خاص دنيا الوطن- أحمد الشنباري /عربة تجرها دابة هو مشهد كثيراً ما نراه في شوارع مدن ومناطق قطاع غزة، وهو صورة ليست بالجديدة لشخص يقود هذه العربة متجولاً في الشارع يبحث عن زبائنه منادياً على بضاعته.
وبعيداً عن حضارة المشهد نفسه في شوارع غزة وغيرها في ظل الانتشار الواسع للأسواق في قطاع غزة، وبعيداً عن غلاء الأسعارورخصها لعربات الباعة، يبقى الحديث هنا على أصحاب العربات أنفسهم، فالكثيرون يشكون ويتذمرون من الإزعاج الناجم عن الباعة الجائلين في ساعات الصباح الأولى أو المتأخرة، خاصة في ندائهم عبر مكبرات الصوت.
مراسل “دنيا الوطن” تطرق إلى موضوع الباعة الجائلين والتقى المواطنين وغيرهم من المختصين.
فالمواطن رفيق يقول لمراسلنا: “الباعة الجائلون يقلقوننا كثيراً منذ ساعات الصباح وحتى العشاء لا يتوقفون عن النداء بأصوات عالية”.
اما المواطن الثلاثيني عادل “في أغلب الأوقات يستيقظ أطفالي منزعجين باكين من أصوات الباعة العالية كالصراخ” مشيراً إلى أن بيته يقع على شارع رئيس، ولك أن تتخيل صوت البائع وهو يكرر نداءه مرات عديدة دون توقف”.
وهذا يوسف يروي لمراسلنا ما حدث بينه وبين أحد البائعين من شجار أفزع أهالي الحي الذي يقطنه بعد أن طلب من البائع التوقف عن الصراخ في وقت الظهيرة.
فيقول يوسف ” حدث بيني وبين بائع شجار حاد بعد أن طلبت منه أن يتوقف عن النداء في وقت الظهيرة فلم يعط اهتماماً لما أقول هددته إذا ما استمر في النداء بالضرب فكرر وحدث الشجار الكبير الأمر الذي جعلني اتهجم عليه ويتهجم علي”.
ويقول يوسف يعتقد البائع باني أكره الرزق له لكن ليس الأمر كذلك فهو فقط يتعلق بالإزعاج.
ورغم الازعاج الذي يحدثه الباعة الجائلون إلا أن بعض المواطنين لا بد وأن يذكر حق أصحاب العربات الذين يصلون إلى أماكن بعيدة ونائية من قطاع غزة.
السيدة الخمسينية عائشة والتي تسكن في حي حدود شمالي قطاع غزة، تشيد بالعربات المتنقلة، وتقول لمراسلنا: “قد لا نتمكن من الذهاب إلى السوق فقد تصل الخضروات إلى باب المنزل وبكل سهولة نتسوق من البائعين وبأسعار رخيصة”.
أما المواطنة وفاء تقول لا يذكر الإزعاج مقابل توفير ما يحتاجونه من خضروات دون الذهاب والخروج إلى الأسواق، مشيرة إلى أن الباعة يأتون في ساعات الصباح الأولى”.
وبينت أنها تقضي مشاويرها ومشاغلها بعد الشراء من الباعة الجائلين، مشيرة إلى أنها تذهب لقضاء مشاويرها بدلاً من الذهاب الى السوق”.
وبين الرضا وعدم الرضا وفي ظل الانتشار الواسع للأسواق في قطاع غزة، يبقى السؤال لماذا مازال الباعة الجائلون مستمرين في التجول.
من جهته، يعزو الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب ذلك إلى استحواذ كبار التجار في قطاع غزة على الأسواق والبسطات، بالإضافة إلى الإجراءات المتبعة من غلاء الرسوم على البيع والحصول على الأماكن الخاصة للبيع “البسطات ” لذلك يبتعدون عنها متجهين إلى التجول الآمن.
ويشير أبو جياب إلى أن الباعة الجائلين يرون في التجول فرصاً تسويقية أكثر من خلال وجود الزبائن غير القادرين على الذهاب للأسواق.