تونس: أكد محمـد علوش السكرتير العام لاتحاد نضال العمال الفلسطيني أن الحق في السيادة الفلسطينية على المياه الفلسطينية حق أساسي لا يمكن اسقاطه أو القبول بسياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على مصادر المياه ونهبها بشكل ممنهج وفق العقلية الاحتلالية للهيمنة على المياه والتحكم بها في مخالفة للقوانين الدولية.
جاء ذلك خلال ندوة إقليمية نظمها المرصد التونسي للمياه وجمعية نوماند 08، وتحدث فيها كل من الخبير التونسي في المياه والتنمية حسين الرحيلي، والكاتبة والباحثة الصحفية المصرية في موقع “مدى مصر” سارة سيف الدين، والباحث المصري في السياسات الزراعية والاجتماعية الريفية والعضو المؤسس لتحالف العدالة المائية في غزة WJG د. صقر نور، وعضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني – السكرتير العام لاتحاد نضال العمال الفلسطيني محمـد علوش، وأدارت الندوة منسقة المشاريع بالمرصد أميمة بوعشيري.
ودعا علوش الى ضرورة التحرر من القيود والإجراءات الإسرائيلية والاتفاقيات المجحفة واستعادة الحق الفلسطيني المطلق بالحقوق المائية التي يتم العبث بها والسيطرة عليها بشكل كامل من قبل الاحتلال، مشدداً على أهمية العمل من أجل خلق وعي عام حول العنصرية المائية وهندسة العطش التي يمارسها الاحتلال بسياساته العلنية والسرية، بخاصة في ظل السيطرة الإسرائيلية على مصادر المياه والسيطرة على المياه السطحية والجوفية، ونهب الآبار الارتوازية ومنع الفلسطينيين من حفر الآبار، وإقامة المصانع الكيماوية الخطيرة والمستوطنات وشبكات الطرق الالتفاقية وتدمير القطاع الزراعي وانتهاج سياسة الاحتواء لكل الحقوق المائية الفلسطينية مما يخالف القانون الدولي والاتفاقيات الدولية.
واستعرض علوش الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها قطاع المياه في فلسطين من قبل الاحتلال، وخاصة في قطاع غزة وما يقوم به الاحتلال من تلويث متعمد للمياه وهو ما خلق كارثة إنسانية خلال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والتعطيش ضد أبناء شعبنا، الى جانب ما تعانيه محافظات الضفة الغربية والقدس ومناطق الأغوار من ممارسات احتلالية دائمة للسيطرة على المياه وتجفيف البحر الميت والعبث بالمقدرات الفلسطينية.
وقال علوش بأن قضية المياه والأرض تمثل مكون أساسي للسيادة الوطنية، وهو ما يقوم الاحتلال بمنع الوصول اليه لعدم تحقيق السيادة الفلسطينية على الأرض والمياه، حيث يسعى الاحتلال للهيمنة على مياهنا من خلال ما يسمى شركة المياه الإسرائيلية ومن خلال المستعمرات الاستيطانية الاحلالية.
وشدد علوش على ضرورة تحقيق الأمن المائي في فلسطين، خاصة في المناطق المصنفة “ج”، حيث يعرقل الاحتلال الوصول إلى موارد المياه، مؤكداً أن المواطنين الفلسطينيين يعانون من شح المياه ويقومون بشراء الماء بكلفة تزيد الضعف أو الضعفين في سعرها عن الماء الذي توفره البلديات، من أجل قضاء احتياجاتها اليومية، وذلك بسبب تحكم الاحتلال بمستويات الاستهلاك المائي، داعياً الى موقف دولي لتعزيز العدالة المائية لفلسطين والتعبير عن رفض وإدانة اعمال النهب والقرصنة التي يقوم بها الاحتلال في هذا الاطار.
وأجاب علوش في نهاية الندوة على العديد من المداخلات والتساؤلات من قبل المشاركين في الندوة والتي نظمت وجاهياً في تونس وافتراضياً على الانترنت وتم بث الندوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.