الايام – محمد بلاص:أجبرت قوات الاحتلال، أمس، القاطنين في بنايات محاذية لمخيم جنين على إخلائها تمهيداً لنسف مزيد من المباني في اليوم الرابع عشر من العدوان على المخيم، بالتوازي مع إجبارها مزيداً من العائلات في مخيم طولكرم في اليوم الثامن من العدوان على النزوح عن منازلها قسراً، ما رفع أعداد النازحين من مخيمي جنين وطولكرم إلى 24 ألف نازح، في وقت واصلت في ثاني أيام عدوانها على مخيم الفارعة وبلدة طمون، عمليات الدهم والتفتيش والتحقيق الميداني، مانعة عشرات المعتمرين والمرضى من العودة إلى منازلهم.
فقد أجبر جيش الاحتلال المواطنين القاطنين في بنايات مطلة على مخيم جنين على إخلائها.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت طائرة مسيرة مزودة بمكبر صوت طالبت من خلاله العائلات القاطنة في حيي الجابريات والهدف بإخلائها، تمهيداً لنسف المزيد من المباني في المخيم بعد تفخيخها، وذلك بعد تفجيرها أول من أمس قرابة 20 مبنى في المخيم.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال واصلت الدفع بتعزيزات إلى المدينة والمخيم في حين تستمر جرافاته بتدمير منازل في حارة الدمج.
وأكدوا أن قوات الاحتلال أخطرت عائلة المطارد قصي السعدي بقصف منزلها في الحي الشرقي من المدينة، والمكون من ثلاثة طوابق، في حال لم يسلم نفسه.
وقال محمد جرار، رئيس بلدية جنين: إن قرابة 15 ألف نسمة نزحوا من مخيم جنين، وحي “الهدف” غرباً، وتوزعوا على 39 قرية وبلدة في المحافظة إلى جانب المدينة التي احتضنت العدد الأكبر من النازحين.
وفي محافظة طولكرم، أجبرت قوات الاحتلال المزيد من العائلات على النزوح.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال واصلت إخلاء المزيد من العائلات من مخيم طولكرم، في عملية امتدت إلى حارات الغانم والمدارس والنادي والشهداء والمطار وأبو الفول، في وقت دمرت فيه بشكل كلي وجزئي عشرات المنازل والمحال التجارية، بشكل متزامن مع تدمير بنى تحتية، ما أدى إلى انقطاع كامل في خطوط المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت.
وأشارت إلى تدهور أوضاع المواطنين الذين ما زالوا موجودين في منازلهم من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
بينما أفاد شهود عيان بأن طفلة (13 عاماً) أصيبت بشظايا الرصاص في الصدر، ونقلت إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة.
وأكدوا أن آليات الاحتلال الثقيلة جرفت شارع ياسر عرفات، الممتد من بداية شارع نابلس إلى وسط المدينة ومدخل المخيم الشمالي، وأحدثت دماراً في البنية التحتية.
من جهته، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل، إن قوات الاحتلال أجبرت ما يزيد على 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسراً.
وأوضح كميل، في بيان، أن نحو تسعة آلاف مواطن تقريباً نزحوا من المخيم قسراً، لافتاً إلى استضافة 3000 نسمة في ضاحية ذنابة وحي الرشيد، وإيواء 2000 نسمة في ضاحية اكتابا وعزبة أبو ياسين وعزبة أبو بلال، وإيواء 200 نازح في ضاحية شويكة، و50 آخرين في ضاحية ارتاح، و1500 في ضواحي العزب، ومثلهم في مدينة طولكرم، و200 نازح في قرى وبلدات الشعراوية، و100 نازح في بلدة عنبتا، علاوة على استضافة 150 نازحا في تجمعات سكانية أخرى”.
وفي محافظة طوباس، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس.
وأكدت مصادر متعددة أن قوات الاحتلال شنت حملة تدمير في المخيم والبلدة وأحدثت خلالها خراباً واسعاً بعد أن فرضت عليهما إغلاقاً محكماً منعت خلاله عشرات المعتمرين العائدين من الديار الحجازية من العودة إلى منازلهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال شنت عمليات دهم وتفتيش في عشرات المنازل واعتقلت مواطنين ونفذت عشرات حالات الاحتجاز والتحقيق الميداني، موضحة أنها أجرت عمليات تحقيق مع العديد من المواطنين داخل منازلهم، في حين اقتادت آخرين إلى منازل حولتها إلى مركز للتحقيق الميداني.
بينما أفاد شهود عيان بأن جرافة مجنزرة اقتحمت مساء سوق المخيم وشرعت بأعمال تجريف وتدمير في الشوارع والبنية التحتية، فيما يشهد الشارع الواقع في مركز المخيم انتشاراً مكثفاً لجنود الاحتلال، الذين يطلقون الرصاص بكثافة، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال إغلاق جميع مداخل المخيم والبلدة بالسواتر الترابية وفرضها حصاراً مشدداً عليهما.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت نقطة طبية في مخيم الفارعة واستولت على البطاقات الشخصية للعاملين فيها، ومنعتهم من التحرك دون تنسيق، بالتزامن مع مواصلتها إعاقة عمل الطواقم الطبية، ومنعها مرضى الكلى من العودة إلى منازلهم بعد إجرائهم عمليات الغسل في المستشفى الحكومي في مدينة طوباس.
وفي بلدة سعير، شمال الخليل، أصيب فتى برصاصتين من النوع المتفجر.
وقالت مصادر متعددة: إن قوات الاحتلال أطلقت النار على الفتى، الذي تقيم عائلته بالقرب من البرج العسكري المقام عند مدخل البلدة، وحاولت اعتقاله قبل تسليمه لطواقم الهلال الأحمر.
وأشارت إلى أن طواقم “الهلال الأحمر” نقلت الفتى إلى مستشفى الخليل الحكومي، جراء إصابته بعيار ناري متفجر في الفخذ، وآخر أعلى الحوض.