة فلسطين فإن شعبنا أكثر إصرارا على استرداد حقوقه وأكثر تشبثاً بأرضه وتمسكاً بحقه في العودة إلى وطنه ، فحق عودتنا إلى أرضنا هو حق مقدس ، لا يسقط بالتقادم وغير قابل للتصرف ، ولا يجوز لأحد ولا لأي جهة التنازل عنه وهو حق للاجئين ولأجيالهم المتعاقبة ، تتوارثه جيل بعد جيل ، وتدافع عنه وتناضل من اجل تحقيقه رغم كل التحديات ومهما عظمت التضحيات ، فحق العودة حق قانوني شرعي تكفله كل المواثيق والأعراف الدولية و في مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 ولن يسمح بالتفريط بحقوق اللاجئين أو التنازل عنها.
يا جماهير شعبنا الصامد:
تأتي ذكرى النكبة هذا العام في ظل ظروف صعبة يمر بها شعبنا وقضيته الوطنية ، فعلاوة على الانقسام السياسي والديموغرافي بين شطري الوطن تزداد مخاطر الانتقال من الانقسام إلى الانفصال مع محاولات إحياء مشروع جونسون للتوطين ، وتزداد ايضا مخاطر الانزلاق إلى تفتيت وحدانية التمثيل واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، هذا علاوة على تشكل حكومة يمنية إسرائيلية متطرفة برئاسة نتنياهو ، تتنكر لحقوق شعبنا ولمبادئ عملية السلام القائمة على أساس حل دولتين لشعبين ، وتتنصل من الاتفاقيات الموقعة مع م.ت.ف. وتصر على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس وخلق وقائع مادية على الأرض لإجهاض أية إمكانية لاستئناف العملية السياسية التي دخلت في مأزق جدي منذ الحكومة السابقة .
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن المواجهة الحقيقية لجملة الأخطار والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، تتطلب وحدة وطنية حقيقية تغلب المصلحة الوطنية العليا تستند على سياسات واضحة نابعة من إستراتيجية وطنية واحدة وما يتطلبه ذلك من توفير عوامل النجاح والتمكين لحكومة التوافق الوطني والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية كخيار لا بديل عنه لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة للوطن والشعب وكضمانة أكيدة لتعزيز وتصليب ركائز المشروع الوطني التحرري.
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نؤكد ضرورة توحيد كل الجهود لدعم صمود أهلنا في مخيمات سوريا ولبنان وفي مخيم اليرموك بشكل خاص في ظل المأساة التي يتعرض لها أبناء شعبنا هناك بعد احتلال هذا المخيم البطل الذي يجسد رمزية للشتات الفلسطيني من قبل تنظيم داعش الإرهابي وندعو لبذل كل الإمكانيات لتعزيز صمود اللاجئين في المخيمات وتحسين ظروفهم الحياتية ، ومن هنا فإننا نطالب وكالة الغوث الدولية ” الأنروا ” إلى تحمل مسؤولياتها وندعوها لزيادة خدماتها وتحسينها في كافة المجالات والكف عن سياسة تقليص الخدمات للاجئين والتي تشكل تهربا من دور ومسؤوليات المجتمع الدولي اتجاه ملف اللاجئين ، وندعو دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية بتقديم الدعم اللازم للجان الشعبية في المخيمات ومتابعة قضاياهم ، ونؤكد على تمسكنا بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم استنادا إلى القرار194 و نعبر عن رفضنا لكل المخططات التي تحاول الانتقاص من هذا الحق أو تجاوزه .
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نؤكد مواصلتنا مسيرة النضال ومعنا جماهير شعبنا بإرادتها الصلبة وتمسكها بحقوقها الوطنية حتى تحقيق أهدافنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
المجد للشهداء … العودة للاجئين… الحرية للأسرى … النصر لنضال شعبنا
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
رام الله – فلسطين
15/5/2015
بيان صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ 67 للنكبة
Leave a comment