القدس المحتلة- الحياة الجديدة- أسامة العيسة- دفع الحماس بالحاج حسين زكريا، إلى المرابطة في المسجد الأقصى، وكان مع آلاف المواطنين الذين أدوا صلاة الفجر في يوم الجمعة الثانية من رمضان، 15 نيسان الجاري، مستعدين لمواجهة اقتحامات المستوطنين، خاصة بعد إعلان جماعة منهم تسمى (العودة إلى الجبل) نيتها اقتحام أولى القبلتين، لتقديم قرابين، في ساحة المسجد.
هب زكريا، وهو سوداني في منتصف الستينيات من عمره، للدفاع عن المسجد، عندما بدأت قوات الاحتلال اقتحامها، فأصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في رأسه، فنزف دمه على أرضية المسجد، قبل نقله إلى غرفة العناية المكثفة في مشفى المقاصد.
خضع زكريا، لعملية جراحية، وتمكن الأطباء من إيقاف النزيف، ومع تعافيه المتدرج، تحسن وضعه الصحي واستقر، ولكنه ما زال يتحدث بصعوبة.
لا يعرف كيف وصل زكريا من الخرطوم، الذي تعرف عليه أهله في السودان بعد نشر صور له على وسائل الاتصال الاجتماعي، وأكدوا أن اسمه الكامل هو: حسين إبراهيم خميس زكريا، من العاصمة الخرطوم، حي الصحافة مربع 24 شمال الميناء البري، طالبين ممن يستطيع من الفلسطينيين الاهتمام به، فعل ذلك.
زاره عضوا الكنيست أحمد الطيبي وأسامة السعدي، ضمن زيارتهما للمصابين في أحداث الجمعة، التي أسفرت أيضا عن اعتقال المئات.
وقال الطيبي: “الأخ حسين زكريا من السودان، أصيب في رأسه وهو مرابط فجر الجمعة في المسجد الأقصى، لقد زرته في مشفى المقاصد. دعواتنا له بالشفاء العاجل”.
ووجه الدكتور أسامة الأشقر، نداء لأهلنا في القدس: “برهن الحاج حسين زكريا للعالم أن الأقصى ملك أمة، ووقف للمسلمين كافة، يا أهل القدس الكرام، هو وحده، ولا أهل له إلا أنتم، فزوروه وانظروا في حاله”.
وكشف الأشقر، أن والد الحاج زكريا، إبراهيم زكريا شارك في حرب 67 وكان يلقب بإبراهيم فلسطين، مضيفا: “هذا الرجل ابن أبيه، وقد دفعت به الظروف مع الآلاف من السودانيين لدخول أرضنا المحتلة منذ سنوات وبقي الرجل وفيا لقضية والده”.
وأبدى العديد من المقدسيين، استعدادهم للتكفل بعلاج الحاج زكريا، والصرف عليه ماليا، حتى عودته إلى بلاده، إذا رغب بذلك.
وزار الجريح زكريا، المرابطتان هنادي حلواني وخديجة خويص، وأثنتا على شجاعته، وموقفه من ممارسات الاحتلال، وإجراءاته في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت مصادر إن الحاج زكريا موجود في فلسطين منذ ثمانية أعوام، ولم يكشف عن طريقة وصوله إليها.
يذكر أن متطوعين من السودان، شاركوا في حرب 1948، في محيط مدينة القدس، ومن استشهد منهم، دفن في مقبرة قبة راحيل في بيت لحم، مع متطوعين عرب من مصر، واليمن، وليبيا، ودول أخرى.