الناصرة / كشف مراسل موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت في واشنطن، كشف النقاب عن أنه في الوقت الذي كان فيه سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لاستقبال أولى طائرات F-35 والتي كان يعتبرها مستقبل هذا السلاح، أكد تقرير من وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) وجود العديد من المشاكل في هذه الطائرة، بحسب المصادر الأمريكية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، كما قال الموقع العبري.
ونتيجة لهذه المشاكل في الطائرة، فقد قررت وزارة الدفاع الأمريكية وقف استخدامها بعد مرور أسبوع واحد على تحليقها، علاوة على ذلك، أكد المراسل الإسرائيلي في تقريره على وجود خطورة كبيرة في استخدام هذه الطائرة نتيجة للعديد من المشاكل الفنية فيها، والتي ستضعف قدرتها القتالية ما يزيد من احتمالات سقوطها، وعدم قدرتها على خوض معارك جوية ناجحة.
وأشار الموقع إلى أن تكلفة كل طائرة من هذا النوع يصل إلى 238 مليون دولار، وقبل ما يقارب السنتين قامت الدولة العبرية بالتوقيع على صفقة لشراء 25 طائرة من هذا النوع، وكان يفترض أن تبدأ إسرائيل بتسلم هذه الطائرات خلال عام 2016، وكانت ستعتمد على هذه الطائرات المقاتلة التي وصفتها بمستقبل سلاح الجو الإسرائيلي. وساق الموقع إن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إنها ستسمح للمقاتلات إف-35 باستئناف الطيران بعدما أمرت الأسبوع الماضي بتوقف كامل الأسطول الجوي.
وكانت الفحوص أظهرت تصدعًا في محرك إحدى مقاتلات إف-35، ما استدعى إيقاف جميع الطائرات حتى إشعار آخر. وقال ناطق باسم شركة برات اند ويتني المتخصصة في تصنيع محركات الطائرات إن المشكلة المكتشفة ناجمة عن بيئة التشغيل الفريدة، وليست عيبًا في تصميم هذه الطائرات.
وأضاف الناطق قائلا إن مكتب برنامج الطائرة اف-35 في وزارة الدفاع قرر إلغاء تعليق مؤقت لعمليات طيران الطائرة بعد إجراء اختبارات مكثفة على الجزء المتأثر من المحرك. ومضى الناطق قائلاً إن الطائرة ظلت تحلق في درجات حرارة مرتفعة بأربع مرات مقارنة بالرحلات العادية لطائرات إف-35. ومن المقرر تصنيع آلاف من طائرات إف-35 لفائدة الجيش الأمريكي وشركائه الأجانب. ويذكر أن البرنامج الخاص بكل طائرة من طائرات إف-35 هو أغلى برنامج في سلاح وزارة الدفاع الأمريكية، إذ تبلغ تكلفته نحو 400 مليار. إلى ذلك، قالت ‘هآرتس’ العبرية إنه في الخطط البعيدة المدى لسلاح الجو تحتل طائرات (أف 35) مكانًا مركزيا.
ولكن الطائرات الأولى من هذا الطراز لن تصل إسرائيل قبل نهاية العام 2016، وبعد سنتين من ذلك سيتم تشكيل أول سرب جوي. وتتركز المباحثات حاليًا حول السرب الجوي الثاني، حيث يعتقد سلاح الجو أنه حيوي، خاصة بعد أن حصل على موافقة رئيس أركان الجيش بني غنتس، لشملها في خطة لعدة سنوات، لافتةً في المقابل إلى التكلفة المادية للمشروع، حيث أن تكلفة 19 طائرة في السرب الجوي الأول تصل إلى 2.75 مليار دولار. ومع ذلك أشارت إلى أنه من الصعب تجاهل الادعاءات الأساسية الداعمة للمضي في المشروع، حيث أنه في الشرق الأوسط اليوم، وإلى جانب الدعم الأمريكي الذي يمول فعلا شراء الطائرات من أموال المساعدات الأمنية السنوية لإسرائيل، فإن سلاح جو إسرائيلي قوي هو الضمان الأفضل لبقاء إسرائيل.
في سياق متصل، قال المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس) العبرية، عاموس هارئيل، إن العام الماضي كان عام القوة الجوية في الجيش الإسرائيلي، وان الاحتمالات كبيرة بأنه يكون العام 2013 كذلك. وأشار إلى أنه لا جديد في ذلك، حيث أن القوة الجوية تبقى المدماك الأهم في القوة العسكرية لإسرائيل منذ عقود كثيرة، رغم أنه يبدو أنه حصل بعض التغيير في هذا التوجه، مثلما ينعكس ذلك في التصريحات العلنية للجيش، وساق قائلاً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي لعب مرة ثانية دورا مركزيًا في الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، التي أطلق عليها (عامود السحاب)، وفي الهجوم على قافلة السلاح في السودان، ويستعد لإيران، ويعمل على امتلاك طائرات حديثة (أف 35). وبحسب الكاتب، فإنه بعد 4 سنوات جاءت حملة (عامود السحاب)، ولكن، ولمفاجأة الكاتب، فإن الجيش عمل بطريقة 2006 بدلا من 2008، حيث شكك مسبقًا بجدوى العملية البرية، ويشير في الوقت نفسه إلى أنه على الجيش أن يعرض حلولا في عدة مجالات: الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي مقابل تسلح الدول العربية بأنظمة دفاعات جوية متطورة، وخاصة في سورية ولبنان، ومواجهة الزيادة الهائلة في القدرات الصاروخية للدول العربية، والحاجة للدفاع عن الأجواء الإسرائيلية من تهديدات جديدة مختلفة، مثل الصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار. وهنا يشير الكاتب إلى أنه في حال اندلاع حرب، فإنه، بحسب إيشيل، سيتم الاعتماد على توجيه ضربات جوية أقوى بكثير مما كانت عليه في السابق. وتابع أنه على الجيش أن يواصل الاستثمار في المنظومات الدفاعية، مثل القبة الحديدية وحيتس، أكثر من السابق، مشيرًا إلى أنه في كل الحالات سيكون الانتصار مختلفًا، حيث أنه لن يكون حسمًا يترك فيه العدو حذاءه أو يرفع العلم الأبيض، وإنما من خلال تفعيل قوة هائلة تخلق ردا وهدوءا مستمرا، حتى لو أطلق الطرف الثاني الصاروخ الأخير في الحرب.
ويجب أن تكون الحرب قصيرة قدر الإمكان، حيث أن الجبهة الداخلية ستجد صعوبة في الصمود لأسابيع كثيرة تحت الهجمات الصاروخية الثقيلة التي يطلقها العدو. وكتب أيضا أن سلاح الجو يعتمد في فرضياته على التحسن الكبير الذي أنجز في السنوات الأخيرة في القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية، والربط السريع بين المعلومات الاستخبارية وبين إطلاق النار، وحقق قفزة ملموسة بدأت بشدة إطلاق النيران الجوية وبمدى دقتها. كل هذه التطورات ذات صلة بالطبع ليس في المواجهة القادمة مع حزب الله أو حماس فحسب، إنما مع الإمكانية المركزية التي يستعد لها سلاح الجو في السنوات الأخيرة، وهي قصف المنشآت النووية الإيرانية.
القدس العربي .