من الّذي تحت العباءة الأمريكيّة ؟ هل عاد مبارك إلى سدّة الحكم ونحن لا ندري؟ والمفاجأة لا تتأخر ، فمن تحتها يلوّح رجل ملتحٍ؟ بالتّأكيد ليس مبارك ، الصّوت صوت يعقوب والشّعر شعر عيسو!! إنّه بالفعل مرسي!!أعاد مرسي لمصر هيبتها وريادتها على العالم العربي ، فهو الّذي “يمون” على اسرائيل وحماس ، فبركة أوباما وكلينتون حلّت وتحلّ عليه في كلّ خطوة يخطوها في سبيل الهدف المنشود ، هدنة طويلة الأمد ، تخرج حماس من محور الصّراع والحرب والتّخطيطات العدوانيّة ضد محور الممانَعة والصّمود ، ويقبل مشعل رغم القتل والدّمار الّذي حلّ بغزّة في الأيام القاسيّة الّتي مرّت ، وهذا ليس غريبا عليه فينابيع آبار النّفط الّتي درّت عليه بملايينها أنسته من آواه وآوى المقاومة الفلسطينيّة وحماها بكل فصائلها الممانِعة حين قلب لهم الجميع ظهر المجنّ ، فعليه أن يُرضي مرسي وحمد وقنديل الّذي هلّ على غزّة “متضامنا” فأكرمته اسرائيل بإيقافها قصفها الهمجي كي يهنأ بالهدوء فهو ورئيسه وزبانيتهم هم هم من سيأتون بالهدوء للمنطقة. أمّا وزراء الخارجيّة العرب الثّلاثة عشر فقد استقبلتهم اسرائيل بقصف وحشي مكثّف لغزّة ، وهي بذلك تستخفّ بهم وبدولهم ، فتواطؤهم مع الولايات المتّحدة لم يشفع لهم .
أما نتنياهو فيُفسح له المجال أن يخوض انتخاباته الّتي اكتسبت مداد دعايتها الانتخابيّة من الدّم الفلسطينيّ الّذي سُفك ، وهو الّذي سحرت فنون وحشيّته ألباب معارضيه من الأحزاب الصّهيونيّة فكالوا له المديح ،وهذا ليس غريبا فـ “كلّهم في الهوا سوا ” ، فدم الفلسطينيّ مباح في كلّ زمان ومكان ، في ظلّ هذه الحكومة أو تلك.
الخاسران الوحيدان في هذه المغامرة العدوانيّة هما الشّعبان الفلسطيني والإسرائيلي ، الأول ، الضّحيّة ، الّذي يعاني منذ سنوات طويلة من الحصار ومن التّدمير والعدوان ، والثّاني يدفع ثمن عدوانيّة حكّامه الّتي لا تتوقّف ، والّتي لا تخدم سوى مصالحهم الضّيقة على اختلاف أشكالها .
أما آن لحكومات الاحتلال أن تفهم أنّ حقن الدّماء الإسرائيليّة والفلسطينيّة لا يتحقّق إلا بقيام الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة في حدود 1967 وعاصمتها القدس العربيّة ، وأنّ الحروب العدوانيّة على الشّعب الفلسطيني لن تزيده إلا صمودا وإصرارا على نيل حقوقه المشروعة.