عواصم – وكالات: أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس، أن منع إسرائيل دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمر يتنافى مع مسؤولياتها تجاه القانون الدولي، وأنه يجب على المجتمع الدولي عدم السماح بانتشار الجوع مرة أخرى في غزة.
وأضاف المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان إن إسرائيل بصفتها قوة احتلال ملزمة بتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لضمان وصول الغذاء والإمدادات الطبية للسكان في غزة، إضافة إلى تأمين النظام الصحي.
وشدد الخيطان على أن إسرائيل يجب أن تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية الأخرى، وأن تسهل وصولها إلى القطاع.
وأكد على ضرورة سماح جميع أطراف النزاع بمرور المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق وتسهيل وصولها.
وحول قرار إسرائيل بوقف دخول جميع المساعدات إلى غزة بشكل كامل، وصف المتحدث الأممي هذه الخطوة بأنها “أمر غير مقبول وينتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي”.
وحذر من التداعيات السلبية لارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وانتشار المخاوف بشأن إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة في غزة مستقبلاً.
وأضاف إنه “إلى جانب النزاع المسلح، فإن رفض إدخال الاحتياجات الأساسية الذي يستهدف الضغط على السكان المدنيين بأكملهم، يثير مخاوف جدية بشأن العقاب الجماعي”.
وأكد الخيطان على ضرورة عدم السماح بانتشار الجوع مرة أخرى في غزة، داعياً المجتمع الإنساني إلى ضمان وصول المساعدات الحيوية إلى القطاع دون عوائق.
كما أكد منسق الشؤون الإنسانية الأممي، مهند هادي، وجوب استئناف إدخال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة على الفور، مشدداً أيضاً على وجوب استمرار وقف إطلاق النار.
وقال في بيان وصل “الأيام”: “لقد جرى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ تسعة أيام على التوالي.
وأضاف: “إن القانون الإنساني الدولي واضح: ينبغي الوفاء بالاحتياجات الأساسية للمدنيين، بطرق منها إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها دون عقبات”.
وتابع: “ويجب استئناف إدخال المساعدات المنقذة للحياة على الفور. وسوف يفضي أي تأخير إضافي إلى تقويض أي تقدُّم تمكنّا من تحقيقه خلال وقف إطلاق النار”.
وأردف: “لا بد من استمرار وقف إطلاق النار. ويجب على الأطراف أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن. ويتعين السماح بإدخال المساعدات الإنسانية”.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن تأثير وقف إسرائيل دخول البضائع إلى غزة ظهر داخل القطاع الفلسطيني حيث أغلق بعض المخابز أبوابها وارتفعت أسعار السلع في حين أن وقف إمدادات الكهرباء من شأنه أن يحرم الناس من المياه النظيفة.
من جهته، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة أمس إن من المحتمل أن تشهد غزة أزمة جوع أخرى إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات محذراً من أن الأوضاع تتدهور سريعاً.
وقطعت إسرائيل دخول مساعدات الأغذية والأدوية والوقود هذا الشهر، في خطوة قالت إنها تستهدف الضغط على حركة (حماس) في محادثات وقف إطلاق النار.
وقالت إسرائيل الأحد إنها قطعت الكهرباء وهو ما تقول منظمات إغاثة إنه سيحرم سكان غزة من المياه النظيفة.
وقال لازاريني: “أعتقد أنه كلما استمر (منع دخول المساعدات)، رأينا تأثير ذلك يتزايد على السكان. ومن الواضح أن الخطر… هو أن نعود إلى تفاقم الجوع في قطاع غزة مثلما شهدناه قبل أشهر”.
وأضاف: “مهما كانت النية، فمن الواضح أن هذا استخدام المساعدات الإنسانية في غزة سلاحا… رأينا الوضع يتدهور بسرعة كبيرة جداً”.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه في جنيف، وصف لازاريني الوضع المالي للوكالة بأنه “حرج وخطير”.
وقال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة لرويترز إن ستة مخابز، من بين 22، ما زالت قادرة على العمل في القطاع، أُغلقت بالفعل بعد نفاد غاز الطهي لديها.
وأضاف: “المخابز المتبقية من الممكن أن تغلق أبوابها بعد أسبوع أو أكثر إذا ما نفد الوقود أو الطحين، إلا إذا تمت إعادة فتح المعبر”.
وأردف قائلاً: “حتى قبل أن تغلق المخابز الست، لم يكن 22 مخبزاً كافياً لتلبية احتياج الناس من الخبز. وبعد أن أغلقت ستة مخابز أبوابها، فإن الطلب على الخبز سوف يزداد والوضع سيزداد سوءا”.
وقالت سلطة المياه الفلسطينية إن القرار أوقف العمليات في محطة لتحلية المياه تنتج 18 ألف متر مكعب يوميا للسكان في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة.
وقال محمد ثابت، المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة، لرويترز إن القرار سيحرم سكان تلك المناطق من المياه النظيفة ما سيعرضهم “لمخاطر بيئية وصحية”.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لرويترز إن كل إمدادات المساعدات التي يوزعها الهلال الأحمر الفلسطيني تتضاءل وإنه مضطر لترشيد الإمدادات المتبقية.
وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد: “إذا نجحت مساعي البحث عن سلع أساسية مثل البيض والدجاج، فإن الأسعار ارتفعت بشكل كبير وأصبحت بعيدة عن متناول غالبية الناس في غزة”.
كما يخشى الاتحاد من أن يؤثر نقص الإمدادات الطبية والأدوية على علاج المرضى في العيادات الصحية المتنقلة وخدمة الإسعاف والمستشفى الميداني.