الناصرة /أفادت الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، أن الأسير الفلسطيني ماهر عبد اللطيف يونس، والذي يقبع في سجون الاحتلال منذ أكثر من ثلاثين عاما، دخل في إضراب مفتوح عن الطعام تحقيقا لأبسط حقوقه الإنسانية كأسير والتي حرمته منها السلطات الإسرائيلية، حيث يقبع في زنزانة تفتقر إلى المقاييس التي حددتها الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، كما أنه لم يتمكن من لقاء أمه دون حاجز زجاجي منذ ثلاثين عاما، ولم تمنحه إسرائيل أيا من الامتيازات التي تمنحها لنظرائه من السجناء الإسرائيليين، منذ أن سُجن عام 1983.
وأوضحت الشبكة الأوروبية في بيانها، أنّ عدد الأسرى الفلسطينيين من فلسطين 1948 يتراوح بين 90 إلى 100 أسير، وأن 14 أسيراً منهم قضى أكثر من عشرين عاما داخل زنازين الاحتلال. وأنه إلى جانب الأسير ماهر يونس، هناك ابن عمه كريم يونس الذي أتم 31 سنة بالإضافة إلى الأسيرة لينا جربوني المعتقلة منذ 11 عاما، وهي أقدم الأسيرات الفلسطينيات.
وأكدت الشبكة الأوروبية، في بيانها على الازدواجية في تعامل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع أسرى فلسطين 1948، فبينما ترفض الموافقة على إدراجهم في صفقات تبادل الأسرى بحجة أنهم مواطنون يحملون الجنسية الإسرائيلية، تقوم في ذات الوقت بحرمانهم من الحقوق التي يتمتع بها السجين اليهودي حامل الجنسية الإسرائيلية. حيث تحدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدة سنوات الأحكام الواقعة على السجناء اليهود، كما يتم الإفراج عنهم قبل انقضاء المدة، ويتمتعون بمزايا من مثل إمكانية مغادرة أسوار السجن شهريا لمدة 73 ساعة، والسماح لهم بالذهاب لمنازلهم في الأعياد الرسمية وفي المناسبات الخاصة للمشاركة في أفراح وأتراح ذويهم، و سهولة التواصل مع أهلهم يوميا عبر الهاتف في أي وقت، وهي أمور مناقضة لسلوك دولة الاحتلال مع الفلسطينيين الذين يحملون جنسيات إسرائيلية، حيث لا يمتعون بأي من الحقوق سالفة الذكر، ويتم التعامل معهم على أساس سجناء درجة ثانية، فلم تسمح للكثير منهم ممن فقدوا أحد والديهم من المشاركة في وداعه، ولا تسمح للأسير بلقاء أهله دون جدار زجاجي عازل، ولا يتم تحديد سنوات الأحكام المؤبدة.
ونوهت الشبكة الأوروبية، إلى أن أغلب الأسرى الفلسطينيين من أراضي فلسطين 1948 يقبعون في قسم 4 بسجن نفحة الصحراوي، وهو القسم الأسوأ في السجن، حيث يوضع كل 10 أسرى داخل زنزانة لا تتجاوز مساحتها 24 متر مربع، تفتقر إلى تهوية كافية وتصل فيها درجات الرطوبة إلى مستويات عالية. مما يزيد من معاناة الأسرى الصحية. التي تصل إلى أدنى دراجاتها، بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها مصلحة السجون الإسرائيلية. والتي أدت إلى استشهاد أحد أسرى الداخل وهو الأسير سلمان درارجة. وأضافت الشبكة أن أغلب قدامى أسرى فلسطين 1948 إن لم يكن جميعهم، يعانون من أمراض مثل السكري والضغط والقلب والشرايين والكلية. ولخصت الشبكة في بيانها أهم الانتهاكات المخالفة للقوانين الدولية ، التي يتعرض لها أسرى الداخل بشكل خاص والأسرى الفلسطينيين على وجه العموم كالتالي: الإقتحامات الليلية المتكررة لغرف السجن، وإجبار الأسرى على التعري بشكل كامل، و فرض غرامات مالية باهظة ومنعهم من الخروج من الزنزانة والتواجد في ساحة السجن وحرمانهم من الزيارات لأسباب مجحفة، كأن يتأخر الأسير دقيقة واحد أو اقل عن حضور طابور العد الصباحي. إضافة إلى الإهمال الطبي، الإهمال في نظام التغذية الصحي، حرمان الأسرى من ممارسة شعائرهم الدينية وحقهم في التعليم ،وليس أخيرا استخدام العنف المفرط والاعتداء الجسدي عليهم. وأكدت الشبكة الأوروبية أن هذه الانتهاكات، تتضمن مخالفات صريحة للاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الأسرى والسجناء، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة، والتي وقعت عليها إسرائيل ولم تلتزم بها. وأكّد محمد حمدان، رئيس الشبكة الأوروبية على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي نحو الضغط على إسرائيل من أجل تفعيل المواثيق الدولية التي تضمن حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وطالب المنظمات الأممية بفتح تحقيقات ميدانية بخصوص هذه الانتهاكات، تفضي إلى رفع توصياتها للجان المعنية في الأمم المتحدة ، التي آن لها أن تخرج من حالة صمتها عن هذه الانتهاكات بحق شريحة من البشر.
القدس العربي – زهير أندراوس.
تقرير الشبكة الاوروبية يؤكد على معاملة الاحتلال لسجناء الـ48 كأسرى درجة ثانية ويضعهم في أسوأ زنزانة في سجن نفحة الصحراوي

Leave a comment