رام الله / أطلع وزير العمل أحمد مجدلاني، في مكتبه اليوم الأحد، بعثة منظمة العمل الدولية لتقصي الحقائق عن أوضاع العمال وأسرهم في الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان، على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا.
وترأس البعثة المستشار الخاص للمدير العام للمنظمة كاري تابيولا، بحضور ممثل منظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو، ومسؤولية المشاريع والبرامج في مكتب منظمة العمل الدولية في القدس ورشا الشرفا، وأعضاء الفريق المكلف بإعداد التقرير المقدم للبعثة من وزارة العمل، وهم: صلاح الزرو الوكيل المساعد ومدير عام التشغيل سامر سلامة، بالإضافة إلى بهاء طه مدير وحدة السياسات والمشاريع، وتغريد كشك مسؤول وحدة العلاقات العامة والإعلام في وزارة العمل.
واستنكر مجدلاني قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بالطلب من فلسطينيي الضفة الغربية الذين يعملون في إسرائيل أن يستقلوا حافلات خاصة بهم عند نقطة تفتيش بدلا من الحافلات العامة التي يستخدمها الإسرائيليون معتبرا هذا القرار عنصريا صارخا يشبه الفصل العنصري الذي عانت منه جنوب إفريقيا قبل عقود، محذرا من أن إسرائيل تعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على خدمات الفصل العنصري بين اليهود والفلسطينيين، وأن هذه الخطوة تأتى في اتجاه الفصل العنصري، لأنه يجرى بالفعل محاولة فصل الأنشطة اليومية للناس ما يجعل العامل الفلسطيني وسيلة تجاذب ومزايدات عنصرية متطرفة ما بين أقطاب السياسة في إسرائيل.
كما أطلع الوفد على الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لرفع المعاناة عن أبناء الشعب وما يتطلبه ذلك من ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي، وكافة المعيقات التي تحد من قدرة الاقتصاد الفلسطيني على النمو، وفي مقدمة ذلك إلغاء نظام السيطرة والتحكم بما يمكن السلطة الوطنية من إنعاش الأوضاع الاقتصادية، وتوفير المزيد من فرص العمل متناولا أهم الإجراءات التي اتخذتها وزارة العمل للتخفيف من حدة الفقر والبطالة، ووضع الاستراتيجيات القطاعية والتي تشتمل على التشغيل والتدريب المهني وتنظيم سوق العمل، بالإضافة إلى إستراتيجية التعاون ودعم القطاع الخاص ودمج التنمية الاقتصادية في سوق العمل والنهوض بالحركة التعاونية.
وأكد حرص السلطة وسعيها المستمر لتنظيم سوق العمل، وضمان توفير الحماية والأمن الاجتماعي للعمال والحياة الكريمة لهم ولأسرهم مشيرا إلى التقدم الملموس في الحوار الاجتماعي في فلسطين لمواجهة إشكاليات السلم الأهلي والاجتماعي، والعمل على تحسين الشراكة الاجتماعية، وفي ذات السياق أشاد بالدور الذي تقوم به منظمة العمل الدولية من خلال التعاون الوثيق بينها وبين المؤسسات الفلسطينية ذات الصلة للتخفيف من معاناة الشعب وخاصة العمال وأسرهم.
وعلى هامش الاجتماع التقى وفد منظمة العمل الدولية بأعضاء اللجنة الوطنية لتشغيل النساء واستمع إلى مداخلات عدة من الأعضاء تحدثت بمجملها عن الصعوبات التي تواجه الحركة العمالية في فلسطين وكذلك العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين خاصة بعد نيل فلسطين لعضوية دولة مراقب في الأمم المتحدة.
إلى ذلك بحث مجدلاني خلال استقباله اليوم وفدا إيطاليا برئاسة رئيس مقاطعة ترينتو الايطالية ألبرت باتشر، سبل دعم القطاع التعاوني في فلسطين، خاصة إنشاء بنك إقراض تعاوني، بمشاركة الوكيل المساعد صلاح الزرو، ومدير عام الإدارة العامة للتعاون يوسف العيسة، ومدير عام ديوان الوزير يوسف زغلول، ومسؤول وحدة العلاقات العامة والإعلام في وزارة العمل تغريد كشك.
وعبّر الوفد الإيطالي عن اهتمامه بالقطاع التعاوني في فلسطين للوصول إلى أفضل السبل لتقديم المساعدة الاستشارية والفنية للوصول إلى عالم تعاوني متطور وقوي.
وتطرق مجدلاني إلى جهود الوزارة في تطوير القطاع التعاوني، لا سيما العمل على إقرار قانون التعاون وإنشاء صندوق تعاوني تكون مهمته موجهة بالأساس نحو خدمة القطاع التعاوني؛ خاصة وأن هذا القطاع هو قطاع منتج ومشغل، كما ركز على سياسة الوزارة في دعم هذا القطاع بشكل تنموي وليس إنمائي، إضافة إلى التركيز على بعض القطاعات التعاونية مثل القطاع الزراعي لخصوصية هذا القطاع من حيث حجمه التشغيلي وإنتاجيته إضافة إلى كونه عملا وطنيا سياسيا يحافظ على الأرض ويحد من سياسة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي، مؤكدا أن توجه الوزارة منسجم مع برنامج الحكومة الاقتصادي والاجتماعي والذي يتطلع إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
وخرج الاجتماع بجملة من الأمور التي تم التوافق على إمكانية التعاون على تحقيقها تمثلت في الاستفادة من تجربة البنوك التعاونية الايطالية خاصة وأن فلسطين الآن بصدد إنشاء بنك تعاوني، كما تم التوافق على الاستفادة من الخبرة الايطالية في تدريب كوادر تعاونية من موظفي الوزارة والمؤسسات التعاونية المختلفة في إطار التوأمة ما بين الجمعيات التعاونية الايطالية والفلسطينية، مع إمكانية التشبيك والتعاون من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة أهمها إقامة المعارض التسويقية في كلا البلدين.
وكالة وفا.