الايام – حسن جبر:”لقد دمروا كل شيء”.. بهذه العبارة لخص المواطن إياد عبد الحكيم (40 عاماً) الخراب الذي ألحقته قوات الاحتلال بقرية وادي السلقا، شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
وقال بحزن: “لقد دمروا نحو 99% من المنازل والمنشآت الزراعية والأشجار في هذه القرية بعد أيام على توغل قوات الاحتلال فيها، بعد أن طردت السكان وأجبرتهم على الرحيل عنها”.
وأكد عبد الحكيم أن ما تبقى من أبنية غالبيتها لا تصلح للسكن أو تحتاج إلى عملية ترميم كبيرة.
وكان المواطن عبد الحكيم قد سارع إلى القرية بمجرد أن أعلنت قوات الاحتلال أنها انسحبت من المكان، ليتفاجأ بحجم الدمار الهائل في المكان.
وقال: لا أملك خياراً آخر. سأبدأ بتنظيف ما أستطيع من المنزل الذي لحق به دمار هائل.
وأضاف: كان منزلنا يتكون من أربعة طوابق. تم تدمير الطابق العلوي منه بفعل القذائف في بداية الحرب، وخلال التوغل الأخير تم تدمير الطابقين الثاني والثالث، وإلحاق أضرار كبيرة في الطابق الأول.
ولا يملك المواطن عبد الحكيم أي خيار آخر سوى العودة إلى منزله إذا توقفت الحرب، والعيش بجوار الركام والدمار الكبير الذي لم يقتصر على البيت فقط، بل شمل قطعة الأرض التي تملكها العائلة هناك.
وكان أكثر من 30 مواطناً يعيشون في المنزل قبل تدميره، وهم لا يملكون أي خيار آخر.
وبيّن أن الخوف والحزن يسيطران على جميع سكان القرية الذين عادوا لتفقد منازلهم المدمرة، مضيفاً: الجميع يشعرون بخوف شديد ولا ينامون في المنطقة ويتركونها مع ساعات المغرب، ويلجؤون إلى مراكز الإيواء ومنازل الأقارب والأصدقاء.
ووصف حال المواطنين، أثناء عودتهم إلى قرية وادي السلقا، قائلاً: من مسافة بعيدة رأينا الدمار في كل مكان، وهناك عرفنا أن غالبية منازل القرية دمرت، وأن عدداً كبيراً منها لم يعد له أثر.
وتابع: هناك عدد كبير من السكان لم يجدوا أي أثاث أو ملابس بعد أن تم سحبها إلى مسافات بعيدة وإهالة التراب عليها.
ولم يقتصر التدمير الواسع على منازل القرية، بل شمل الأشجار والأراضي الزراعية التي كانت تعتبر مصدر الدخل الرئيس للمواطنين الذين يعملون في الزراعة، ويعتمدون بشكل يومي على ما تنتجه الأرض من محاصيل.
وبعد أن صمت قليلاً، أشار إلى أن “غالبية أشجار الزيتون في القرية تم اقتلاعها وتدميرها بشكل تام، لتضيع معالم المنطقة بين الركام وأكوام التراب”.
يشار إلى أن قرية وادي السلقا يطلق عليها بعض المواطنين قرية أبو العجين نسبة إلى إحدى عائلات القرية المتواجدة فيها منذ القدم. وكان يقطن في القرية ما يزيد على أربعة آلاف مواطن كانوا يعملون في الزراعة أو في حرف أخرى خارج القرية، التي تمتد من شارع صلاح الدين غرباً حتى حدود غزة مع الخط الأخضر.
وطوال سنوات الاحتلال لم تسلم قرية وادي السلقا من اعتداءات الاحتلال، لكن هذه الاعتداءات زادت وتيرتها خلال حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة منذ قرابة الـ11 شهراً.
وشدد المواطنون في “وادي السلقا” على أن القرية لم تعد مكاناً مناسباً للعيش، حتى وإن توقفت الحرب، بعد أن فقدت كل مقومات الحياة من تجريف آبار المياه والمزروعات والأشجار والأبنية.