رام الله/ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني : ‘إن مجهودات استئناف السلام ستدخل في غيبوبة حتى انتهاء الانتخابات الأميركية المقبل، وأن التوجه إلى الأمم المتحدة هو الخيار الشرعي الفلسطيني في ظل انسداد الأفق السياسي، حيث لا يوجد شريك إسرائيلي، وللأسف فإن الطرف الفلسطيني وحيد، بينما تمارس حكومة إسرائيل عملياتها التطهيرية في القدس وباقي المناطق الفلسطينية’.
وأضاف: ‘أن وجودكم معنا اليوم في غاية الأهمية لنقل رسالة إلى الإدارة الأميركية وأصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة مفادها أنه على محبي مصلحة إسرائيل أن يقنعونها الآن قبل فوات الأوان، واغتنام الفرصة السانحة لأن المتغيرات في المنطقة العربية متسارعة’.
وكان د. مجدلاني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي قد التقيا وفداً من منظمة ‘جي ستريت’ الأمريكية برئاسة جيرمي بن عامي، في مقر منظمة التحرير برام الله، وقدما عرضاً مفصلا حول الأوضاع السياسية، مؤكدين ضرورة تبني خطوات عملية لإنقاذ حل الدولتين.
وتطرق د. مجدلاني إلى تركيبة المجتمع الفلسطيني وارتفاع نسبة الشباب، مبينا أنه إن لم يكن هناك أفق نحو سلام حقيقي، فهؤلاء الشباب جاهزون للتحول، حيث أن قوى الإسلام السياسي أكثر تأثيرا في ظل ظروف البطالة والفقر.
وأشار إلى وضع المرأة الفلسطينية في سوق العمل ومشاركتها في العمل السياسي، مؤكدا المحاولات الجادة التي تسعى نحو دمقرطة المجتمع الفلسطيني باتجاه أفكار تقدمية في مواجهة الظلامية.
ومن جانبها قالت د.حنان عشراوي، إن نضالنا الطويل لشرعنة صوت السلام وحل الدولتين والاستقرار وبناء الدولة يصطدم بالواقع الاستيطاني وسرقة الأرض والحملة التصعيدية المكثفة التي تشنها حكومة الائتلاف اليميني المتطرف لتدمير أية فرص لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وشددت على أن بقاء الاحتلال سيزيد من احتمالات العنف والتطرف في المنطقة برمتها، وأن غياب الدور الأميركي واللجنة الرباعية ساهم في زوال فرص السلام، مشيرة إلى أن ما يحتاجه شعبنا هو وقف الخروقات الأحادية الإسرائيلية، ووجود وسطاء سلام ايجابيين، خاصة بعد خوض عملية تفاوضية استمرت لأكثر من عشرين عاما خسرنا خلالها الأرض والأرواح’.
وأوضحت أن إسرائيل لم تستفد من التركيبة المميزة للقيادة السياسية الحالية المتمثلة بالرئيس محمود عباس الملتزم بالسلام، ورئيس الوزراء سلام فياض الذي حقق انجازات كبيرة فيما يتعلق ببناء المؤسسات وسيادة القانون، إضافة إلى إجماع الرأي العام على حل الدولتين.
وتابعت عشراوي: ‘إن إسرائيل لم تستوعب رسالة الربيع العربي، وعليها استغلال هذا الظرف التاريخي الذي قد لا يتكرر، لقد حان الوقت للمجتمع الدولي للعب دور فاعل وملموس في تصحيح المسار قبل فوات الأوان’.
وأكدت موقف منظمة التحرير القاضي بالتوجه إلى الأمم المتحدة، وطلب حماية وسيادة القانون الدولي باعتباره احد الخيارات السلمية المسؤولة والايجابية.