أمد / غزة ياسمين العسولي : قال المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب أن الجيش الاسرائيلي لا يخاطر بوضع سيناريو اختفاء عدد من مواطني اسرائيل ، والقيام بعملية بحث عنهم ، لتمرير خطة انتقامية ضد الاراضي الفلسطينية .
واستبعد حبيب بإتصال مع (أمد) احتمال أن تكون عملية الخليل التي اختفى على إثرها ثلاثة مستوطنين مفتعلة , وأكد أن إسرائيل لن تغامر بافتعال مثل هذه العملية لأن ذلك سيشكل لها فضيحة مدوية على كافة الأصعدة حيث أن هكذا عملية تمس قدراتها الأمنية والاستخباراتيه التي تشكل لها مصدر فخر كبير فهي عالية المستوى وجاهزيتها العسكرية عالمية , فيما اعتبر أن فشل إسرائيل في الوصول لإشارة أولية عن موقع المستوطنين المختطفين يعتبر ضربة قاسية للقدرات والإمكانيات العسكرية والإستراتيجية المتاحة للجيش الإسرائيلي .
ورداً على فرضية أن تقوم إسرائيل بخطوة افتعال هذه العملية لعثرت عليهم بعد ثلاثة أو أربعة أيام كحد أقصى , فهي لن تستطيع أن تحجب مثل هذه القضية طوال هذا الوقت عن الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ بالتشكيك في القدرات العسكرية والأمنية لجيشه , حيث أن إسرائيل زجت كل الجيش الإسرائيلي في هذه العملية وأكثر من ذلك فهي قامت باستدعاء الاحتياط وهذا سيؤثر بالضرورة على قدراتها الدفاعية على الحدود مع الدول المتاخمة لها.
وحول الافتقار الكبير في المعلومات حول عملية اختفاء المستوطنين طرح حبيب عدة احتمالات منها :قد تكون هذه العملية ذات أبعاد أمنية وربما جنائية وكذلك لم يستبعد أن تكون عملية أسر وفي هذه الحالة فان إمكانية الحصول على معلومات تكون صعبه ومعقدة فعادة ما تكون فصائل المقاومة دقيقة وحذرة في إعطاء المعلومات حتى تستطيع تأمين جانبها لكي تنجز هكذا عملية ثمارها من خلال صفقة تبادل أسرى كالمعتاد , مؤكدا أن إسرائيل لا يمكنها أن تبرر للرأي العام الاسرئيلي فشلها في العثور على أي معلومات حول اختفاء المستوطنين باعتبار أن ميزان القوى يسمح لإسرائيل أن تكون دائما سباقة وصاحبة المبادرة في أي عمل للحصول على معلومات وخصوصا في حالات اختطاف أحد جنودها أو مستوطنيها .
وأشار حبيب إلى أن فشل إسرائيل حتى الآن في تحديد مكان المستوطنين خلق ردات فعل على مستويين داخل إسرائيل أولهما : أن الاسرائيلين بدأو يتذمرون من المستوطنين ويشنون حربا على الاستيطان باعتبار أن هؤلاء المختطفين كانوا في المناطق الاستيطانية في المنطقة المحددة ضمن اتفاق أوسلو والمعروفة بالمنطقة “ج” وهي تقع ضمن السيطرة المطلقة للجيش الإسرائيلي ومع ذلك لم تتمكن إسرائيل من العثور عليهم أو حمايتهم قبل اختفائهم , وبالتالي فان المواطن الإسرائيلي بدأ يشعر أن الاستيطان يشكل عبء عليه فهو الذي يتكلف بدفع نفقات المستوطنين من عائدات الضرائب التي تفرض عليه , وعلى مستوى ثان : النخب الإسرائيلية التي باتت تشكك في أن السياسة التي اتبعها نتنياهو هي التي أدت لمثل هذه العملية لأن نتنياهو هو الذي عقد صفقة شاليط مع حماس , الأمر الذي شجع فصائل المقاومة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ وعمليات الخطف التي استهدفت مؤخراً المستوطنين الثلاثة .
وأكد حبيب أن الحرب النفسية التي تحاول إسرائيل من خلالها خلق حالة من البلبلة السياسية والأمنية في الشارع الفلسطيني قائلا أن هذا أمر طبيعي اعتادته آلة الإعلام الإسرائيلي الموجهة ضد العرب والفلسطينيين منذ سنوات وهو يوازي عملها العسكري على الأرض , بالمقابل أكد على أن المواطن الفلسطيني لدية وعي كبير في هذا المجال وهو يعلم حقيقة أهداف إعلام العدو .
كذلك استبعد حبيب أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة تحديدا إلا بعد انجلاء الغموض حول مصير المستوطنين الثلاثة لأنها لن تغامر بحياتهم وعدا عن ذلك فان إسرائيل تدرك أنها لن تستطيع أن تتخلص من فصائل المقاومة وقد جربت ذلك فعليا مرتين من قبل .
وأخيرا نوه حبيب إلى أن ميزان القوى ما زال مختلاً لصالح العدو الإسرائيلي مطالبا فصائل المقاومة ألا تنجر وراء الاستفزازات الاسرئيلية بحيث لا تُمَكِنْ إسرائيل من تحديد زمان ومكان المعركة القادمة لأن هذا الأمر يٌفقد الجانب الفلسطيني القدرة على المواجهة في حال قامت إسرائيل بتحديد الزمان والمكان للمعركة .