غزة: اتفقت لجنة الانتخابات المركزية مع إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة يوم أمس على أن تباشر عملها من جديد في القطاع، وذلك في الوقت الذي لم تتمكن فيه الفصائل الفلسطينية بحسب موعد محدد سابق من الاجتماع في العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس للشروع في حوارات حول تشكيل حكومة التوافق.
وأعلن الدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات الذي وصل أمس لغزة قادما من الضفة الغربية أنه اتفاق مع هنية عقب لقاء جمعهما بمكتب الأخير أنه تم حل 99 بالمئة من المشاكل المتعلقة بتسجيل الناخبين، وقال أن لجنته ستشرع بعملية تحديث سجل الناخبين خلال أيام.
واتفقت حركتا فتح وحماس في القاهرة يوم 17 الجاري على أن يدعو هنية لجنة الانتخابات للقدوم إلى غزة للبدء في مزاولة عملها بتحديث سجل الناخبين من جديد قبل يوم 30 الجاري.
وأوضح ناصر أنه سيلتقي مع الفصائل الفلسطينية لترتيب العملية، إضافة إلى لقاءات ستعقدها مع وزارة التعليم بغزة التي ستفتح مدارسها أمام طواقم اللجنة للشروع بعملية التحديث.
إلى ذلك، أكد طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة أن لقاء هنية بلجنة الانتخابات كان إيجابيا، وأن هنية اتفق مع لجنة الانتخابات على تحديث سجل الناخبين في الموعد الذي تختاره.
وأشار إلى أنه تم إعطاء وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم التعليمات للتعاون مع اللجنة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل مهمتها، مبينا انه اتفاق على أن يكون عمل اللجنة بالتوازي بقطاع غزة والضفة الغربية، موضحا بأن اللجنة ستقوم بالإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، مشيرا إلى أن ذات الخطوات تتم كذلك في الضفة الغربية.
وأكد النونو على حرص حكومته على تنفيذ كافة خطوات المصالحة، بالتوازي والتزامن وفق ما تم التوافق في القاهرة.
لكن وعلى نقيض ما صدر من تصريحات متفائلة، فقد شكك ساسة ومسؤولون فلسطينيون في إمكانية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين فتح وحماس يوم 17 من الشهر الجاري بالقاهرة، في المنظور القريب، خاصة بعد أن تم تأجيل اجتماع للفصائل الذي كان مقررا أمس الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة، للإعلان عن انطلاق لجان المصالحة الخمس بأعمالها وفق التفاهم.
وبخلاف الاتفاق السابق بين فتح وحماس قبل أكثر من أسبوعين والذي نص على أن تشرع لجان المصالحة الخمس، وفي مقدمتها لجنة تشكيل حكومة التوافق أعمالها، بما في ذلك عودة عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة قبل حلول يوم الثلاثين من الشهر الجاري، لم تباشر هذه اللجان عملها سوى ذلك الاجتماع الذي عقدته لجنة الحريات في غزة.
وعلمت ‘القدس العربي’ من مصادر فصائلية متعددة أن اجتماع التنظيمات في القاهرة الذي كان مقررا أمس أجل إلى أجل غير مسمى، وذكر أحد المسؤولين إلى ان الراعي المصري لم يرسل بالأصل دعوات للفصائل للحضور إلى القاهرة.
ويرجح مسؤولون في الفصائل ان القاهرة ربما تدعو لاجتماعات للفصائل بعد شروع لجنة الانتخابات بممارسة عملها من جديد على الأرض في غزة، لكنهم رغم ذلك يقولون أن مصر ربما تغفل قليلا عن متابعة ملف المصالحة في الوقت الراهن بسبب المصادمات التي تشهدها المدن المصرية الآن، والتي أدت إلى إعلان الطوارئ في بعض المدن، بعد سقوط قتلى.
