الايام يوسف الشايب:أعلنت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، أمس، قائمة الفائزين بجائزة القدس للثقافة والإبداع للعام 2018، حيث ذهبت الجائزة بشقها المحلي إلى كل من الشاعر فوزي البكري المولود في القدس العام 1946، تسلمتها ابنته، وإلى كل من الكتاب والأدباء: جميل سلحوت وإبراهيم جوهر وديمة سمان نيابة عن مؤسسي ندوة “اليوم السابع” التي تتواصل منذ سبعة وعشرين عاماً كل خميس في مقر المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).
وأكد الفائزون على أهمية الجائزة التي تحمل اسم العاصمة، وذلك في حفل خاص احتضنته قاعة الشهيد ماجد أبو شرار، القاعة الرئيسية لمعرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب، بحضور وزيري التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، والقدس عدنان الحسيني، ورئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار الوزير وليد عساف، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، وحشد من الشخصيات الاعتبارية والمثقفين وزوار المعرض.
عربياً ذهبت الجائزة إلى دارة الفنون (مؤسسة خالد شومان) في العاصمة الأردنية عمّان، وتسلمتها د. عادلة العايدي هنية، التي ألقت كلمة سهى شومان رئيسة الدارة، ولفتت فيها إلى أن الجائزة تأتي في الوقت الذي تحتفي فيه المؤسسة بثلاثين عاماً على تأسيسها، لافتة إلى البرنامج الثقافي الشامل الذي أطلقته الدارة العام الماضي بعنوان “فلسطين الحضارة قبل التاريخ” واشتمل على سلسلة معارض ومحاضرات متعددة، وكذلك تحية الدارة من داخل فلسطين هذا العام، بعنوان “هنالك ضوء لا ينطفئ” في اربع مدن فلسطينية، علماً بأن الدارة قررت التبرع بالقيمة المادية للجائزة لصالح مؤسسة مقدسية يعلن عنها قريباً.
أما عالمياً، فذهبت جائزة القدس إلى المخرج البريطاني العالمي كين لوتش، الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي مرتين، وله نخبة من أهم الأفلام التي شكلت علامات فارقة في تاريخ السينما، وهو المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني، وقاد العديد من حملات المقاطعة لإسرائيل تحت شعار “لا تظهروا في بلد يقوم على نظام الفصل العنصري”، وتسلمت الجائزة بالنيابة عنه المخرجة مي عودة.
وذهبت جائزة القدس التقديرية لهذا العام للفنان والخطاط الفلسطيني الراحل فلاديمير تماري، الذي كانت فلسطين والقدس خاصة بوْصلةَ أعماله الفنية، حتى إنه ابتكر خطاً مطبعياً إلكترونياً أسماه “القدس”، وله مساهمات بصرية متعددة في نشر القدس وفلسطين عبر بوابة الفنون .. وقالت الفنانة فيرا تماري شقيقته، وتسلمت الجائزة عنه، وقد عجزت عن حبس دموعها: كنت أتمنى لو كان فلاديمير معنا اليوم .. منذ الأربعينيات، أبعد قسرياً عن القدس، وعاد لفترة وجيزة العام 1976، لكن كل وجدانه كان مرتبطاً بالقدس عبر فنونه وكتاباته.
أما جائزة عثمان أبو غربية للمبدعين فمنحت للباحثة سلمى الخالدي، مديرة مشروع في مؤسسة أرض الإنسان الإيطالية في القدس، لدورها في تطوير التعليم في القدس، وتبرعت بقيمة الجائزة لصالح دعم التعليم في القدس، كما منحت للشاب طارق البكري الملقب بـ”حارس الذاكرة”، الذي قام بتطوير مشروع يربط المباني والمناطق المهجرة بأهلها أو من تبقى منهم في المنافي والشتات عبر تقنيات التواصل التكنولوجية المختلفة، وكان من أبرز اكتشافاته تلك المقبرة لجنود في الجيش العربي الأردني استشهدوا دفاعاً عن فلسطين في حرب العام 1948، وأعلن عن التبرع بقيمة الجائزة لصالح تدريب عدد من شبان وفتيات القدس على طريقته في التوثيق والربط هذه.
وقال د. إيهاب بسيسو، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية: إن إعلان الجائزة في كل دورة، وهذه السنة أيضاً، يمثل خلاصة روح فلسطين بمبدعيها ومبدعاتها .. إنها فلسطين التي نؤمن بها، فلسطين الأجمل والتي نريد .. عندما نرى هذا الحجم من المبدعين والمبدعات والمؤسسات أيضاً بما قدموه للقدس وفلسطين، نشعر بالفخر وبأن شعبنا لا يمكن أن ينكسر أو يهزم مهما بلغت سطوة الاحتلال وسياساته ضد القدس العاصمة وضد فلسطين.
وكان كل من اللواء بلال النتشة الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، ود. عدنان الحسيني وزير القدس ومحافظها وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، شددا على أهمية الثقافة كأداة مقاومة، وكسلاح ضد سياسات الاحتلال يدافع عن عروبة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
الفنان خالد حوراني، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، التي ضمت المخرجة مي عودة، ويونس العموري، ويوسف أبو طاع، ويوسف ترتوري، أشار إلى أن اللجنة اجتمعت خمس مرات مكثفة ناقشت فيها معايير الجائزة، حيث اعتمد نظام التوافق لمنح الجوائز وليس التصويت .. وقال: الحقيقة إن الكثير من المبادرات في القدس خاصة وفلسطين عامة تستحق الجوائز والإشارة والثناء، رغم ذلك ارتأت اللجنة أن تسود حالة من التنوع في قائمة الفائزين ما بين أفراد ومؤسسات، وما بين فلسطينيين مقيمين في القدس أو خارجها أو خارج فلسطين، وكذلك ما بين أجيال متعددة، إضافة إلى منح جوائز إلى مبدعين عرب وأجانب، حيث أخذت اللجنة بعين الاعتبار المساهمة الإبداعية للفائزين والتزامهم بإقرار الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفيما اشتمل الحفل على عرض فيلم حول الفائزين بالجائزة جميعاً، قدمت فرقة الكمنجاتي، أغنيات “موطني” من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، و”وطني” لفيروز، و”ما ننسى جدودنا” لسميح شقير، و”القدس في القلب” من كلمات الشاعرة فدوى طوقان وألحان الموسيقار الفلسطيني خالد صدوق.