نستعرض فيما يلي بعضا من أهم الموضوعات التي تناولتها الصحف البريطانية ومن بينها تقرير يناقش :
– هل ينجح حظر واردات النفط الروسي في وقف تمويل آلة بوتين الحربية؟ –
– الاتفاق على حظر النفط الروسي يقدم أقوى دليل حتى الآن على أن حرب بوتين تخلق أوروبا جديدة.
نبدأ تغطية الصحف البريطانية من صحيفة الغارديان التي نشرت مقال رأي , وجاء تحت عنوان “حظر النفط الروسي: وقف تمويل آلة بوتين الحربية”.
وتقول الصحيفة :
إن مقترح الاتحاد الأوروبي بشأن حظر واردات النفط الروسي تهدف إلى حرمان الكرملين من مصدر دخل حيوي.
وتساءلت الغارديان … إلى أين تصل أوروبا بخطوتها؟ فإن كان “غزو” الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي فاجأ دول الغرب، إلا أن الاتحاد الأوروبي فاجأ الجميع بسرعة اتحاده وعمق استجابته لتطورات الوضع.
————-
وقالت : إن الاتفاق على حظر النفط الروسي يقدم دليلا قويا حتى الآن على أن حرب بوتين تخلق أوروبا جديدة. فقبل شهر، كانت ثمة شكوك بشأن مقدرة الاتحاد الأوروبي في الذهاب إلى هذا الحد، وخصوصا ألمانيا، التي مزقت في غضون أسابيع فرضيات السياسة الخارجية والاقتصادية القائمة لديها منذ عقود.
ويختتم المقال تحليله بأن “فطام” دول الاتحاد الأوروبي عن النفط والغاز الروسي، سيسرع الخطى نحو انتقال ضروري إلى الطاقة النظيفة، مضيفا أنه في حالة الحفاظ على جبهة أوروبية موحدة، سوف يتطلب ذلك نوعا من التضامن الاقتصادي بين الدول الأعضاء كما حدث خلال فترة الوباء.
وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت ، حيث تناولت في افتتاحيتها :
روسيا وأوكرانيا: “جميعنا سيشعر بألم العقوبات المفروضة على موسكو”
ورأت الصحيفة أنه في الوقت الذي كان الاتحاد الأوروبي يتخذ فيه هذه الإجراءات، كانت الدول الأعضاء تعطي بوتين المليارات أسبوعيا ثمنا لفاتورة واردات النفط والغاز الروسي.
واوضحت الصحيفة : إن بروكسل تسعى إلى الضغط على روسيا وتأمين الاستقلال الاستراتيجي لدول الاتحاد في المستقبل. خطوة تأتي في خضم أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، وركود عالمي يلوح في الأفق، فإن حظر الطاقة يحمل مخاطر كبيرة مرتبطة بمعدلات التضخم ومعاناة المستهلكين.
واضافت أن حظر واردات النفط، الذي اقترحته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، يحقق توازنا جيدا بين الطموح والحذر.
وتابعت الصحيفة .. فوفقا للخطة، سيجري حظر إمدادات النفط الخام الروسي في غضون ستة أشهر، ومشتقاته بحلول نهاية العام، كما ستكون ألمانيا، التي خفضت بالفعل مستوى النفط الوارد من روسيا بشكل كبير، قادرة على التخلي عنه.
وذكرت الاندبندنت ايضا … أن دولا مثل المجر وسلوفاكيا لاتملك اقتصادا قادرا على الصمود، ولذا ستحصلان على إعفاء حتى عام 2023، وإن كانت الدولتان تطالبان بمزيد من الوقت.لأن المهمة كبيرة لإعادة توفير مصدر يفي بربع إمدادات القارة من النفط، لكن الخطوة ستحرم خزائن بوتين من 310 مليون دولار يوميا، وهي إحدى الدعائم المالية الرئيسية لنظام حكمه.