إلى ذلك، شكك مسؤول فلسطيني في إمكانية عقد الإطار القيادي المؤقت للشعب الفلسطيني الذي يضم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، والأمناء العامين للفصائل بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي اجتمعا له في يوم الثامن من الشهر المقبل كما كان مخططا له، في ظل بطء إجراءات تنفيذ تفاهمات المصالحة.
وكان من المفترض أن يتم الإعلان خلال اجتماع الإطار القيادي عن حلول للملفات الخمس التي تبحثها لفصائل، بما فيها الإعلان عن حكومة التوافق برئاسة الرئيس محمود عباس.
وطوال الأسابيع الأربعة الماضية، التي جرى فيها تحريك ملف المصالحة في مصر بعد توقف استمر لستة أشهر، تعامل الشارع الفلسطيني بحذر ولم يبد تفاؤلا كبيرا على خلاف المرات السابقة، وهناك خشية في الشارع أن تعود الأمور كما المرات السابقة إلى المربع الأول.
وقال يحيى رباح مسؤول الإعلام بحركة فتح في غزة أن تأجيل اجتماع القاهرة جاء بسبب التأخر في تنفيذ عدة نقاط من بنود المصالحة، وبسبب توتر الأوضاع في مصر.
وأوضح أنه كان من المقرر أن تجتمع اللجان المنبثقة عن حوارات القاهرة وتخرج بتوصيات حقيقة على الأرض، لـ ‘تكون نقطة انطلاق لتطبيق بنود المصالحة في اجتماع (الأربعاء)’، وبين أن هذه اللجان ‘لم تجتمع بالشكل العملي الفعال‘.
وحاولت حركة حماس التخفيف من لهجة التشاؤم حيال حوار المصالحة في أعقاب فشل عقد اجتماع الأمس بالقاهرة، وقال الناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري أن لقاء القاهرة بخصوص تشكيل حكومة التوافق ‘لم يتحدد بعد، وسيتم التواصل لتحديد الموعد‘.
وسبق اجتماع وفد لجنة الانتخابات الذي وصل أمس إلى القطاع بهنية، وأعلنت اللجنة أن عملية تحديث سجل الناخبين في الضفة الغربية وقطاع غزة ستتم في الفترة ما بين 9-16 فبراير المقبل.
وقالت اللجنة في بيان لها، مساء الثلاثاء، أن هذه العملية تستهدف بشكل أساسي الأفراد والفئات التي لم تسجل بعد، أي من بلغوا سن السابعة عشرة ولهم الحق بالتسجيل، وكذلك المواطنين غير المسجلين من قبل ويرغبون بالتسجيل حاليا، إضافة إلى المواطنين المسجلين في سجل الناخبين الذين غيروا مكان إقامتهم، في الضفة الغربية وقطاع غزة والذين يحملون هوية رسمية أو وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية.
وذكرت أنها ستقوم بمعالجة وتنقيح البيانات بسجل الناخبين للفئات الحاملة جوازات سفر أجنبية أو وثائق رسمية.
لكن حكومة حماس بغزة وعلى لسان الناطق باسمها طاهر النونو استغربت تحديد موعد لبدء تسجيل الناخبين قبل لقاء اللجنة بهنية.
وقال النونو في تصريح صحافي ‘نخشى أن يرخي هذا الأمر بظلال سلبية على اللقاء الذي يعقد بغزة، والذي يأتي بدعوة ومبادرة من رئيس الوزراء‘.
وكان هشام كحيل المدير التنفيذي للجنة الانتخابات قال ان لجنته ستحاول في فترة ثلاثة أسابيع، تجهيز جميع مكاتبها وحملات التوعية، لمباشرة عملها في تحديث السجل الانتخابي، موضحاً أن اللجنة تحتاج لـ 522 موظفا للعمل بغزة.
وقدمت اللجنة إلى قطاع غزة بعد الاتصال الذي أجراه هنية بناصر الأسبوع الماضي، حيث دعاه وقتها للحضور إلى غزة؛ من أجل التباحث بشأن السجل الانتخابي.
‘القدس العربي’ من أشرف الهور.