بير زيت .. هل من معتبر في اليسار والقوى الديمقراطية ؟؟
بقلم : محمد علوش
كيساري وديمقراطي فلسطيني ، ومع فرحتي بالانتخابات التي تمت في جامعة بير زيت وبمشاركة كافة الأطياف السياسية الطلابية هذه المرة ، حيث أن الانتخابات هي العنوان الأساس لأي نظام ديمقراطي ، إلا أنني صعقت بالنتيجة ، والنتيجة المحزنة والمأساوية التي حصل عليها اليسار والقوى الديمقراطية !!!!! ، رغم أن القطب الديمقراطي الذراع الطلابي للجبهة الشعبية حصل على خمسة مقاعد وكتلة نضال الطلبة الذراع الطلابي لجبهة النضال الشعبي حصلت على مقعد ، إلا أن النتيجة كانت صادمة بما تحقق من نتائج على مستوى الحضور الرديء لليسار ، حيث لم تستطع قوى يسارية وديمقراطية عريقة وأساسية من تخطي نسبة الحسم ، وهذه النتيجة مقلقة ومحزنة بذات الوقت بما شكله اليسار الفلسطيني تاريخيا من رصيد نضالي عظيم على كافة المستويات .
أن نجاح العملية الديمقراطية في جامعة بير زيت بهذا الشكل الحضاري والديمقراطي ، وسط مشاركة كبيرة من طلبة الجامعة ، وتنافس ديمقراطي بين الكتل الطلابية على مقاعد مجلس الطلبة ، هو نصراً للديمقراطية الفلسطينية والحرية والتعددية ، فهذه المرة شاركت بالانتخابات تسعة كتل طلابية تمثل مختلف القوى والفصائل بما فيها قطبي حماس وفتح ، وهذا دليل ساطع على حيوية الانتخابات وأهميتها وحاجة الشعب لها كأداة من أدوات التغيير والتحول الديمقراطي .
إن النتائج التي جسدتها انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بير زيت وبما لهذه الجامعة من مكانة ، حيث تعكس هذه النتائج المزاج العام لجماهير الشعب الفلسطيني وهذا يستدعي من القوى الديمقراطية واليسارية إلى استخلاص العبر والدروس من نتائج انتخابات جامعة بيرزيت ، وان تنزل قليلا عن شجرة عنادها وتصحر مواقفها وان تنهي شرذمتها التي لا يمكن أن تقوم لها قائمة في ظلها وان تعيد تقييم برامجها ومواقفها وعلاقاتها وتحالفاتها وبما يعزز من حضورها باعتبارها أداة نضالية وديمقراطية تحقق بوحدتها مصالح المجتمع ومصالح فئاته الاجتماعية الفقيرة والضعيفة .
إن ما حققته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في انتخابات الجامعة ، كمثال إنما يدلل على قوة حضور الجبهة وتطورها وانخراطها في حياة الجماهير والفئات الاجتماعية ويدلل على صدقية برنامجها السياسي والاجتماعي وأطروحاتها الديمقراطية ، وفي هذا الإطار لا بد من الإشادة بارتفاع مستوى حضور الجبهة وتقدمها وهذا تجسيد حقيقي لأطروحات وبرامج الجبهة والتي مدت أيدها دائما من اجل أوسع تحالف وطني ديمقراطي وتشكيل التيار الديمقراطي الفلسطيني ، وهنا نقول لليسار وللقوى الديمقراطية بان يتوحدوا في الميدان حتى تكون النتيجة أكثر حضورا وبهاءَ ، كما كان في انتخابات نقابة الصحفيين والنتيجة المحترمة للتحالف الديمقراطي المهني ( تحالف النضال الشعبي والشعبية والديمقراطية ) .
لقد أكدت الجبهة حرصها ومنذ اللحظة الأولى على تشكيل أوسع تحالف ديمقراطي عريض لخوض الانتخابات ، والتي إصدمت بالعديد من العقبات والمعيقات من قبل البعض !!!!! ، مما يتطلب البدء بمراجعة شاملة وتقييم لأوضاع القوى الديمقراطية واليسارية لتأخذ دورها الطليعي ولتشكل رافعة للعمل النقابي في ظل حالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها الساحة الفلسطينية.
إن الانتخابات في الجامعات وخاصة في جامعة بير زيت لها خصوصيتها ، حيث تعكس واقع المجتمع الفلسطيني ككل وهي مقياس واستطلاع رأي عملي وملموس حول طبيعة وحضور الأحزاب السياسية وتشكيلاتها الطلابية ، وهنا أدعو اليسار لوقفة تأمل والبدء الجدي في لملمة أوضاعه وتعزيز وحدته الائتلافية عبر تشكيل تيار وطني ديمقراطي عريض يكون