طولكرم / نظمت وزارة الثقافة في محافظة طولكرم بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، ندوة بعنوان: ” التجربة الإبداعية للشاعر أحمد دحبور والأديب عزت الغزاوي “، في مدرسة ذكور ارتاح الثانوية، تحدث فيها كل من: الشاعر محمد علوش، د. عبد الجبار خليلية، و د. عبد الله محمود، بحضور مدير مكتب وزارة الثقافة د. منتصر الكم، ومدير المدرسة فادي اشتيوي، والعشرات من طلاب المرحلة الثانوية.
وفي كلمته الترحيبية أثنى مدير المدرسة فادي اشتيوي على دور وزارة الثقافة في الحراك الثقافي في المحافظة، وفي تعميق الانتماء للحركة الثقافية الفلسطينية التي واكبت حركات النضال الوطني.
وأكد اشتيوي على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي بكل محتوياته من السرقة وطمس الهوية قائلاً: إن أساس الحفاظ على الهوية الفلسطينية هو الإيمان بهذه الهوية، وأننا الورثة الحقيقيون لكل ما على هذه الأرض من تاريخ، وأن الصراع الحقيقي هو صراع على الرواية التي يحاول المحتل سرقتها وسرقة كل ما هو على وطننا وأرضنا.
و قال د. منتصر الكم: أننا في مكتب وزارة الثقافة ارتأينا الحديث اليوم عن شخصيتين ثقافيتين وفاءً لهما وتأكيداً على أننا سنبقى على العهد نمر على هذه المحطات التي تذكرنا بالأعزاء، ستبقى ذكراكما في قلوبنا وعقولنا فأنتما كشجر الزيتون وسيقان السنديان، كانت كلماتكما عرائس من شموع فما لبثت أن تحولت إلى عرائس الأمل وعنفوان الحياة بعد رحيلكما.
بدوره قال د. عبد الجبار خليلية: ” نقف هذه الأيام في محطة الشوق لنتذكر ابن دير الغصون الوفي الأديب الروائي عزت الغزاوي، فنذكر التحفز والهيبة ونستحضر العزم والإصرار ونطالع الأدب الرفيع والوطنية النظيفة “، مضيفاً: أن إبداعات عزت الغزاوي ارتبطت بقضايا شعبه ووطنه، وهو الارتباط الذي قاده إلى سجون الاحتلال، وأصاب أسرته بفقدان ولده ” رامي ” الذي استشهد على يد المستوطنين، حيث تركت هذه الحادثة أثرها العميق في نفس الراحل وانعكست في كتاباته.
وقدم د. خليلية تعريفاً موجزاً عن الكاتب والمبدع عزت الغزاوي، وعن كتاباته الرائعة بدءً من ” سجينة ” مروراً ب ” الحواف ” و ” جبل نبو ” و ” عبد الله التلالي ” وانتهاءً ب ” الخطوات “، كما برز دوره أيضاً خلال تسلمه مسؤوليته في رئاسة اتحاد الكتّاب الفلسطينيين، ودوره التربوي في جامعة بير زيت، وأخيراً عمله وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام.
من جانبه تحدث الشاعر محمد علوش عن أحمد دحبور الذي ولد في مثل هذا الأيام في 21/4/1946، في مدينة حيفا، ولجأ مع عائلته إلى مخيم النيرب في مدينة حمص،حيث نشأ ودرس هناك، ورغم عدم تلقي دحبور تعليماً أساسياً كافياً لكنه كان قارئاً نهماً؛ فصقل موهبته الشعرية بقراءة عيون الشعر العربي قديمه وحديثه.
وتناول علوش الحديث عن أسلوب دحبور في كتابة الشعر من حيث إعادة إنتاجه المستمر للدلالات وحضور ملامح معبرة عن تنقلاته الكثيرة في حياته بين لبنان وسوريا وفلسطين، خصوصاً الرموز التي يتوسلها الشاعر من الصحراء إلى الأشجار إلى الخضرة والبحر وغيرها من سمات جغرافيات مختلفة عبر عنها، ملتقطا كل تفاصيلها، وصانعاً من تلك التفاصيل فلسطينه الخاصة.
أما د. عبد الله محمود فتحدث عن أهمية الشعر في توثيق الأحداث التاريخية والثقافية؛ حيث يعد الشعر سجلاً حيا للأحداث والوقائع التي تمر بها الشعوب، فلم يقتصر دور الشعر عل الوصف فقد، بل تجاوزه إلى التأثير والتحفيز، وبالإضافة إلى الجانب التاريخي، عكس الشعر تطور الفكر العربي، وطرح تساؤلا فلسفية عميقة ونقل رؤى إبداعية وثقافية متقدمة، وساهم في نشر الثقافة والأدب.
وتطرق د. محمود إلى رواية غسان كنفاني ” عائد إلى حيفا “، التي توثق أحداثاً هامة في تاريخ القضية الفلسطينية، لعامي 1948 و1967، فرغم أن الرواية تدور أحداثها في عام النكسة إلا أن أحداث 1948 تسيطر عليها تماماً.
وفي نهاية الندوة، كرمت وزارة الثقافة المتحدثين على مشاركتهم الثرية في إغناء النقاش.