وختمت صحيفة الاندبندنت مقالها بالقول :
الضغط على موسكو ينبغي التعامل معه بحذر شديد، لاسيما في ظل الركود الكارثي في الغرب، والذي قد يؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي للعقوبات، وربما يفضي إلى اضطرابات اجتماعية، قد تساعد قضية روسيا بدلا من كبح جماحها.
ننتقل إلى صحيفة الفايننشيال تايمز ومقال كتبته آن-ماري سلوتر بعنوان “توسيع الناتو يعمق الهوة بين الشرق والغرب”.:
يتعين أن يكون هدف الناتو حاليا هو مساعدة القوات الأوكرانية على دفع بوتين بعيدا بما فيه الكفاية للعودة إلى مواقعه الأولى شرق البلاد
وتحذر الكاتبة في بداية المقال من أنه بعد نحو ثلاثة أشهر من “غزو” الرئيس الروسي لأوكرانيا، يجب علينا الحذر من الفخاخ الجيوسياسية المقبلة، مشيرة إلى أن قادة العالم يفكرون في إعادة تقسيم أوروبا بطرق من شأنها أن تهدد السلام على المدى الطويل.
وتقول الكاتبة : إن فنلندا والسويد قررتا تقديم طلب رسمي للانضمام إلى الناتو، وتضيف أن الرأي العام الفنلندي والسويدي يتجه حاليا إلى الموافقة بنسبة تزيد على 50 في المائة لصالح فكرة الانضمام، وهي زيادة حادة في السويد، المحايدة بطبعها، وفنلندا، الحذرة بطبعها، والتي لديها حدود 800 ميل تقريبا مع روسيا.
واشارت الكاتبة إنه يتعين على جميع الأطراف المعنية أن تتمهل، فالتهديد بغزو روسيا لفنلندا أو السويد غير وارد، لكن انضمامهما في التحالف العسكري سيعيد رسم الانقسامات الأوروبية التي سادت في القرن العشرين، بل ويعمقها بطرق من شأنها أن تكبح التفكير الأكثر شجاعة بشأن كيفية تحقيق السلام والازدهار التي سادت في القرن الحادي والعشرين.
وتضيف الكاتبة أنه يجب أن يكون السؤال الحقيقي هو كيفية الوصول إلى أفضل نتيجة لكل أوروبا: أوروبا “كاملة وحرة” و”تنعم بالسلام”، لأن روسيا جزء من هذه القارة، إذ تنتهي أوروبا وتبدأ آسيا عند جبال الأورال.
وبينت الكاتبة إنه يتعين على قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أنه في مقابل تقديم الدعم العسكري والاقتصادي، يجب أن تكون أوكرانيا مستعدة للتفاوض بشأن ضماناتها الأمنية، وحقوق اللغة للأوكرانيين الناطقين بالروسية،
وختمت الكاتبة مقالها :
على قادة فنلندا والسويد الاعتراف بأنه على الرغم من الحديث الدائم عن مزايا الحياد العسكري، إلا أن هجوم بوتين دفعهم إلى إعادة التفكير في الأمر، ولابد أن يؤدي ذلك إلى مناقشات أمنية جديدة، بما في ذلك اتفاقية محتملة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجميع دول الشمال وأي دول أوروبية أخرى مستعدة للدفاع عن بعضها بعضا إذا تعرضت لهجوم.
موجة غلاء طاحنة تضرب أمريكا وبريطانيا وفرنسا .
أمريكا:
حذر نائب الرئيس التنفيذي لقسم الأعمال والاقتصاد في كينجز كوليدج، البروفيسور بريان برينبيرج، من أن أسعار المستهلكين المرتفعة منذ 40 عامًا ستستمر على الأرجح في الارتفاع.
وحسب قناة “فوكس نيوز” الأمريكية ، كشف برينبيرج, إن “أسعار المواد الغذائية سجلت ارتفاعات قياسية: الذرة وفول الصويا والقمح ومنتجات المدخلات الرئيسية الأخرى لا تزال عند مستويات قياسية. ولا يزال الوقود معلقًا عند مستوى مرتفع للغاية. هذان الأمران سيؤديان إلى التضخم”.
