انتصرت الارادة الوطنية ، ارادة مناضلات ومناضلي الشعب الفلسطيني وتضحيات هذا الشعب المناضل بحركته الوطنية وقوافل شهداءه الذين سقطوا على درب الحرية والاستقلال ، لتنتصر ارادة الفلسطينيين وليرفع علم فلسطين عاليا فوق سماء هذا الوجود .
بكل فخر نقول ان يوم 29/11 الذي كنا نحتفل به دائما باعتباره اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني قد صار بحق يوما وطنيا وتاريخا ستسجله صفحات التاريخ حيث انتصر الحق وانتصرت فلسطين وقضيتها الوطنية وانتزعت الاعتراف الاممي بدولة فلسطين .
دولة فلسطين انتصار الحق في اروقة الامم المتحدة ، فبعد ستة كلمات من قبل بعض الاطراف الدولية ( السودان حيث قدمت الطلب الفلسطيني باسم المجموعة العربية وباسم العديد من الدول الحرة ، ثم فلسطين بكلمة الرئيس الرمز محمود عباس ، وهنا أصر ان اسميه ولأول مرة بالرئيس الرمز ، ثم تلاها كلمة ” اسرائيل المأزومة ” وثلاث كلمات أخرى مهدت لما سيكون يوما تاريخيا في تاريخ وذاكرة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن مواقف ومزاعم بعض الدول التي أبت إلا ان تكون مارقة وقاطعة طريق بحماقتها وانحيازها الاعمى لإسرائيل او تبعيتها المطلقة للإدارة الامريكية .
سيكون لـ 29/11 ما بعده في تاريخ الشعب الفلسطيني وعلينا ان نكمل الطريق وان نبذل المزيد من المساعي من اجل تكريس وتجسيد حقوقنا الوطنية استنادا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي لن ولم يغفل حقنا ويمر علينا مرور الكرام بعد اليوم فقد صار لنا دولة معترف بها وتحظى بصفة مراقب في الامم المتحدة وهذا يفتح المجال واسعا امامنا للانضمام الى كافة مؤسسات وهيئات الامم المتحدة بما فيها محكمة الجنايات الدولية ويمكننا من الانضمام الى المعاهدات الدولية وان نكون عضوا اصيلا في ميثاق روما وان نرفع الدعاوى القضائية وان نلاحق قتلة شعبنا من جنرالات ومجرمي الحرب الاسرائيليين .
ان يصوت لصالح الطلب الفلسطيني 138 دولة مقابل 9 دول فقط وامتناع 41 دولة عن التصويت هو الانجاز بعينه ، هو الانتصار بعينه ، حيث شكل انتكاسة كبيرة ولطمة قوية على وجه كل المراوغين والمخادعين والانتهازيين الذي يقولون ما لا يفعلون ، يدعون التمسك بالحقوق وقيم الحرية والديمقراطية والسلام وهم ابعد ما يكونون عنها .
انه يوم انتصار المسيرة الوطنية الطويلة وما حفلت به من نضالات وتضحيات ومحطات نضالية ، حيث آن الاوان لاستراحة الثائر وان يمهد ويحّضر للمعارك القادمة واستكمال المسيرة بأهدافها المعلنة وثوابتها المقدسة بالحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ان الطريق ما زالت طويلة وصعبة ولكننا واثقون من الحتمية التاريخية وتحقيق اهدافنا الوطنية ودحر الاحتلال عن كامل ترابنا الوطني الفلسطيني ، ان ما تحقق بعضويتنا كدولة بصفة مراقب في الامم المتحدة يشكل انجازا مهما ومتقدما يقربنا اكثر من اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وتحقيق اهدافنا الوطنية التي أكدت عليها الشرعية الدولية ، فلقد انتصر العدل وسينتصر العدل مرات ومرات حتى يدرك كل هذا العالم ان السلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم ربما لن يتحقق إلا اذا حققت لشعب فلسطين حقوقه الوطنية العادلة ، وهذا يتطلب استمرار تحركنا السياسي والدبلوماسي لإدانة وتجريم سياسات الاحتلال وإلزامها بالامتثال للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة وممارسة المزيد من الجهود من اجل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس فدون ذلك لن يتحقق السلام والأمن .
ان شعبنا وقيادتنا ، وان منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا مستمرون بالنضال ، متمسكون بالحقوق والثوابت الوطنية والأيدي ممدودة من اجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، ومن هنا نوجه الدعوة لكافة القوى السياسية والى حركة حماس بخاصة من اجل انضاج فكر المصالحة وطي صفحة الانقسام وتوحيد أدوات عملنا الفلسطيني من اجل حماية المشروع الوطني وتجسيده الفعلي .
نيل العضوية في الامم المتحدة ثمرة نضالات وتضحيات جسيمة ، وهو انجاز استراتيجي مهم يجب البناء عليه والاستفادة من مناخ الدعم والتضامن الدولي للقضية الفلسطينية وفتح افاق جديدة لنضالنا السياسي الدبلوماسي ونضالنا الشعبي الذي ثبتت جدواه ، مزيدا من النضال والصمود ، مزيدا من الانجازات والانتصارات .