رام الله / أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور أحمد مجدلاني، اليوم الأربعاء، أن العالم سيتعامل مع وضع جديد بدءاً من يوم 30 تشرين الثاني – نوفمبر الجاري، يتمثل في أن فلسطين ستصبح رسمياً دولة عضواً في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بصفة عضو مراقب، وسيصبح أمراً واقعاً جديداً يجب التعامل معه باعتباره استحقاق للشعب الفلسطيني.
وشدد د. مجدلاني، في حديث مع مراسل وكالة ” معا ” في رام الله، على أن يوم الخميس ستتفاجئ الدول التي راهنت على إفشال مسعى القيادة الفلسطينية، من خلال الضغوطات على دول عديدة حتى لا يكون هناك أغلبية كبيرة لصالح فلسطين، إلا أنهم سيفاجأوا بالدعم الدولي الكبير لجانب الحق الفلسطيني.
وأضاف: بعض الأطراف والدول، لا سيما في أوروبا اتخذت مواقفا ضد القرار الفلسطيني بناء على مواقف لها علاقة بإسرائيل، أو استجابة للضغوط الأمريكية، وخشية على المفاوضات والعملية السياسية برمتها، والبعض لا يقدم أي تفسير أو سبب تجاه هذا الموقف إلا مراعات لإسرائيل أو الضغوط الأمريكية.
وقال د. مجدلاني إن الجهود الفلسطينية تواصلت على مدار أشهر طوال، وعلى رأسها جهود الرئيس محمود عباس، لتثمر هذه الجهود عن تقدير لتصويت بأغلبية كبيرة إن لم تكن مطلقة لعدد كبير من الدول، مشيراً إلى العمل المتواصل للقيادة الفلسطينية مع دول عدم الانحياز، المؤتمر الاسلامي، الاتحاد الافريقي، وأمريكا الجنوبية، وبذل جهود مضاعفة لدى دول الاتحاد الأوروبي، بغية التوصل إلى موقف مشترك، لكن هذه الجهود لم تثمر عن شيء ملموس، كما هو الحال في التصويت على عضوية فلسطين في اليونسكو، التي تمثلت في أربع مواقف أوروبية: مواقف، رافض، ممتنغ، وغائب عن التصويت.
وشدد د. مجدلاني على وجود دول مركزية وذات تأثير سياسي عالمي كبير تدعم الخيار الفلسطيني، كفرنسا التي أكدت دعمها للطلب الفلسطيني وهي من الدول المؤثرة، وموقف روسيا الاتحادية الهام والمؤثر ودول الاتحاد السوفييتي السابق، والصين بثقلها السياسي ودورها الدولي، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، واندونيسيا، فهي دول مركزية وذات ثقل سياسي كبير، وقد يكون لها تأثير على دول أخرى لصالح التوصيت لصالح فلسطين.
وأضاف د. مجدلاني: لسنا قلقين على الاطلاق من حجم التصويت، رغم أننا كنا نسعى إلى تصويت نوعي من دول الاتحاد الأوروبي، ليكون تصويتاً مؤثراً، وكونها مهمة لنا سياسياً واقتصادياً، في حال تعرضنا لعقوبات اقتصادية وسياسية.
وأشار د. مجدلاني إلى أن القيادة الفلسطينية لم تتفاجئ من الموقف الكندي، رغم المجهود الكبير والاتصالات من القيادة بالحكومة الكندية، إلا أن هذه الحكومة اليمينة المتطرفة هي نسخة عن الحكومة الإسرائيلية، وفقدت اتزانها في موقفها، بالتهديد بإغلاق ممثلية منظمة التحرير لديها وطرد الممثل.
وتابع د. مجدلاني: نتعامل مع هذا الموقف سياسياً ودبلومسياً، فنحن لا نسعى إلى مواجهة أي طرف، فلدينا قضية محددة، ونسعى إلى حشد كل الجهد معنا، ولن نقطع الاتصالات مع البلدان التي ستصوت ضد القرار والخيار الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، أكد د. مجدلاني: كانت هناك حملة كبيرة من التضخيم والضغط وتصدير الخوف خلال الأشهر الأخيرة حين اتخذت القيادة قراراً بالتوجه إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وكان ذلك لثني القيادة عن عزمها والتراجع عنه، ولكن هذه التهديدات صارت خلفنا، وأياً كانت طبيعتها بإلغاء اتفاقية أوسلو من جانب واحد، أو وقف التحويلات المالية، وإعلان أمريكا عن إغلاق ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وفرض العقوبات الاقتصادية علينا، ولكن هذا الموضوع صار خلف ظهرنا.
وأضاف د. مجدلاني: أنا لا أقلل من شأن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، إلا أن القرار قد اتخذ، وهذه اللغة التحذيرية والتهويل لن تفت في عضد القيادة الفلسطينية التي تؤكد على مضيها في قرارها، وتستند إلى دعم الشعب الفلسطيني الجارف خلف قرار قيادته الشرعية.
المصدر وكالة معا