غزة / أوضح تقرير إحصائي أصدره مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة حول حصيلة الضحايا والخسائر المادية التي لحقت بالمدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي ‘عامود السحاب’ الذي شنته قوات الاحتلال ضد القطاع في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن الأطفال كانوا من اكثر المتضررين خلال تلك الحرب، واتهم المجتمع الدولي بـ ‘العجز’ عن القيام بواجباته تجاه حماسة المدنيين الفلسطينيين.
وبين التقرير الذي استعرض الانتهاكات الإسرائيلية والضحايا والخسائر التي لحقت بالمدنيين وممتلكاتهم وخاصة الانتهاكات التي وقعت للأطفال ان عدد الشهداء بلغ 168 شهيدا، من بينهم 34 طفلا، إضافة إلى إصابة 446 طفلا، وبين التقرير الذي جاء بمشاركة من مؤسسة إنقاذ الطفل أن عدد الأطفال ممن فقدوا أحد الوالدين بلغ 260 طفلاً.
وأوضح أيضا أن قوات الاحتلال هدمت ودمرت خلال تلك الحرب 2153 منزلاً من بينها 133 منزلاً بشكل كلي، وأن عدد المهجرين قسرياً جراء هدم وتدمير المنازل بلغ 20925 من بينهم 9259 طفلاً.
وكانت إسرائيل شنت يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) حربا على قطاع غزة أسمتها ‘عامود السحاب’ بدأتها باغتيال أحمد الجعبري قائد أركان حركة حماس، وانتهت الحرب يوم 21 من ذات الشهر أي بعد ثمانية أيام، بوساطة مصرية أفضت إلى تهدئة تنص على وقف الهجمات المتبادلة.
وخلال تلك الحرب شنت قوات الاحتلال مئات الغارات الجوية، وهدمت بيوتا فوق رؤوس ساكنيها، وهي الأعنف التي يشهدها القطاع منذ حرب ‘الرصاص المصبوب’ قبل أربعة أعوام.
وأشار التقرير إلى استمرار تحلل قوات الاحتلال من التزاماتها القانونية والأخلاقية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ولاسيما اتفاقية حقوق الطفل، وأظهرت تناقضا واضحاً بين الالتزامات التي يجب على قوات الاحتلال احترامها، وبين الممارسة على الأرض التي تشير إلى تحلل تلك القوات من التزاماتها، وارتكابها انتهاكات جسيمة ومنظمة ترقى لمستوى جرائم الحرب.
واستنكر مركز الميزان استمرار وتصاعد الانتهاكات الموجهة ضد المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة وخاصة الأطفال الفلسطينيين، كما استنكر استمرار القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على السكان في إطار الحصار الشامل الذي ينتهك القانون الدولي، وتكرار استهداف المدارس والمنازل السكنية وغيرها من المرافق والمنشآت المدنية.
وأكد المركز الحقوقي أن انتهاكات إسرائيل تمثل ‘انعكاساً طبيعياً لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص’.
وجاء في التقرير أن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات فاعلة ‘شجع ـ ولم يزل – تلك القوات على مواصلة انتهاكاتها’.
وطالب بإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي ميزت سلوك المجتمع الدولي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
القدس العربي – أشرف الهور.