الناصرة/ مد بنيامين نتنياهو الذي اضعفته الانتخابات التشريعية الثلاثاء في اسرائيل اليد الاربعاء لزعيم الوسط يائير لبيد ووعد بإعطاء الأولوية للشأن الاجتماعي، كما قد يضطر الى تقديم تنازلات في المسألة الفلسطينية، فيما اكد البيت الابيض بعد الانتخابات الاسرائيلية الدعوة لمحادثات مباشرة جديدة مع الفلسطينيين بشأن حل الدولتين.
وفي وقت لاحق امس رفض لبيد الاربعاء المشاركة في جبهة مشتركة تضم المعارضة اليسارية والوسطية ضد استمرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو في منصبه. وقال لبيد في مداخلة مقتضبة غداة الانتخابات التشريعية الاسرائيلية ‘سمعت كلاما عن كتلة (مناهضة لنتنياهو)، اقترح سحب هذه القضية من التداول. لن يكون هناك كتلة، هذا الامر لن يحصل’. وبذلك يعلن لبيد بوضوح نيته التحالف مع نتنياهو في الحكومة المقبلة.
وقال نتنياهو الذي يعتبر الخيار الاول لرئاسة الحكومة المقبلة ان ‘الاسرائيليين يريدون مني تشكيل حكومة ستسرع وتيرة ثلاثة تغييرات كبرى في السياسة الداخلية: مزيد من المساواة، مساكن اقل كلفة، وتغييرات في وسائل الحكم’.
واوضح في كلمة مقتضبة انه سيركز في اثناء المشاورات مع الاحزاب الاخرى لتشكيل الحكومة المقبلة ‘على هذه المبادىء الثلاثة’. وتابع ‘نريد اوسع حكومة ممكنة لتنفيذ هذه التغييرات الثلاثة لصالح شعب اسرائيل’.
وتتطابق اولويات نتنياهو الثلاث مع الخطوط العريضة لبرنامج لبيد، الصحافي السابق الذي احرز مفاجأة في استحقاق الثلاثاء وجعل من حزبه ‘يش عتيد’ (هناك مستقبل) الوسطي الذي تأسس قبل اقل من عام الحزب الثاني في البرلمان الجديد بعد فوزه بـ 19 مقعدا.
وحصلت الأحزاب العربية على 12 مقعدا: خمسة مقاعد للقائمة العربية الموحدة، وأربعة مقاعد للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وثلاثة مقاعد للتجمع الوطني الديمقراطي، ولم تصدر اي بيانات عن الاحزاب العربية بشأن توزيع الاسماء على المقاعد.
وبات لبيد في موقع الشريك المحتم في تشكيل اكثرية برلمانية، وهو يسعى الى تجنيد الشباب المتشددين دينيا في الجيش كون غالبيتهم تتمتع حاليا بإعفاء من الخدمة الالزامية.
وحصلت القائمة المشتركة لليكود برئاسة نتنياهو وحزب اسرائيل بيتنا برئاسة وزير خارجيته السابق افيغدور ليبرمان على 31 مقعدا مقابل 42 في الكنيست المنتهية ولايته، بحسب اللجنة الانتخابية.
وفازت كتلتا اليمين ويسار الوسط في اسرائيل بعدد متساو من المقاعد في الكنيست، كما اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية الاربعاء بعد فرز 99.5 بالمئة من الاصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء. وتعلن النتائج النهائية الخميس.
وفي ذات السياق نقل موقع ‘معاريف’ الالكتروني، عن مصادر رفيعة في حزب الليكود وأخرى في حزب ‘يش عتيد’ (هناك مستقبل) تأكيدها بأن رئيس الحزب الجديد لبيد سيتولى واحدة من الحقائب الوزارية الكبيرة والهامة ‘الخارجية، المالية، الجيش’.
وسبق لوزير ليكودي ان قال يوم الثلاثاء في حديقة المعارض بمدينة تل ابيب فور صدور النتائج الأولية ‘بكل تأكيد سيحمل لبيد واحدة من الحقائب الوزارية الهامة’.
ويبقى تعيين ليبرمان معلقا بنتائج المحاكمة وهل ستفرض المحكمة عليه وصمة العار ما يحول دون توليه منصبا وزاريا ام لا وحتى يحين هذا سيحتفظ نتنياهو لنفسه بوزارة المالية انتظارا لليبرمان العائد من ساحات القضاء.
ولبيد المبتدىء على الساحة الدولية يدعو الى احياء عملية السلام مع الفلسطينيين المعلقة منذ 2010 رافضا التنازلات بخصوص القدس الشرقية المحتلة.
وقال مئير كوهين الذي يشغل المركز الرابع على لائحة الحزب ‘لن نجلس في حكومة لا تتفاوض مع الفلسطينيين’.
واعربت باريس الاربعاء عن املها في ان تباشر الحكومة الاسرائيلية المقبلة ‘بشكل سريع جدا’ مفاوضات مع الفلسطينيين معتبرة ان 2013 يجب الا تكون ‘سنة فارغة بالنسبة للسلام’، فيما ذكرت واشنطن بتمسكها بحل دولتين.
لكن الفلسطينيين ما زالوا متشائمين حيال استئناف المفاوضات.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ‘لا اتوقع نشوء ائتلاف للسلام او معسكر للسلام’ في اسرائيل، مشيرة الى ان ‘فرص السلام لن تزيد فجأة بشكل كبير’.
وفي نيويورك، اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الثلاثاء ان ‘فلسطين مستعدة للعمل مع اي حكومة اسرائيلية تتألف شرط ان تحترم قرارات الجمعية العامة (للامم المتحدة) التي جعلت دولة فلسطين واقعا، اضافة الى حدود ما قبل العام 1967’.
ورأت صحيفة ‘هآرتس’ في افتتاحيتها ان ‘العزلة التي قاد نتنياهو وليبرمان اسرائيل اليها اقلقت الناخبين الذين يريدون علاقات جيدة مع الولايات المتحدة برئاسة باراك اوباما بدلا من المساكن الاضافية في المستوطنات والتهديدات بحرب ضد ايران’.
‘القدس العربي’ ـ زهير اندراوس.