وأضاف برينبيرج “لا أرى نهاية قريبة تلوح في الأفق لذلك”.وحذر من أن انخفاض الإنفاق الاستهلاكي بدافع زيادة المعدلات سيدخل الاقتصاد في حالة ركود.
صعوبات اقتصادية خطيرة في فرنسا
قال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير، إن فرنسا تواجه صعوبات اقتصادية خطيرة بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم.
ونقلت قناة BFMTV عن الوزير الفرنسي قوله “إننا نواجه صعوبات اقتصادية خطيرة. الأصعب لم يأت بعد. أسعار المواد الخام آخذة في الارتفاع الآن، ويحدث تضخم جديد، وهو الموضوع الأول للقلق الاقتصادي”.
وفي وقت سابق، أفادت نقابة العمال الفرنسية، بأنه من المتوقع حدوث زيادة جديدة في أسعار الوقود في فرنسا في حالة حظر استيراد النفط الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا للمعهد الوطني للإحصاء والبحوث الاقتصادية، فإنه بتاريخ 29 أبريل، بلغ التضخم في فرنسا 4.8٪ على مدار العام، وارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 26.6٪.
بريطانيا :
قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية :
يواجه البريطانيون مجموعة من المشاكل بسبب الارتفاع الشديد في أسعار الوقود، في حين أدى التضخم المرتفع إلى الانخفاض في دخل الأسر، وهو ما لم يحصل منذ عام 1956.
وبحسب تقرير لصحيفة The New York Times، فإن أسعار المواد الإستهلاكية في بريطانيا ترتفع بأسرع وتيرة في الثلاثين عاما الماضية، في حين أن القفزة في تكلفة المعيشة مقلقة بشكل خاص لكبار السن وغيرهم من المواطنين ذوي الدخل المنخفض أو المحدود. ويضطر العديد من الأشخاص الذين خفضوا الإنفاق بالفعل إلى مراجعة ميزانيات أسرهم مرة أخرى، ورفض عدد من المنتجات الغذائية، وفي الحالات القصوى، حتى قطع الكهرباء والغاز مؤقتا، كما أفاد ممثلو منظمات حقوق الإنسان.
————————
ونختم نافذة الصحافة بتقرير لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية :
ألمانيا تواجه تضخمًا حادًا وتحذيرات من تفاقم الأزمة :
كشفت الصحيفة أنّ “أسعار المواد الغذائية ارتفعت أكثر من 6% في شهر آذار/مارس، وارتفعت أسعار الخضراوات الطازجة بأكثر من 14%، والزيت النباتي بنسبة 17%”.
وأضافت أن “هذه التطورات لا تمثل نقطة النهاية للأزمة التي يمر بها القطاع”، مؤكدة أنّ الأسعار ستواصل الارتفاع، ومحذّرة من أنّ “ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيؤثر بشكل خاص على الفئات ذات الدخل المنخفض”.
ووفقاً للمحللين في مركز الأبحاث “GfK”، يتوقع 85% من المستهلكين ارتفاع أسعار السلع اليومية بشكل أكبر، وكان هذا الرقم 77% قبل بدء العملية العسكرية الروسية.
وبحسب تقرير صحيفة “هاندلسبلات” الالمانية ، فإنّ وضع المستهلك آخذ في التدهور في ألمانيا، إذ توقّع مركز الأبحاث “GfK” أن يسجّل مؤشر المناخ الاستهلاكي في شهر أيار/مايو الجاري انخفاضاً بمقدار 26.5%.
و ختمت : ان الاقتصاد الألماني يسجّل ارتفاعاً تأريخياً للتضخم، يعتبر الأعلى منذ إعادة توحيد ألمانيا في العام 1990، حسبما أعلن معهد الإحصاء “ديستاتيس” منذ أيام.
—————-
اعداد الرفيقين :
– ابو سليم حسين عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني , مسؤول الساحات الاوروبية .
– خليل حمد عضو اللجنة المركزية للجبهة.