يزور بلادنا والمنطقة الرئيس باراك أوباما خلال أيام معدودة، زيارة شغلت وسائل الاعلام، وكانت موضع نظر المحللين وتحليلاتهم، وتكهنات، وقراءات تراوحت بين الاستحسان والاستهجان.
والزيارة مرحب بها من قبل القيادة الفلسطينية، اذ ان التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني على قاعدة التمسك بحقوقنا لم يتوقف، وتوجهنا الى المجتمع الدولي، والى القوى المؤثرة والفاعلة في السياسة الدولية مستمر ومتواصل، واللقاء مع الرئيس باراك أوباما ومع الادارة الاميركية لم ينقطع، ولدى الادارة معرفة تامة بما يريده الفلسطينيون، كما انها تعلم علم اليقين ان القضية الفلسطينية هي جوهر ولب الصراع في الشرق الاوسط، وان الحل العادل للقضية وقيام دولة فلسطينية مستقلة والقدس عاصمة لها مصلحة فلسطينية، ومصلحة دولية من اجل توطيد الأمن والسلم الدوليين.
ويأتي الرئيس أوباما لزيارة بلادنا بعد مستجدات ونجاحات وخطوات قانونية حققها الشعب الفلسطيني بذهابه الى الأمم المتحدة، وحصوله على عضوية دولة بصفة مراقب بتصويت غالبية عظمى من دول العالم ومن مختلف القارات الى جانبه، وفي القانون الدولي، والشرعية الدولية، فان الوضع القانوني لفلسطين هو وضع دولة تحت الاحتلال وليس أرضاً متنازعاً عليها. والقيادة الفلسطينية لا تخضع لأي املاء، والرئيس ابو مازن ذهب الى الأمم المتحدة ومضى قدماً في هذا الاتجاه على الرغم من الضغوط، ونجح في مسعاه لانه كان يصغي الى صوت شعبه، والى المصالح العليا لقضيته، دون ان يصغي للتحذيرات والضغوط. لذا، فان القيادة ترحب باللقاء بالرئيس باراك أوباما وبأي مسؤول اميركي أو دولي للحوار معه انطلاقاً من تمسكنا بحقوقنا وأهدافنا وتطلعاتنا الى حل عادل، والى وقف فوري للممارسات الاسرائيلية العدوانية تجاه مصادرة أرضنا، ومحاولة تهويد القدس، والتنكيل بأسرانا في سجون الاحتلال.
ان صرخة الحرية في العالم العربي، يتردد صداها في فلسطين، فلا حرية حقيقية، ولا ديمقراطية ولا استقرار في الشرق الاوسط دون حل عادل وشامل للقضية من جوانبها كافة.
ولعله من المبكر تقييم نتائج زيارة الرئيس أوباما، ولا شك في ان نتائج الزيارة للمنطقة ستكون موضع دراسة على الصعيدين الرسمي والشعبي، وسنستخلص منها العبر سلباً أو ايجاباً.
الحياة الجديدة .