عواصم – وكالات: اتسع نطاق الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب على غزة في العديد من الجامعات الأوروبية والأميركية، في حين بدأت سلطات العاصمة الأميركية بفك مخيمات المحتجين المؤيدين لفلسطين، في حرم جامعة جورج واشنطن، واعتقلت العشرات منهم.
ففي بريطانيا، يواصل طلاب جامعة كامبريدج لليوم الثالث اعتصامهم المفتوح؛ دعماً لفلسطين ورفضاً لما يصفونه بتواطؤ جامعتهم في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
ويطالب المعتصمون بالكشف عن الاستثمارات التي تخفيها الجامعة، وفق تعبيرهم، وسحب الاستثمارات في الشركات المرتبطة مع إسرائيل، ووضع سياسة أخلاقية جديدة للاستثمار.
ودعا طلاب الجامعة لدعم الطلاب الفلسطينيين، عبر تخصيص منح طلابيّة، والمساهمة في إعادة بناء جامعات قطاع غزة.
كما اتسع نطاق الاعتصام الذي ينظمه طلاب جامعة أوكسفورد تضامناً مع سكان قطاع غزة، حيث انضم إليه طلاب جدد في يومه الثالث.
ويقول الطلاب: إنهم مصممون على الاستمرار في احتجاجهم، حتى تلبية إدارة الجامعة مطالبهم بوقف الاستثمارات مع الشركات التي تساعد ما يصفونه بنظام الإبادة الجماعية في إسرائيل.
كما يواصل طلبة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن اعتصامهم أيضاً في الحرم الجامعي لليوم الثالث على التوالي؛ تضامناً مع فلسطين وسكان قطاع غزة.
ونصب طلاب الجامعة خيامهم في ساحة سمّوها المناطق المحررة من أجل غزة. ويتهم الطلبة جامعتهم بالتواطؤ في حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والاحتلال المتواصل للأراضي الفلسطينية.
وتعهد طلاب جامعة لندن بمواصلة اعتصامهم المفتوح حتى تستجيب الجامعة لمطالبهم، بفك جميع ارتباطاتهم المالية والأكاديمية مع المؤسسات والشركات التي تدعم الاحتلال.
وفي هذا الإطار، يعقد رئيس الوزراء، ريشي سوناك، اجتماعاً مع رؤساء الجامعات، اليوم، بعد وصول الاعتصامات الطلابية المؤيدة لفلسطين إلى نحو 15 حرماً جامعياً في المملكة المتحدة.
وفي فرنسا، نظم طلاب جامعة السوربون تظاهرة أمام مقرّ بلديّة باريس تطالب بإطلاق سراح 88 طالباً اعتقلتهم الشرطة، مساء أول من أمس، إثر فضّها اعتصاماً نظّمه طلبة مساندون للقضيّة الفلسطينيّة في مدرّجات جامعة السوربون؛ من أجل حمل إدارة الجامعة على قطع جميع علاقاتها الأكاديمية بمثيلاتها الإسرائيليّة.
وهتف المتظاهرون بشعارات تتهم إدارات الجامعات الفرنسية بالتواطؤ مع إسرائيل على جرائمها بحق الشّعب الفلسطيني. كما هتفوا بشعارات تتهم الغرب بخيانة قيم العدل والديمقراطيّة، والتورّط مع إسرائيل في ما وصفوه بجريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية.
كما شهدت جامعة كوبنهاغن في الدنمارك احتجاجات رافضة للحرب على غزة.
وفي النرويج المجاورة نظم طلاب في جامعات أوسلو وبيرغين وجنوب النرويج احتجاجات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ونصب الطلاب خيامهم عند مدخل المبنى الرئيس لجامعة أوسلو، وأمام مقر البرلمان الطلابي المشارك في الاحتجاجات، وطالبوا بالمقاطعة الدولية الشاملة للجامعات الإسرائيلية.
وفي مدريد اعتصم عدد من الطلبة ونصبوا خياماً عند مدخل المركب الجامعي “كومبلوتنسي” للمطالبة بوقف الحرب على غزة.
ويواصل طلاب جامعة “غنت” في بلجيكا اعتصامهم؛ للمطالبة بقطع العلاقات مع المؤسسات والمعاهد الإسرائيلية، وإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال منظمو الاعتصام: إنهم قرروا تحويل اعتصامهم إلى اعتصام مفتوح؛ للتصعيد والضغط على مجلس إدارة الجامعة الذي رفض، كما يقولون، الإفصاح عن شكل العلاقة القائمة مع إسرائيل حالياً.
وفي برلين، فضّت الشرطة الألمانية اعتصاماً طلابياً لدعم فلسطين في جامعة برلين الحرة. وشهد حرم الجامعة احتجاجات ضد الإبادة الجماعية في غزة بحق الفلسطينيين. ودعا الطلاب إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وطالبوا الحكومة الألمانية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب.
وفي العاصمة الأميركية، أخلت شرطة واشنطن مخيماً أقامه طلاب مؤيدون للقضية الفلسطينية في جامعة جورج واشنطن، أمس، بعد أن أوقفت عدة أشخاص فجراً.
وذكرت صحيفة “جي دبليو هاتشيت”، التي يديرها الطلاب، أنه بعد الرابعة صباحاً، اقتحم مئات الشرطيين ساحة الجامعة، وقاموا باعتقال طلاب واستخدموا رذاذ الفلفل.
وقالت شبكة “سي إن إن”: إن نحو 30 شخصاً اعتقلوا.
وانضم طلاب كلية الفنون وتصميم الأزياء التابعة لجامعة نيويورك إلى الاعتصامات المتضامنة مع غزة، حيث اعتقلت الشرطة الأميركية عدداً من الطلاب أثناء محاولتها إزالة مخيم أقاموه أمام الجامعة.
ووثق ناشطون اعتداء رجال الشرطة على بعض الطلبة أثناء اعتقالهم ومن بينهم أحد الصحافيين. وحاول الطلبة مواجهة عنف الشرطة بإقامة سلسلة بشرية أمامهم، كما سار متظاهرون آخرون في شوارع المدينة للانضمام إليهم بعد وصول الشرطة.
وفي البرازيل، بدأ طلاب في جامعة ساو باولو اعتصاماً مفتوحاً في حرم الجامعة؛ للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، وإنهاء ما وصفوه بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ونصب المعتصمون خياماً داخل حرم الجامعة، ورفعوا أعلام فلسطين وشعارات مؤيدة للحراك الجامعي في الولايات المتحدة ومختلف دول العالم.