الايام -يوسف الشايب: “نظراً للظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن الفلسطيني هذه الأيام، توصي اللجنة بتأجيل النظر في تسمية الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع إلى إشعار آخر”.. بهذه العبارات أعلن د. موسى خوري، أستاذ اللغة العربية في جامعة بيرزيت، عضو لجنة الجائزة للعام 2024، من داخل قاعة الجليل في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، أمس، نيابة عن اللجنة عمّا وصفه بـ”توصية مختلفة”، حيث لم يتم الإعلان عن فائزين بالجائزة في الثالث عشر من آذار، كما جرت العادة كلّ عام، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وتداعياتها الكارثية.
وتتكوّن اللجنة التي يرأسها د. إبراهيم السعافين (الأردن)، من: د. جعفر العلاق (العراق)، وهيثم الحاج علي (مصر)، والشاعر طاهر رياض (الأردن)، ود. يمنى العيد (لبنان)، ود. عبده وازن (لبنان)، بالإضافة إلى د. موسى خوري، الذي تابع: المجد والخلود للشهداء.. المجد والخلود لشعبنا العظيم.. عاشت فلسطين حرّة أبية.. عاش أبناء فلسطين الأحرار يستثمرون إرث المقاوم على اختلاف أشكاله، ويبنون عليه.
بدوره أشار د. زياد أبو عمرو، رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش ومكتبها التنفيذي: نحتفل بالذكرى الثالثة والثمانين لميلاد محمود درويش، شاعر فلسطين والعرب والإنسانية جمعاء.. اعتدنا كل عام أن نحيي هذه الذكرى بأنشطة وفعاليات متنوعة، لكن هذا العام، وبسبب العدوان الوحشي على شعبنا في كل فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، تقرّر الاكتفاء بوضع أكاليل الزهور على ضريحه، وتنظيم وقفة مختصرة، وتلاوة لجنة تحكيم جائزة محمود درويش للإبداع بيانها.
وقال أبو عمرو إن هذه الحرب لم تتح المجال أمام المؤسسة لتنظيم النشاط اللائق بإحياء ذكرى مولد محمود درويش، “مع يقيننا أن شعبنا يسطّر صموداً فوق أسطوري، سيخلده المبدعون لاحقاً بأشكال متنوعة”.
وكشف أبو عمرو أن مؤسسة محمود درويش “ستسهم في احتضان كل إنتاج ثقافي ينجح في التعبير عن هذا الصمود، فمن يكتب حكايته، يرث أرض الكلام ويملك المعنى تماماً، كما قال درويش”.
ولفت أبو عمرو إلى أنه “في الثالث عشر من آذار يكون النشاط الأبرز للمؤسسة هو الإعلان عن الفائزين بجائزة محمود درويش للثقافة”، موجهاً شكر المؤسسة لجنةَ الجائزة على جهودها، مؤكداً على التزامها بقرارها.
وختم أبو عمرو: يظلّ لزاماً علينا أن ندعو بالرحمة لشهداء شعبنا جميعاً، ولمن فقدنا من مبدعين فنّانين وكتّاب ومصوّرين وصحافيين.. ستظل هذه الحرب المجنونة وصمة عار في جبين الإنسانية، لن يمحوها إلا هزيمة الاحتلال، وزواله، وحصول شعبنا على حريّته وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس الشرقية”، قبل أن يقرأ نص درويش “صمت من أجل غزة” من كتابه “يوميات الحزن العادي” في العام 1973.
وكان فتحي البس، رئيس مؤسسة محمود درويش، أشار إلى أن “المؤسسة اعتادت إحياء ذكرى مولد محمود درويش، عبر برنامج يشتمل على نشاطات عدّة ومتنوعة، لكن وبسبب ما تعيشه فلسطين من ظروف استثنائية، تم إلغاء كافة النشاطات السنوية المعتادة”.
حرب غزة تؤجّل تسمية الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع
