عمان /يمكن ببساطة إشتمام رائحة ونكهة حركة فتح الفلسطينية في مجمل الحراك الإنتخابي الأردني خصوصا على صعيد المخيمات وفي مدن الكثافة السكانية قبل نحو 24 ساعة من موعد يوم الإقتراع في واحد من أكثر مواسم الإنتخاب إثارة للجدل.
علنا وبدون تلميحات يتهم نشطاء يساريون يعتبرون أنفسهم ممثلين للحركة الوطنية حركة فتح بدعم قائمة إنتخابية تحمل إسم (المواطنة) وتتقدم بوضوح في مستوى الخارطة الإنتخابية وسط توقعات بأن تفسح مساحة جيدة لتمثيل برلماني قريب من حركة فتح في مجلس 2013.
بعض النشطاء حاولوا مبكرا ربط حركة فتح ببعض مظاهر الحراك الإنتخابي خصوصا بعد دور شخصيات ضمن تنظيم الحركة في إقناع فعاليات جماهيرية متعددة بعدم مقاطعة الإنتخابات لكن السلطات المختصة في مستوى صناعة القرار تجاهلت المسألة تماما لإن الهدف الرئيسي إقناع صوت الثقل الفلسطيني في الأردن بالمشاركة في الإقتراع.
لكن النشاط على جبهة ملف الوحدة الوطنية أصبحت عمليا عابرة للقوائم الإنتخابية فقائمة وطن تتبنى عمليا هذا الطرح في الشعار والبرنامج وخلطتها الترشيحية فيما فرضت قائمة لنهوض الديموقراطي نفس الروحية رغم أنها تكاد تكون الوحيدة الممثلة لأحزاب المعارضة والمشاركة في الإنتخابات.
ويبدو أن وجود شخصيات مقربة جدا من حركة فتح لا بل محسوبة عليها وعلى تيار الرئيس محمود عباس ضمن الترشيحات في إحدى القوائم الإنتخابية يدفع بإتجاه توقع (حصة معقولة) من مقاعد البرلمان الأردني لمترشحين سيدينون لحركة فتح بالفضل.
معلومات متعددة يتداولها سياسيون وإعلاميون حول دعم لوجستي وتمويلي وفرته حركة فتح لنخبة من المترشحين خصوصا وأن واحد من اهم الأهداف الباطنية للنظام الأردني هو منع تيارات مقاطعة الإنتخابات من التأثير في مناطق الثقل الفلسطيني حيث توجد مخيمات اللاجئين المطالبة بالتصويت في إنتخابات في ظل قانون لا ينصفها بأي شكل من الأشكال.
لذلك تشهد الشعارات الإنتخابية التي تحاول خطف ود أو تضليل الناخب الأردني من أصل فلسطيني خصوصا في مدن مثل عمان والزرقاء وإربد تكثيفا لم يكن مألوفا في الماضي فقد طرحت الكثير من القوائم المتنافسة شعارات ضد سحب الجنسيات والأرقام الوطنية وأخرى تحت عنوان المواطنة والوحدة الوطنية في عملية لم ترصد سابقا لكن هدفها الرئيسي زيادة نسبة الإقتراع.
حتى حزب التيار الوطني المصنف بإعتباره الحزب الوسطي الأهم الممثقل للييروقراطية في الأردن إختار عنوانا فرعيا في حملته الإنتخابية يتحدث عن دعمه لمنح الجنسية الأردنية لأبناء الأردنيات المتزوجات من أجانب دفاعا عن حق المرأة.
الشعار الأخير إنتهى بإتهامات ضد بعض القوائم الإنتخابية على أساس أنها تروج للوطن البديل فيما قالت إحدى القوائم المناهضة للوجود الفلسطيني في الأردن بان مثل هذه الطروحات ستؤدي لتجنيس نصف مليون فلسطيني هم أبناء الأردنيات المتزوجات من فلسطينيين.
وفي عمق بعض التجمعات النخبوية يسود إعتقاد بأن الحصة الأوفر من مقاعد القوائم الوطنية مخصصة بالأصل لأردنيي الأصل الفلسطيتي لكن مراقبون للمجريات يتصورون بان هذه النظرية ستسقط ميدانيا بعد مشاركة رموز الثقل العشائري وبكثافة في التنافس على حصة القوائم.
في الوقت نفسه يربط بعض المحللين بين أصابع حركة فتح في الإنتخابات الأردنية وبين محاولات التجهيز لمشروع الكونفدرالية الذي أثار ضجيجا كبيرا في الأونة الأخيرة, الأمر الذي يرى ناشط سياسي يرصد الإنتخابات هو محمد خلف الحديد بأنه قد يؤدي للمجازفة في اللحظات الأخيرة بإيذاء نزاهة الإنتخابات والعبث فيها.
لكن هجمات منظمة على حراك التمثيل الفلسطيني الذي تطالب به الدولة الأردنية برزت من قبل بعض القوى مرة على هامش تنافس عشية الإنتخابات ومحاولات إستدعاء عصبية العشيرة ضد هذا النمط من الحراك ومرة على أساس برنامج سياسي تعيد إنتاج الخطاب الإستهلاكي الممجوج عن الوطن البديل على حد تعبير الحديد.
القدس العربي .