غزة/ غادر قطاع غزة عبر معبر رفح البري وفد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، الذي ضم عضوي المكتب السياسي سلطان شعبان ورزق النمورة.
وكان الوفد قد مكث مدة أسبوع في غزة، التقى خلاله القوى السياسية والفصائل الفلسطينية في اجتماعات ثنائية وأخرى موسعة، بحث فيها جملة الأوضاع التي تعيشها الساحة الفلسطينية، وسبل تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام، كما قام بجولات عديدة في أنحاء القطاع، اجتمع خلالها بقيادات اللجان التنظيمية والنقابية للجبهة، واختتم الوفد زيارته باجتماع تقييمي لمجمل الأوضاع مع أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية المتواجدين في قطاع غزة.
ودعا وفد الجبهة إلى توفير عوامل النجاح للجهود التي تبذل لطي صفحة الانقسام، وطالب بتغليب المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وقال أن المخاطر والتحديات التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية تتطلب تجاوز الخلافات والابتعاد عن كل ما من شأنه توتير الأجواء الداخلية زيادة فجوة الانقسام.
مطالبا بالكف عن التلاسن والتراشق الإعلامي وكيل الاتهامات المتبادلة، وشدد على ضرورة تسهيل عمل لجنة الانتخابات المركزية لاستكمال تحديث السجل الانتخابي تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والاسراع في اعلان حكومة الوفاق الوطني للشروع في الاعداد للانتخابات وإعادة اعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي.
وقال شعبان أنه لمس حرص كافة القوى السياسية على تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، ودعا إلى تقبل الاختلافات في الرأي وحل التناقضات الداخلية بالحوار ولغة العقل.
وشدد على ضرورة صون الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان في المجتمع الفلسطيني، وطالب بإغلاق ملف الاعتقال السياسي واحترام حرية المشاركة السياسية للجميع.
وأدان شعبان التصعيد العسكري الخطير للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إن جرائم الاحتلال وعدوانه لن يرهب شعبنا ولن يثنيه عن مواصلة نضاله حتى يحقق كامل أهدافه الوطنية في العودة والحرية والاستقلال. ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته وحماية الشعب الفلسطيني، والتدخل الفاعل لوقف العدوان وفك الحصار عن شعبنا، وإجبار حكومة الاحتلال على الالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية، والكف عن التعامل مع اسرائيل كدولة فوق القانون، وطالب منظمات حقوق الإنسان بتوثيق جرائم الاحتلال والعمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية.
من جهته ثمن النمورة صمود الشعب الفلسطيني، وحذر من مخاطر استمرار العدوان وفرض الحصار على قطاع غزة، وقال أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من انقسام داخلي وتصعيد للعدوان الإسرائيلي ستؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة واشتعال انتفاضة شعبية ثالثة لن يستطيع أحد توقع نتائجها وتداعياتها.
ودعا النمورة إلى إعادة الاعتبار للفعل الشعبي، وقال أن تفعيل وتطوير أشكال وأساليب المقاومة الشعبية ضرورة وطنية لحشد كافة طاقات وامكانات شعبنا في معركته الحقيقية مع الاحتلال.
ودعا النمورة جماهير شعبنا وقواه السياسية إلى الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في شتى أماكن تواجده، ودعمها في نضالها السياسي من أجل العودة والحرية ونيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وثمن عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئولها التنظيمي في قطاع غزة زيارة الوفد، وقال أنها تأتي في إطار الإطلاع على معاناة شعبنا في القطاع، واللقاء مع القوى السياسية لبحث سبل دفع عملية المصالحة وإنهاء الانقسام، وأضاف قديح أن الوفد اطلع على نشاطات وفعاليات الجبهة في القطاع، واستمع لتوصيات اللجان التنظيمية والنقابية، وبحث سبل تطوير كافة جوانب العمل التنظيمي في القطاع، ودعا قديح إلى تكرار تلك الزيارات وتبادلها لما لها من أثر إيجابي على كافة الصعد.