القدس / بعد الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة، كيف ستكون عليه المرحلة القادمة، في ظل التهديدات الاسرائيلية، والحذر الاوروبي الامريكي، الهادف الى عدم تصعيد الموقف بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهل سنشهد خطوات لافتة في ساحة الصراع، تكون عنوانا للمرحلة المقبلة؟! وبعيدا عن التصريحات والمواقف الدعائية من هذا الجانب او ذاك، التقت (المنـــار) عددا من الدبلوماسيين الاوروبيين.
يقول الدبلوماسيون الاوروبيون أن “الربيع” القادم على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية سيكون مليئا بالتحركات السياسية، وستسبق هذه التحركات جهودا امريكية لصياغة “خارطة طريق” جديدة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لحل الصراع بينهما، واشار الدبلوماسيون الى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تعاونا أمريكيا اوروبيا جادا لحل هذا الصراع.
ويضيف هؤلاء الدبلوماسيون لـ (المنــــار) أن الخطوة أحادية الجانب من قبل الفلسطينيين التي تحظى بتفهم كبير في الدوائر الدبلوماسية الاوروبية والامريكية لن تتسبب في عرقلة الجهود والتحركات السياسية، فهذه الخطوة جاءت ردا على حالة الجمود وغياب الافق السياسي الذي دام طويلا، وحقيقة عدم قدرة الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات تعيد قطار السلام الى مساره في ظل انشغالها بما شهده العالم العربي من تغيرات وتطورات وأحداث.
ويرى هؤلاء الدبلوماسيون أن الخطوة الفلسطينية هي السلم الوحيد، نحو استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بدون شروط مسبقة، وكشف الدبلوماسيون في لقاء مع (المنـــار) أن القيادة الفلسطينية تلقت في المرحلة الماضية تهديدات جادة لثنيها عن التوجه الى الامم المتحدة، أو على الاقل تأجيل مناقشته في الهيئة الدولية، لكن، الحرب الاخيرة على قطاع غزة، أغلقت جميع الابواب في وجه القيادة الفلسطينية للعودة عن قرارها بهذا الشكل أو ذاك، ولم تعد قادرة على التراجع.
وأكد الدبلوماسيون الاوروبيون أن اسرائيل لن تتخذ خطوات متطرفة ردا على الخطوة الفلسطينية، وسيكون ردها تصاعديا ومتزنا مرتبطا بالخطوات الفلسطينية المقبلة واللاحقة، للقرار الدولي.
ونقل الدبلوماسيون الاوروبيون عن مسؤول سياسي اسرائيلي كبير قوله، أن تل أبيب وضعت خلال الاشهر الاخيرة ورقة عمل تتضمن الخطوات المحتملة التي قد تقدم عليها اسرائيل بعد الاعلان عن قبول الطلب الفلسطيني في الامم المتحدة، غير أن تل أبيب ترغب في عدم القيام بأية خطوات انفرادية دون التشاور مع الادارة الامريكية، ولهذا السبب توجه أيهود باراك واسحق مولخو الى واشنطن.
المنار .