
أمد/ تشهد الساحة الفلسطينية تحولا سياسيا بالغ الأهمية في هذه الأيام ، والذي تتجاهله اسرائيل حتى الآن – أما بسب الجهل به أو قلة الاهتمام : يدور الحديث عن تحالف وثيق أخذ في التشكل – هذه هي المرة الأولى – بين حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، تحالف بين مسلمين متدينين وبين أولئك الذين تتلمذوا على الفكر الماركسي . تسببت هذه الخطوة بقدر كبير من الصداع لأبو مازن ومساعديه في فتح ، لكن في هذه المرحلة يبدو أنهم لا يستطيعون
وقف هذا العرس الذي كان حتى وقت طويل يبدو خياليا ومستحيلا .
يعتزم ابو مازن عقد اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في 20 يناير القادم لتمرير عدة قرارات سياسية واختيار لجنة تنفيذية جديدة بما في ذلك تعيين بدائل لصائب عريقات وحنان عشراوي التي سئمت السلطة الفلسطينية واستقالت . تلمح الجبهة الشعبية إلى عزمها مقاطعة الاجتماع . وهي الخطوة التي تهدف إلى جرىمن مات أخرى مثل الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب إليه بهدف شل منظمة التحرير .
علاوة على ذلك طرحت الجبهة الشعبية رؤيتها الخاصة لإعادة اصلاح البيت الفلسطيني بشكل يؤدي إلى إجبار ابو مازن على قبول مشاركة حماس في القيادة الفلسطينية من دون أن يقبل قادة حماس احترام مبادئ التسوية مع إسرائيل أو الاعتراف بها . وصل خالد مشعل إلى بيروت هذه الأيام للقاء قادة الجبهة الشعبية في المنفى وعلى رأسهم القائم بأعمال الأمين العام للجبهة ابو احمد فؤاد .
لم يكن اعلان الجبهة الشعبية مسارعتها للترحيب بالهجوم الدامي قرب جنين من قبيل الصدفة ، بعد أن قام نشطاءها قبل أقل من أسبوع بتنظيم عرض عسكري في جامعة بيرزيت لم يكتفوا فيه بعرض أحزمة ناسفة ومجسمات صواريخ إنما قاموا أيضا برفع صور مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين . جرى العرض بمناسبة الذكرى 54 لتأسيس الجبهة الشعبية وبدلا من تنظيمه على يد ناشطين سياسيين جرى تنظيمه من قبل عناصر كتائب ابو على مصطفى الجناح العسكري للجبهة .
الشراكة بين حماس وفتح ستطبق على فتح من طرفي الخارطة السياسية . وقد تؤدي من وجهة نظر ابو مازن إلى انهيار مكانة منظمة التحرير. على الأرض قد تكون قادرة على التقدم باتجاه تعاون في التظاهرات والاحتجاجات ضد السلطة أيضا التعاون في مجال الإرهاب . هذه النقطة يجب أن تهم اسرائيل أيضا .
الجبهة الشعبية التي أسسها الدكتور جورج حبش هي الآن خليط من( الإرهابيين ) المتقاعدين من كبار السن وجيل شاب نشأ في جامعات الضفة . ولا يوجد لانصار المنظمة قيادة قوية على الأرض اليوم . في غزة يعمل جميل مزهر مع بعض زملائه متحدثين باسم المنظمة وهم في حقيقة الأمر يعملون تحت رعاية حماس وبالتنسيق معها . بينما لا يوجد حاليا في الضفة الغربية اي شخصية بارزة في الجبهة الشعبية بعد موت عبد الرحيم ملوك خالدة جرار التي أطلق سراحها مؤخرا لا تحافظ على نشاطها السابق .
من غير الواضح كيف سيحاول ابو مازن افشال هذا التحالف، يحاول حاليا الاغراء والاقناع لكن دون أي نجاح . تم لفت انتباهه إلى أن بعض القوائم العائلية اختارت في عشرات القرى والبلدات في الانتخابات المحلية الارتباط بحماس والجبهة الشعبية . غني عن القول أنه بالنسبة لحماس – حتى لو كانت الجبهة الشعبية تنظيم صغير – فإن إخراجها من دائرة نفوذ فتح هو انجاز من الدرجة الأولى .
ترجمة/ معاويه موسى