غزة – خليل الشيخ – “الأيام الالكترونية”: أجمع عدد من أصحاب صالات الأفراح، أن موسم الشتاء الحالي من أكثر المواسم التي شهدت ركوداً مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.
وقالوا: إن ضعف حالة الإقبال على استئجار الصالات خلال الشتاء الحالي جاء امتداداً للصيف المنصرم، والذي شهد تذبذباً في مستوى الإقبال، مقارنة بالأعوام الماضية التي شهدت إقبالاً كبيراً وصل إلى حد الحجز بشكل يومي على مدار الشهر.
وأوضحوا: أن صالاتهم تشهد رواجاً خلال الفترة الواقعة بين شهري حزيران وأيلول، فيما ينخفض الإقبال عليها في الربيع والخريف، أما في الشتاء فينخفض الإقبال عليها إلى مستويات متدنية جداً.
وأشار عدد منهم وفق ما نشرت “الأيام” في عددها الصادر اليوم، إلى أنهم اعتادوا ضعف الإقبال على حجز صالاتهم خلال فصول الشتاء الماضية، لكنهم أبدوا تذمرهم من أن الانخفاض في هذا الخريف فاق التوقعات.
فيما أشار أصحاب صالات أخرى إلى أن صالاتهم محجوزة لمرتين أسبوعياً خلال شهري كانون الأول والثاني القادمين، وهو ما يُعد تميزاً نسبياً عن الصالات الأخرى.
قال خالد الطيب صاحب صالة “الطيب” في جباليا: “صحيح أن فصل الشتاء غالباً ما يشهد ركوداً نسبياً، لعدة أسباب، لكن الواقع يشير إلى أن هناك حجوزاً تتراوح بين مرتين لثلاث أسبوعياً خلال الشتاء الحالي”.
واعتبر أن ذلك ناجم عن عدة تسهيلات تقدمها إدارة صالته للمواطنين، لمواجهة حالة الركود.
وأوضح، أنه خفض ثمن استئجار الصالة من ألف إلى 500 دولار، مشيراً إلى أنه يقلل إلى حد كبير نسبة الربح.
وقال “الطيب”: إن واقع عمل الصالات وطبيعة الإقبال عليها يختلف من حيث جودة الصالة ونسبة الامتيازات فيها من جهة، ومن جهة أخرى المكان والزبائن.
وقال محمد الضابوس صاحب صالة “قصر الورود” بمدينة غزة، إن الأوضاع بشكل عام صعبة بالنسبة لعمل صالات الأفراح طيلة العام، لكن ما يميز عملها هو إمكانية زيادة الإقبال عليها في فصل الصيف، نظراً لكثرة المناسبات خلاله سواء المتعلقة بالزواج أو حفلات التخرج والمؤتمرات.
أضاف: “بالنسبة للمناسبات في الشتاء فتكاد تكون معدومة، رغم التخفيضات التي تجريها إدارة الصالة على الأسعار في كانون الأول وكانون الثاني، لكن يمكن تجاوز الأزمة عبر تخفيض الأسعار لأقل من 50% أحياناً وتقديم امتيازات أخرى للزبائن كالهدايا ومنح تصوير مجاني وما شابه”.
بدوره، اعتبر فوزي الكحلوت صاحب صالة “الأورينت” بغزة، أن عمل صالات الأفراح هو جزء من واقع الحال في قطاع غزة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، نافياً أن تكون منفصلة عن باقي القطاعات نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة.
وقال لـ”الأيام”: “فصل الشتاء يفاقم هذه الأوضاع الصعبة، فمن جهة نلاحظ عزوف الناس تدريجياً عن إقامة أفراحهم في الشتاء، ومن جهة الظروف الاقتصادية تزداد صعوبة لاسيما في فصل الشتاء”.
ورش ومؤتمرات
على الصعيد ذاته، يحاول أصحاب الصالات معالجة الركود في صالاتهم، عبر زيادة التنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية لعقد مؤتمراتها وورش العمل والندوات في الصالات، حيث يتم تحويلها نهاراً إلى قاعات عمل.
قال “الطيب” في معرض حديثه، إن ركود العمل يدفعنا لتسهيل وتنسيق الصالة لتتلاءم مع طبيعة المؤتمرات، مشيراً إلى أنه يتم تزويد الصالة بأدوات وأجهزة صوت وكاميرات وملاءمة الأثاث فيها على شكل ندوات وورش عمل.
