
رام الله – “الأيام”: أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس، أن الحالة الصحية للأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد (49 عاماً)، القابع في سجن “عيادة الرملة”، آخذة بالتدهور بشكل سريع، وباتت تمر بمرحلة حرجة وخطيرة.
وأوضح محمد، شقيق الأسير أبو حميد الذي يرافقه بالمعتقل، لمحامي الهيئة كريم عجوة، الذي تمكن من زيارته داخل ما يسمى سجن “عيادة الرملة”، أن هناك انتشاراً واسعاً للورم في منطقة الصدر وتحديداً في الرئة وأن وضع أخيه ناصر صعب للغاية.
وأضاف إن أخاه لا يزال يعاني من آلام شديدة بجميع أنحاء جسده ولا يستطيع المشي إلا بوساطة كرسي متحرك وتلازمه أسطوانة الأكسجين بشكل دائم لمساعدته على التنفس، وحركة أطرافه باتت ضعيفة جداً، ومؤخراً قام أطباء الاحتلال بزيادة جرعة الأدوية التي تُعطى له، لأن جسده أصبح في الفترة الأخيرة لا يستجيب لكمية الأدوية المقدمة له سابقاً.
وأكد: هناك مماطلة حقيقية من إدارة سجون الاحتلال بإجراء الفحوصات اللازمة له ومتابعة جلسات العلاج الكيميائي، مشيراً إلى أن ناصر ينتظر منذ فترة طويلة تحويله لإجراء صورة للدماغ (صورة MRI)، وحالته الصحية لا تحتمل التأجيل والتأخير بإجراء الفحوصات وتلقي العلاج اللازم.
من جهته، حذر نادي الأسير من أن سلطات الاحتلال تنفّذ عملية قتل بطيء بحقّ الأسير أبو حميد، القابع في سجن “عيادة الرملة” بوضع صحيّ بالغ الخطورة، رغم حاجته الماسّة لأن يكون تحت إشراف طبي في المستشفى.
وأوضح نادي الأسير، أن المعطيات المتعلقة بقضية الأسير أبو حميد منذ أن اكتشفت إصابته بالسرطان العام الماضي وحتّى الآن، تؤكّد أن إدارة سجون الاحتلال نفّذت جريمة بحقّه على مدار السنوات الماضية وتصر على الاستمرار في استكمال الجريمة، عبر جملة من الأدوات الممنهجة التي تندرج ضمن جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، والتي أدت إلى وصوله إلى هذه المرحلة الخطيرة والحرجة.
ولفت نادي الأسير، إلى أنّ هناك محاولات تجري على الصعيد القانوني للإفراج عنه، وذلك رغم ما أثبتته التجارب السّابقة من أن المسار القانوني قلما أدى إلى الإفراج عن أسير مريض وصل إلى الحالة الصحية التي وصل لها ناصر اليوم، خاصة أنّه محكوم بالسّجن مدى الحياة.
وتابع نادي الأسير إنّ قضية الأسير أبو حميد الذي أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أكثر من 30 عاماً، بحاجة إلى تدخل على مستويات عدة قبل فوات الأوان.
وذكر نادي الأسير أن أبو حميد من بين 22 أسيراً يواجهون الإصابة بالسرطان، وهم من بين 600 أسير مريض بينهم 200 أسير يواجهون أمراضاً مزمنة.
ودعا نادي الأسير إلى تفعيل الجهود الشعبية والفعاليات الوطنية كافة لدعم الأسير أبو حميد ورفاقه كافة في سجون الاحتلال.
يذكر أن الأسير أبو حميد من مخيم الأمعري بمدينة رام الله، معتقل منذ العام 2002 ومحكوم بالسجن سبعة مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة، وكان قد تعرض منزلهم للهدم عدة مرات على يد قوات الاحتلال آخرها خلال العام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم عدة سنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.