أضاف، إن ذلك قد يعوض حالة الركود في الشتاء، لكنه لن يكون بديلاً عن إقامة حفلات الأفراح فيها، لأنها أقيمت في الأصل للأفراح، منوهاً إلى أن طبيعة المؤتمرات تجري في صالات أو قاعات تعود ملكيتها لمؤسسات أهلية.
ويعول أصحاب الصالات التابعة للجمعيات والمؤسسات الأهلية كثيراً على استخدام صالاتهم لإقامة ندوات وورش عمل قد تعود على المؤسسات بربح معقول يسهم في توفير مدخول مادي على المؤسسة ذاتها.
وتحرص غالبية المؤسسات التي تتلقى تمويلا دوليا لإنشاء مقرات لها في قطاع غزة، على تزويدها بصالات وقاعات اجتماع كبيرة يتم استخدامها في الأفراح والمؤتمرات.
وأشار صاحب صالة قصر الورود، إلى أن إدارة صالته تعول كثيراً على استخدامها في تنظيم حفلات ومناسبات عائلية خاصة وأخرى عامة، فضلاً عن استخدامها في تنظيم المؤتمرات إما الفصائلية أو المؤسساتية.
وأضاف: في مقابل ركود العمل في فصل الشتاء فإن شهر كانون الثاني من كل عام قد يشهد نشاطاً ملموساً في تنظيم مؤتمرات ختامية لمشاريع تنظمها مؤسسات دولية في قطاع غزة.
وهو ما أكده عدد آخر من أصحاب الصالات في مختلف المناطق.
أسعار مرتفعة
على الصعيد ذاته، اشتكى مواطنون من ارتفاع تأجير صالات الأفراح، مشيرين إلى أن ذلك يزيد من أعباء وتكاليف الزواج.
وتتراوح أسعار قاعات الأفراح في قطاع غزة ما بين (800 إلى 1800 دولار) وتختلف وفق عدة معايير أبرزها مكان القاعة وسعتها، ونوعية الضيافة، إضافة إلى نظافتها وامتيازاتها المختلفة.
قال الشاب ياسر حمدونة (25 عاماً) إنه كان يفضل إقامة زواجه في المنزل، لتفادي تكاليف استئجار صالة أفراح، لافتاً إلى أن دفع مبلغ لا يقل عن ألف دولار يشكل عبئاً مادياً كبيراً عليه.
من جانبه، قال المواطن محمود ياغي (57 عاماً) من بيت لاهيا، إنه لم يتمكن من تزويج ابنيه خلال الصيف الماضي بسبب ارتفاع إيجار الصالات، موضحاً أن الشتاء أقل وطأة بالنسبة له.
وأضاف لـ”الأيام”: رغم التخفيضات التي يقدمها أصحاب صالات الأفراح في الشتاء إلا أنه غير موافق على إقامة “العرس” في الشتاء بسبب عدم ملاءمة أجوائه للاحتفالات التي سيقيمها لمناسبة زفاف ابنيه.
قيود وشروط
من جهة أخرى، قال مواطنون، إن استئجار الصالة لليلة واحدة قد يكون مقبولاً رغم ارتفاع التكاليف، لكن تأجيرها لليلتين أمر مبالغ فيه.
وقال المواطن رأفت حسين (30 عاماً) من مخيم جباليا: “أحياناً يضطر المواطنون لاستئجار صالة لإقامة حفلات الشباب لظروف منعتهم من إقامتها في الشارع، مضيفاً: “هذه الأسباب إما عائلية لوفاة شخص من الجيران، أو لرفض جهات أمنية (الشرطة) منح ترخيص بسبب ضيق المكان”.
وعبر حسين عن استهجانه لما سماه قيام بعض أصحاب الصالات باستغلال مثل هذه الظروف وإلزام المواطنين بأسعار مرتفعة.
وحول ذلك رفض صاحب صالة “الطيب” اتهام أصحاب الصالات بالاستغلال، مؤكداً أن الظروف الاقتصادية الراهنة تمنعهم من استغلال حاجة المواطنين.
وأكد بعض أصحاب الصالات أن الزيادة الكبيرة في أعداد الصالات ساهمت بشكل كبير في ارتفاع التنافسية بينها، واضطر إداراتها إلى تخفيض الأسعار ومحاولة زيادة امتيازاتها وتحسين مستوى الخدمات المقدمة فيها.
تردي الأوضاع الاقتصادية ينعكس سلباً على صالات الأفراح في غزة

Leave a comment